*في خواتيم شهر إبريل الماضي حملت الأنباء خبرين على علاقة بالأمن الوطني والطمأنينة العامة ـ كلًا على حدة ـ في اعتقادي أنهما كانا علي درجة معتبرة من الأهمية ولكنهما لم يجدا حظًا من الإضاءة الإعلامية الوافية ـ مع تحول كل الأضواء الكاشفة إلى معتركات المسرح السياسي ـ ومن ثم جاء الخبران مثل كثير من الإنباء التي تأتي على شاكلة (أخذ العلم ) ..
*الخبر الأول كان ضمن تصريح الناطق الرسمي باسم مجلس الدفاع والأمن عقب اجتماع المجلس في 25 إبريل جاء نصه على النحو التالي ( وأشاد المجلس بالإنجاز الذي حققته أجهزة المخابرات من خلال الرصد والتتبع للخلايا الإرهابية وإلقاء القبض عليها وبحوزتها معدات متفجرة ) ـ
*طبيعي أن الإشارة إلى ( أجهزة المخابرات ) في متن التصريح المذكور تشير إلى جهاز المخابرات العامة ،، ومصطلح (الرصد والتتبع) دلالة على مجهود استخباري وميداني في مواجهة (خلايا إرهابية ) أول ما يقفز إلى الذهن بذكرها يأتي تذكر العمليات الأمنية الدامية التي وقعت في منطقة جبرة العام الماضي ضد العناصر الأجنبية لتنظيم داعش الإرهابي ، والتي قدم فيها جهاز المخابرات العامة عددًا من خيرة عناصره شهداء ـ تقبلهم الله جميعًا وعوض شبابهم الجنة ـ ومن الواضح أن جهاز المخابرات العامة ما زالت معاركه مستمرة ضد بقايا هذه الخلايا الإرهابية وأنه يحقق فيها الإنجازات والانتصارات بدليل الإشادة المسطرة على مستوى مجلس الدفاع والأمن ،، لكن أيضًا ما أثار الانتباه في التصريح أن هذه المرة تم إلقاء القبض على عناصر الخلايا وبحوزتها أدوات رعب (معدات متفجرة ) وهذا يقود إلى مؤشرين .. المؤشر الأول : أن العمليات المخابراتية والميدانية صممت دون وقوع مواجهات مسلحة أو دامية كسابقتها ـ وإلا لكانت الآذان قد تسامعت ـ وفي ظني هذا نجاح كبير يحسب لصالح الكادر الأمني واحترافيته في حصر وإغلاق العملية الأمنية في نطاقات محددة ،، والمؤشر الثاني : أن ضبط معدات متفجرة مع هذه الخلايا هو أن الله سلم البلاد بفضل رجال المخابرات من عواقب غير منظورة أو معلومة الحجم أو المدى لو ( لا قدر الله) أن قامت هذه الخلايا الإرهابية باستخدام سلاح التفجيرات.
*الخبر الثاني كان إعلان شرطة ولاية الخرطوم في 30 إبريل الماضي عن القبض على قتلة تاجر شارع الأربعين ومواطن بأمبدة، وأن عملية الإيقاع بشبكة القتلة تمت بجهود مباحث محلية أُمدرمان ومباحث ولاية الخرطوم ثم جاءت الإشارة في إعلان الشرطة إلى تعاون مع جهاز المخابرات العامة أدى إلى تتبع ورصد الشبكة والإيقاع بها في منطقة العبيدية ،، وفي هذا الخبر أيضًا ملاحظتان .. الأولى : أن جهاز المخابرات العامة وفي إطار المسؤولية الأمنية التضامنية ظل يمد جسور التعاون مع المؤسسات النظيرة إما بالتقنيات الحديثة أو بالمعلومات المتوافرة لديه ،، والملاحظة الثانية أن الشرطة صاحبة المسؤولية الأولى جنائيًا ومحققة الإنجازات النوعية في هذا المجال لم تتوان بكل شفافية في الإعلان عن تعاون عملياتي مع المخابرات العامة دون عصبية او احتكارية للإنجاز ، وفي اعتقادي أن في هذا دليل عافية في منظومتنا الأمنية حتمًا ستكون نتائجه طمأنينة واستقرارًا وصدًا لكافة أنواع الإجرام .
*في كل دول العالم بمختلف مستوياتها تتناسق المنظومات الأمنية بمختلف تخصصاتها لتحقيق هدف واحد لكنه هدف أسمى يمثل محور وجود الدولة واستقرار شعبها ، وأجزم أن بلادنا ستقاوم ( البدع ) وتوظف رصيدها الضخم من المهنية والاحترافية الأمنية المتراكم عبر عقود مسيرة الدولة الوطنية .. وإلى الملتقى ،،
Prev Post
Comments are closed.