الخارجية .. العودة لطاولة مفاوضات السلام

الخرطوم: سوسن محجوب

انضم سفير السودان لدى اديس ابابا والمندوب الدائم لدى الاتحاد الافريقي جمال الشيخ الى وفد الحكومة للمفاوضات مع زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان عبد العزيز الحلو، انضمام ممثل لوزارة الخارجية ضمن طواقم المفاوضات يعد جزءا من مهام الوزارة وسبق أن قادت الخارجية وآخرون قبيل سقوط نظام البشير مفاوضات بين فرقاء الأزمة في جنوب السودان انتهت بتسوية سياسية ادت الى قيام حكومة وفاق بين الرئيس سلفاكير ومعارضيه، ومثل “السفير جمال الشيخ” واحد من ابرز سفراء الخارجية في تلك المبادرات.

لكن ماهو مؤكد أن التفاوض مع الحلو ليس كما التفاوض، مع الآخرين اذ أن مشروع (الرجل) ورؤيته لـ”سودان “ما بعد سقوط الإسلاميين تراهن عليه بعض النخب السياسية خاصة في ظل حالة عدم الرضا من التشكيلة التي آلت اليها ادارة الفترة الانتقالية ، لذلك فإن الجلوس لطاولة الحلو ربما يحتاج لمن لديهم خبرة اعمق في فن التفاوض ويجيدون قراءة ما بين سطور مشروعه، حيث بدا ذلك جليا من تركيبة وفد التفاوض الحكومي، صحيح انه وسبق أن شارك جمال في جولات التفاوض السابقة مع الجبهة الثورية عندما كان سفيرا للسودان في جوبا.

خيار المفاضلة
وأحدث السفير الشيخ علاقات وطيدة مع الرئيس سلفا وطاقم وزرائه ابان تواجده على رأس البعثة السودانية في جوبا، لكن البعض يرى أن وجود (الشيخ) في جوبا وفي ظل توتر معلوم بين الخرطوم واديس البابا الآن بشان الحدود بين البلدين وملف سد النهضة يعد امرا غير “مستحبا”. ويشير دبلوماسي فضل حجب هويته لـ(السوداني) انه لا يوجد اي مبرر لمشاركة الشيخ في مهمة يمكن لآخرين من زملائه في الخارجية القيام بها. ويمضي الى أن الافضل هو أن يظل موجودا في اديس يتابع تطورات علاقة البلدين وما يطرأ فيها عن قرب وربما احتاج الامر لتواصل وللقاءات مع الجانب الاثيوبى لذلك وجوده في اديس اهم من وجوده في غرف المفاوضات ، ويشير ذات محدثى الى أن السفير جمال يمتلك علاقات وطيدة مع الجانب الجنوبي وهم الوسطاء ورعاة هذه الجولات التفاوضية بين الحركات المسلحة وحكومة الفترة الانتقالية.

مهارات مفاوض
السفير الرشيد ابو شامة يعتبر مشاركة سفراء الخارجية امرا طبيعيا وجزءا من مهامها وسبق أن قادت الوزارة عبر دبلوماسييها مفاوضات بين فرقاء الأزمة في افريقيا الوسطى ودولة جنوب السودان، انتهت الاخيرة بتحقيق السلام والتسوية وكان السفير جمال الشيخ احد اهم عناصر وفد السودان في الوساطة، ولاحقا شارك في مفاوضات الحكومة والجبهة الثورية ابان وجوده سفيرا في جوبا وبالتالي تمكن من كسب مهارات تفاوضية مطلوبة الآن ويمكن تسرع من عملية التفاوض. ويضيف ابو شامة لـ(السودانى) أن وصول الشيخ من اديس الى جوبا وفي ظل الراهن الآن يعني أن غرف التفاوض تحتاج لخبراته ولا يعني بالضرورة أن التفاوض مع “الحلو” ليس كـ(التفاوض) مع الآخرين وان الرجل يمتلك سقوفا صعبة ورؤيته للسلام وما يجب أن يكون عليه الوضع في السودان، وينوه الى انه من الضرورة الابتعاد عن الكلمات ذات الحمولة السالبة التي تمنح طرفا وضعا متوهما مما يصعب من عملية التفاوض او أن يطيل امدها في موضوعات كان من السهل تجاوزها طالما الطرفان يمتلكان الارادة نحو ذلك.

اقصاء متعمد
وزير الخارجية الأسبق ابراهيم طه ايوب يرى أن مشاركة ممثلي وزارة الخارجية في المفاوضات حق اصيل وجزء من مهامها سواء مفاوضات داخلية أم خارجية. ويضيف لـ(السودانى) من مقر اقامته في روما أن غياب الخارجية عن المفاوضات الخارجية ادى الى توقيع اتفاقيات مليئة بالثقوب مثل الاتفاق مع روسيا بشأن قاعدتها في شرق السودان. ويمضى الى أن الخارجية شاركت بفعالية في مفاوضات ١٩٧٢م مع حركة الانانيا الا انه وللاسف تم تغييبها في مفاوضات نيفاشا ولم تشارك بصورة ممنهجة في مفاوضات جوبا (ون). ولفت ايوب الى انه ليست بالضرورة أن يشارك السفير جمال الشيخ لانه يوجد على رأس بعثة مهمة وذات خصوصية كبيرة هذه الفترة ، ويشير الى أن عدم وجود سفير على رأس البعثة السودانية في جوبا ربما ادى للاستعانة بالسفير جمال خاصة وانه يتمتع بعلاقات جيدة مع حكومة الرئيس سلفاكير.

الاتفاق الإطاري
وكانت الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو قدمت ورقة في مارس الماضي، تنص على أن تكون الدولة على مسافة واحدة من كل الأديان وتوفير حرية الاعتقاد لكل المواطنين.
واعتمد مقترح الاتفاق الإطاري المبادئ فوق الدستورية والتي تنص على اعتماد العلمانية واللامركزية في الحكم، واحترام التنوع وحقوق الإنسان وتحظر الانقلابات العسكرية مع إعطاء حق تقرير المصير في حالة خرق المبادئ فوق الدستورية والتي يجب أن يتوافق معها أي دستور دائم للسودان.
وأشار الاتفاق إلى ضرورة وجود فترة 6 أشهر قبل بداية الفترة الانتقالية لانشاء الآليات والمؤسسات المنصوص عليها في الاتفاق.
كما يحدد الاتفاق الإطاري المقترح القضايا والمبادئ العامة للتفاوض، ويتضمن إعلان المبادئ الموقع بين الطرفين في مارس الماضي، حيث أعلنا فيه عزمهما إنهاء الخلافات بتسوية سلمية وتكوين جيش واحد في البلاد، وتأسيس دولة تضمن حرية الدين والعبادات لكل الشعب.
ووقعت الخرطوم، في 3 أكتوبر الماضي، اتفاقا لإحلال السلام مع حركات مسلحة ضمن تحالف “الجبهة الثورية”.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.