🖋️ صديق محمد عثمان
– في العقد الأول من القرن الثالث عشر كان البارون يوستس دي فيسي؛ قد اصبح احد اهم بارونات إنجلترا واسكتلندا، فقد كان احد المقربين من ملك إنجلترا جون ومبعوثه الخاص للإشراف على مقاطعات مثل درم، كما مكنته مهامه الخاصة بتوثيق العلاقة بين ويليام ملك اسكتلندا وجون ملك إنجلترا من الزواج من شقيقة الملك ويليام، رغم الشكوك حول مشروعية نسبتها إلى والد الملك نسبة لانها كانت ثمرة علاقة غير شرعية بين الملك ووالدتها.
– ولكن لم ينقضي هذا العقد الأول من القرن الثالث عشر إلا والبارون يوستس دي فيسي قد ولى هاربا من إنجلترا إلى أسكتلندا وصودرت املاكه واراضيه الشاسعة بعد اتهامه الملك جورج التحرش بزوجته.
– تصور ان الرجل المسؤول عن تحسين العلاقة بين بلاطي انجلترا واسكتلندا والذي استثمر جهوده في الزواج بشقيقة الملك يضطر إلى الهروب من صديقه الملك الذي بعثه وكلفه !! تصور ماذا تقول واقعة كهذه عن العلاقة بين البلدين والملكين؟!
– حسنا لا تحزن عليه فقد عاد البارون يوستس خلال ثلاثة أعوام فقط ضمن ثورة بارونات إنجلترا على ملكها جون واصبح احد 25 لورد وبارون اصبحوا ضامنين للوثيقة التي تم توقيعها بين الملك جون وبارونات الإقطاع الإنجليزي، والتي كتب نصوصها أسقف كنيسة كانتربري. واستعاد يوستس دي فيسي أراضيه وممتلكاته المصادرة وزاد نفوذه من مجرد صديق ومبعوث خاص الملك؛ إلى مشرف على التزام الملك بما بات يعرف بالميثاق العظيم (الماغنا كارتا).
– وياله من ميثاق!! ويا لعظمته!! ذلك الذي يرفع البارونات ليشاركوا الملك سلطات الجباية وتوزيع الأراضي ونقل تكاليف حروب انتزاع الأراضي من كاهلهم إلى كاهل اخرين أقل منهم حظوة ونفوذ!!
– تحتفي بريطانيا بالماغنا كارتا باعتبارها أم التطور الدستوري لنظامها السياسي الذي كان أول من طوره من مجلس ال 25 إلى مجلس موسع للبارونات وملاك الأراضي الذين تزيد قيمة أراضيهم عن 35 شيلينغ.
رجل فرنسي يصفونه بالصعلوك كان قد اتصل بملك إنجلترا وصادقه وتزوج شقيقته ثم تآمر عليه وقام بتنفيذ انقلاب قصر في العام 1265م ورغم انه اعاد الملك إلى عرشه إلا انه نجح في انتزاع تعديلات لوثيقة 1215 لتوسيع مجلسها وتوسيع صلاحياته في فرض الضرايب وتحديد سلطات الملك في معاقبة البارونات وملاك الأرض، حيث نصت الوثيقة لأول مرة في مادتها 39 على ان الرجل لا يعاقب إلا وفق قانون ينفذه ند له اي مساوي له طبقيا.
– انظر الجزء (2)
