ود مدني – (السوداني): طارق عثمان
بعد أكثر من أسبوع من تحريرها، تكابد مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة، لمسح آثار الدمار والخراب – الذي خلّفته مليشيا الدعم السريع المتمردة -، واستعادة الروح لأوصالها، من خلال العمل المتواصل لاستعادة الخدمات الأساسية، وتوفير أساسيات الحياة لإنسان المدينة التي رزحت لأكثر من عام تحت وطأة انتهاكات القوات المتمردة.
وفي سبيل دعم عودة الحياة للمدينة وبقية مناطق الولاية التي تمت استعادتها، سيّرت أربع ولايات هي (الشمالية، نهر النيل، كسلا والقضارف) أكبر قافلة إغاثية مكونة من 37 شاحنة، تحتوي على مختلف المواد الغذائية والدوائية، إذ يعاني مواطنو المدينة أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد بعد الحصار الذي كان مفروضاً عليهم طوال أشهر سيطرة المتمردين على المدينة.
وقال قائد القافلة العقيد الركن عبد العال الأمين رئيس شُعبة الاستخبارات بالفرقة الثانية مشاة، إنّ القافلة مقدمة من أربع ولايات، بجانب مفوضية العون الإنساني، وبرعاية الفريق إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة، بعدد مقدر من المواد التموينية والأدوية لمواطني مدينة ود مدني والقوات المرابطة فيها.
بدوره، اكد الأمين العام لحكومة ولاية الجزيرة مرتضى البيلي أن القافلة تمثل اكبر القوافل التي وصلت حتى الآن لمدينة ود مدني، ولفت إلى انها تتكون من 37 شاحنة تحتوي على مختلف المواد الغذائية والدوائية.
وأكد البيلي أن العودة لمدينة ود مدني وبقية مناطق الولاية المحررة ستكون قريباً، وقال إن حكومة الولاية تعمل بكل مستوياتها في سبيل تيسير عودة النازحين إلى ديارهم، ولفت إلى أنّ العمل بمياه المدينة بلغ 70%، وفيما يلي الكهرباء تم رفع جميع الاحتياجات التي تعهّدت بتوفيرها الحكومة الاتحادية، وأشار إلى أن مشكلة الكهرباء تتمثل في زيوت تشغيل المحولات.
أما بشأن الأوضاع الأمنية بمدينة ود مدني، أشار إلى أنّ القوات المسلحة والشرطة تعملان عبر أتيام مختلفة على ترسيخ الوضع الأمني الداخلي ومكافحة الألغام، ومحاربة الكلاب الضالة، وأكد ضرورة تهيئة كل الأوضاع وتوفير الخدمات قبل عودة النازحين إلى ديارهم.
وأضاف البيلي: “الجميع يعمل كخلية واحدة من أجل استعادة الحياة لمدينة ود مدني وبقية المناطق المُحَرّرة”.
بدوره، شكر قائد الفرقة الأولى مشاة، اللواء عوض الكريم علي سعد، الولايات التي أسهمت في القافلة لإغاثة الإنسان في ولاية الجزيرة ومواجهة الظروف الحرجة التي يمر بها، وأكد عزم القوات المسلحة على المُضي في مهمتها لدحر التمرد، ووعد بتحرير ما تبقى من ولاية الجزيرة في القريب العاجل.