لتكن الاتصالات البداية

استفهامات || احمد المصطفى إبراهيم

شارك الخبر

اذا ما سُئل الناس من اين نبدأ الاصلاح؟ ستكون الاجابات مختلفة. منهم من يجيب لنبدأ بالخدمة المدنية فطالها ما طالها من التشوهات. وربما يقول آخر الأمن مقدم على كل شيء. وربما يجيب ثالث الزراعة هي بداية الاصلاح والمخرج. وسينبري رابع لا صلاح لأمة الا بالتعليم.
كل ما تقدم صحيح وقابل للاضافة. غير أني ارى أننا في العهد الرقمي digital age لا اقول الاتصالات المتطورة هي كل شيء ولكنها المدخل لكثير من جوانب الحياة وخصوصاً الاقتصادية. عبر الاتصالات والشبكات التي لا تعرف الطششان يمكن أن نتقدم بسرعة ونتجاوز كثيرا من العقبات. على سبيل المثال لا الحصر ستكون كل المعاملات المالية عبر البنوك مما يعني توفير تكلفة طباعة العملة ثم دخول كل او جل الكتلة النقدية للبنوك ويستطيع القطاع المصرفي أن يسهم في الزراعة والصناعة بقدر وافر وليس كما هو اليوم. ليس ذلك فحسب بل كل معاملات الدولة وجباياتها ومنصرفاتها ستتضاعف في شفافية كاملة. وسبب الشفافية أخص الضرائب التي تؤخذ الآن من الفقراء أكثر من الأغنياء. في السودان، كحالة نادرة، كلما زاد الدخل قلت الضرائب عكس ما يحدث في كثير من دول العالم. وعندها ستدفع المجموعات الكبيرة التي تتهرب من الضرائب بمهادنة الحكام والسياسيين وتنفق في الذي لا يطلب منها ويضيع نصيب الفقراء.
الاتصالات القوية ستكون عوضاً عن الخدمة المدنية المترهلة وسيقضى كثير من المواطنين معاملاتهم من منازلهم موفرين الوقود وزحمة الشوارع والطرق وحوادث المرور. الاتصالات القوية تسهم في التعليم وتضاعف مخرجاته. الاتصالات القوية ستكون مفتاحا لخير كثير اذا تجرد السياسيون والتفتوا لاصلاح حال البلد المائل. العهد السابق ولا اقول البائد درش العيش وعلى العهد الحاضر التنعيم. أحدث طفرة في توزيع الكهرباء والاتصالات ووصلت اطراف السودان البعيدة جداً وعلى العهد الحاضر التوليد والاستقرار والصيانة.
كذا في الاتصالات هنا اربع شركات اتصالات بدأت متطورة ووقفت ولم تواكب. بنياتها التحتية موجودة تنقصها المواكبة لتحمل البلاد الى عالم اليوم الذي لا يقبل الانتظار و Try later حاول لاحقاً.
ما المناسبة؟ المناسبة يقال أن سوداتل جاءها قائد جديد لا أعرفه؛ ولكن في سيرته الذاتية البركة، ولا احبذ الشخصنة والاسماء والسودان هدته الشخوص وكل يريد أن يسجل اسمه وبأسرع فرصة ويستعجل النتائج والذي ينقصنا هو المؤسسية.
نتمنى أن يبعد المدير الجديد لسوداتل كل السياسة والسياسيين والفعل السياسي القبيح المبتذل المعروف (بالبل)، ويلتفت لما يجعل هذه الشركة رائدة الاتصالات في السودان، وتجبر الشركات الاخرى لتجرى وراءها تجديداً وتطويرا ومنافسة حتى ينقطع نفسها.
نتمنى أن يكون قوياً ويفضح اي سياسي يقدم المنفعة الخاصة له او لحزبه على منفعة خدمة الاتصالات.
أمام المدير الجديد تحديات كبرى وتشوهات نتمنى أن ينسى الماضي الذي ليس مسئولاً عنه وينهض بهذه الشركة وان لا يكون الهدف الاساسي الربح فقط؛ وان تتغير رؤية الشركة إلى انها منقذة السودان ومطورته، وسيأتي الربح لاحقا خيرا وفيرا بعد أن تجذب أكبر قدر من المستخدمين.
نسال الله لك التوفيق يا م. مجدي طه وعشم الشعب فيك كبير.

شارك الخبر

Comments are closed.