(ه) الآف يموتون غرقا وعطشا الإتجار بالبشر وتهريب المهاجرين.. (اوربا ليست الجنة)

الخرطوم: ابتهاج متوكل

طالب خبراء ومختصون بالحد من ظاهرة الاتجار بالبشر والهجرة (اللاخلاقية)، وضرورة احترام القوانين والأنظمة، ورفع الوعي لدى المجتمعات، بمخاطر قضايا الاتجار بالبشر والعبودية، ثم تسليط الضوء على الضحايا والتحديات التي تواجههم ، وكيفية استخدامهم، مشيرين الى أن اوربا (ليست جنة انما نار)، وقدرت الاحصائيات أن عدد ضحايا الاتجار بالبشر حوالي ٥ آﻻف شخص سنويا، من القرن الافريقي، بعضهم يموت غرقا والآخرون عطشا في الصحراء.
وشارك السودان امس، في المؤتمر الثاني لمركز البحوث الاستراتيجي للهجرة في القرن الأفريقي في ورشة عقدت بالتزامن بالخرطوم ولندن عبر المنصة الإلكترونية الدولية زووم zoom ، حول الضحايا بين التحدي والمواجهة، وذلك في إطار فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر.

التكاتف الدولي
شددت رئيسة المركز سمية حامد إبراهيم، مركز البحوث الاستراتيجي للهجرة في القرن الأفريقي بلندن، على الجهود التي تبذل في مجال مكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر، ودعت كل الجهات العاملة في مجال مكافحة الاتجار بالبشر والمنظمات الإقليمية والدولية،للتكاتف والتنسيق للحد من هذه الظاهرة.
اهدار الاوراح
ودعا رئيس مجلس منظمة همسة سماء الدولية د. إبراهيم التجاني الى تلاحم حقيقي لحماية الشباب الأفريقي، بإحداث تنمية شاملة توجد فرص عمل، في القطاعات المختلفة بدلا من (اهدار ارواح) الشباب في البحار والصحارى، والحد من ظاهرة الاتجار بالبشر والهجرة (اللاخلاقية)، ورفع التوعية بمخاطر هذه الجريمة ، الى جانب وضع آلية للحد منها.
وقال التجاني إن الحد من هذه الظاهرة يحتاج مشاركة كل الحكومات والمنظمات الدولية والاقليمية، ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، مؤكدا أن قارة أفريقيا هى (قبلة الاستثمار) ومستقبل العالم بها، لذلك يحب المحافظة على ثرواتها ومواردها ، مشددا على ضرورة تغيير الوجه الأفريقي وجعله جاذبا، والتركيز على الاعلام لحماية المورد البشري وقدراته ، لافتا الى أن العشرين عاما الماضية شهدت إهدار الكثير من موارد الشباب والطاقات.
الجريمة الثالثة
ودعا مدير لورد الاستشارية بالسودان، د. خالد علي اللورد، الى تفعيل اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر، تعديل قانون الاتجار بالبشر، خاصة بعد مضي ٧ اعوام، ثم اضافة جريمة تهريب المهاجرين، ليكون قانون مكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر ، لان تهريبهم صار كثيرا يتحول للاتجار بالبشر، إن حكومة السودان بذلت جهودا كبيرة ومقدرة لمكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر ، لافتا الى تصنيف السودان ارتقى من القائمة السوداء الى مرتبة الثانية، وفقا للتقرير الأمريكي، الذي يصنف ثلاث مرتبات وتصنيفات، ابرزها المتعاونة جدا، والمتعاونة، والدول تحت المراقبة، والمرتبة الثانية، والقائمة السوداء، وتابع السودان بذل جهودا مقدرة بما يعرف بعملية الخرطوم ٢٠١٤م، وهدفها معالجة جزرية لاسباب الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، موجها ان تجد عملية الخرطوم الاهتمام، خاصة أن السودان يمضي في الاتجاه الصحيح، كذلك لانه وقع العديد من الاتفاقيات الإقليمية والدولية والتعاون مع المجتمعين الإقليمي والدولي، للارتقاء من تصنيف تحت المراقبة، وذكر انه لاتوجد إحصائيات في السودان، لان العمليات تتم في الخفاء وجنح الليل، ولكن الأعداد في تكاثر ، منوها الى مشكلة السودان انه يعد دولة مصدرة للمهاجرين ومستقبل وعبور لهم، وموقعه جعله معبرا رئيسيا للمهاجرين، وتابع (لا انكر جريمة الاتجار بالبشر، ولكن النسبة الاكبر دولة عبور)، واضاف : ظاهرة الاتجار بالبشر صارت الجريمة الثالثة على المستوى العالمي، بعد تجارة المخدرات وتجارة السلاح، ويتجاوز ضحاياها عشرات الملايين على مستوى العالم، موضحا ان البرتوكول الخاص بمنع وقمع جريمة الاتجار بالبشر خاصة النساء والأطفال، الذي وضع لمواجهة الظاهرة حدد الجريمة بثلاثة محاور، فعل التستر واستخدام الايواء والتنقل، فعل القوة والخداع والغش، وغاية الاستغلال، مؤكدا ان هنالك حوالي ٢٠ مليون نسمة يعملون في العمل القسري بالعالم، يصل عائدهم العمل القسري لهم نحو ١٥٠ مليار دولار سنويا.
الموت مايزال مستمرا
وشدد اللورد، على أن الجريمة (منتشرة) في منطقة القرن الافريقي، والسودان يقع في متطقة حراك سكاني دائم بنحو١٠ملايين نسمة، ويقدر ان هناك حوالي ٥٥ الف شخص يتم تهريبهم من القرن الافريقي الى اوربا سنويا، تتلقى عصابات البشر وتهريب المهاجرين من خلفهم حوالى ١٥٠ مليون دولار، كذلك يقدر عدد ضحايا الاتجار بالبشر والمهاجرين بالاقليم، بنحو ( ٥) آلاف يموتون في الصحراء عطشا او غرقا في البحر، وزاد (كل هدف الضحايا العبور الى اوربا) ومساعدة ذويهم واسرهم، وافاد ان الحاجة ماتزال للتعاون المحلي والإقليمي والدولي للحد من الظاهرة، بالمنع والوقاية ورفع الوعي وحماية الشباب.
وندد اللورد، على أن الاتجار بالبشر جريمة ضد الانسانية تخلو من كل المعاني والقيم الانسانية، وظاهرة بغيضة تحرمها الأديان والقوانين والدين الإسلامي، وانها تحتاج لتكاتف الجهود الوطنية والاقليمية والدولية، وتابع أنه آن الاوان لينتفض الاقليم والعالم اجمع لمواجهة الظاهرة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.