عقوبات أمريكية على البرهان ودعم أوكراني لقوات الدعم السريع… هل يضع الغرب الرهان على حميدتي في السودان؟

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس الماضي، عن فرض عقوبات على رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حيث وجهت له تهمة اختيار الحرب على المفاوضات لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من السودانيين، ودفع الملايين إلى النزوح من ديارهم.

ونشرت وزارة الخزانة الأميركية بيانًا، أكدت فيه أن “تكتيكات الحرب التي ينتهجها الجيش السوداني تحت قيادة البرهان، شملت القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، والهجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات، والإعدامات خارج نطاق القانون، وحرمان المدنيين من المساعدات”.

وأضاف البيان أنه “تم إدراج البرهان بموجب الأمر التنفيذي، كقائد كيان أو عضو في القوات المسلحة السودانية، وهي جهة أو أعضاؤها، شاركوا في أعمال أو سياسات تهدد السلم أو الأمن أو الاستقرار في السودان”.

وبنفس الوقت، أعلن إيليا يفلاش، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية في مطلع الشهر الجاري على صفحته الرسمية على منصة فيسبوك، أن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون الدعم لميليشيا الدعم السريع بدعوة شخصية من قائد القوات محمد حمدان دقلو.

وقال يفلاش: “تحاول روسيا تصوير الجيش الأوكراني على أنه غير محترف، ويعتمد كليا على الإمدادات الغربية. لكن الحقائق تتحدث عن نفسها: إن القوات المسلحة الأوكرانية هي الجيش الأكثر خبرة ومهارة في المعارك في أوروبا. المدربون ومشغلو الطائرات بدون طيار الأوكرانيون مطلوبون في جميع أنحاء العالم! لدينا حوالي 30 عقدا في الدول الأفريقية وحدها! ومما يمكن تسميته الآن سأعطي مثالا للسودان الذي مزقته الحرب الأهلية. وقد عمل هناك مدربونا في مجال حرب المدن، بالإضافة إلى مجموعة من مشغلي الطائرات بدون طيار، لصالح الشعب السوداني”.

وسرعان ما حاول السفير الأوكراني في السودان الى نفي هذه التصريحات لما لها من تداعيات ديبلوماسية خطيرة، حيث تصنف قوات الدعم السريع كقوات متمردة في السودان وارتكبت العديد من المجازر والقتل الجماعي بحق المدنيين في السودان باعتراف وتوثيق منظمات أجنبية وأممية، حيث أشار الى بعض الحملات الإعلامية التي وصفها بالتحريضية والمضللة وأن مصدرها روسية التي تحاول محاربة أوكرانيا خارج حدود الجبهة المشتعلة في شرق أوكرانيا.
يقول الباحث السياسي والمختص بالشؤون الأفريقية معاذ عمر الكافي، أن التدخل الأوكراني في السودان ودعم أحد جهات الصراع ضد الأخرى ما هو الا تدخل غربي عسكري في الشؤون الداخلية السودانية، وللابتعاد عن الصورة، قامت دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا بإرسال قوات أوكرانية بالوكالة للقتال ونقل الخبرة العسكرية نيابة عنها، وهذا ما تؤكده المعطيات الأخيرة، وأخرها العثور على سلاح أوكراني وفرنسي وأمريكي في المواقع التي تركتها قوات الدعم السريع بعد تقدمات الجيش على أكثر من محور، بالإضافة الى هجمات الدعم السريع بطائرات مسيرة أوكرانية على عدة أهداف للجيش خلال الشهور القليلة الماضية.
وبهذا الصدد، قامت منظمة العفو الدولية بتوجيه اتهامات مباشرة لفرنسا بتزويد قوات الدعم السريع بتكنولوجيا حديثة يتم دمجها بالمدرعات وناقلات الجنود التي تصل للميليشيات المتمردة عبر الحدود مع تشاد، وقامت المنظمة بدعوة فرنسا للالتزام بقرار مجلس الأمن الذي يحظر التسليح في إقليم دارفور السوداني.
ويضيف الكافي، “قرار فرض العقوبات على البرهان جاء ليؤكد على نوايا الولايات المتحدة الأمريكية على محاولة الضغط على القوات المسلحة السودانية خصوصًا بعد تقدماتها الإستراتيجية الأخيرة وتحرير مدن مهمة في صراعها مع الدعم السريع المستمر منذ ما يقارب العامين”.
وكانت وزارة الخارجية السودانية أعربت كذلك في وقت سابق عن رفض الحكومة للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على البرهان، وقالت إن القرار الأميركي “لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة”، وأشارت الى أن القرار الأميركي “يفتقد لأبسط أسس العدالة والموضوعية، ويستند إلى ذرائع واهية لا صلة لها بالواقع”، وينطوي “على استخفاف بالغ بالشعب السوداني”.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.