🖋️ صديق محمد عثمان
– بالطبع تطور النظام السياسي لبريطانيا منذ العام ١٢١٥ تاريخ توقيع الماغنا كارتا فاصبح الملك يملك ولا يحكم، وظلت وثيقة الاتفاق بينه وبارونات الإقطاع تتوسع في نقل صلاحيات الملكية الواسعة إلى مجالس اكثر اتساعا لهولاء البارونات، وبالتالي تنقل اليهم حق رسم السياسات العامة للدولة وتمنحهم الحق المطلق في تملك الأراضي وتقدير الضرايب اللازمة لتمويل حملاتهم في تملك هذه الأراضي وإدارتها.
– على سبيل المثال ولإلقاء الضوء على هذا التطور الدستوري والسياسي، في العام ١٧٠٢ قاد جون تشرشل الجد الأعظم لرئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل، الجيوش الإنجليزية في الحرب على إسبانيا لمحاولة غزوها وضمها للأراضي البريطانية، وكسب تشرشل الكبير عدة معارك من بينها معركة بيلنهايم، وتقديرا لمجهوداته أصدر الملك امرا ملكيا بمنحه مساحة ١٢ ألف فدان بالقرب من مدينة اكسفورد في مدينة ريفية تدعى وودستوك، كما أصدر (البرلمان) قانونا بتمويل الخطط المعمارية التي قدمها جون تشرشل لبناء قصره الذي يحتوي على ٣٣ غرفة، وتشتمل ارضه على بحيرة واسعة، واستغرقت أعمال البناء ١٧ سنة ما بين الأعوام ١٧٠٥-١٧٢٢ حيث تم افتتاح القصر رسميا، ورغم انه تم تصنيفه بواسطة اليونسيكو كموقع اثري بالشهادة التي تحمل الرقم ٤٢٥ فلا يزال القصر مملوكا لعائلة تشيرشل التي تديره كموقع سياحي تبلغ تذكرة دخوله ٣٦£ كما تستأجره شركات تصوير الافلام السينمائية والمهرجانات الغنائية وغيرها من المناسبات.
– يمنح تصنيف قصر بيلنهايم كموقع اثري (الشركة المحدودة) التي تديره نيابة عن عائلة تشيرشل اعفاءات ضريبية واسعة جدا بحسبانه محمية طبيعية.
– تطور النظام السياسي البريطاني وفق تطور الارادة التي عبرت عنها وثيقة الماغنا كارتا في العام ١٢١٥ التي مرت باربعة تعديلات خلال نفس القرن كما اشرنا سابقا كانت احدى هذه التعديلات مغامرة كان بطلها فرنسي صهر للملك، ولكنها على كل حال اسست النواة للبرلمان البريطاني حيث جلس هولاء اللوردات في العام ١٢٩٦ وقرروا توسيع مجلسهم الراعي للوثيقة والذي يباشر سن تشريعات القوانين، وحيث ان وثيقتهم الاساسية كانت قد قررت انه لا يخضع رجل إلا لقانون او جزاء يسنه او ينفذه رجل مساو له، فقد اقتضى ذلك توسيع المشاركة حتى لا يصبح لورد خاضعا للورد آخر!!
– يتبع (٣)