هل تورطت أوكرانيا في الجرائم التي نفذتها قوات الدعم السريع في دارفور؟

في حملة هي الأولى منذ بداية الحرب السودانية، بدأ الجيش السوداني بالتقدم بخطى ثابتة نحو مركز العاصمة الخرطوم، وبحسب مصادر، تدور الاشتباكات حاليًا بين الجيش والقوات التي تقاتل بجانبه مع قوات الدعم السريع بالقرب من القصر الجمهوري الذي تسيطر عليه القوات المتمردة منذ أبريل من عام 2023، وسط مقاومة من قناصة في مبان عالية. 

وأفاد مصدر عسكري بأن قوات المدرعات التابعة للقوات المسلح تتحرك من عدة محاور، في ظل تضارب الأنباء الصادرة من قبل قوات الدعم السريع حول صحة هذه الأنباء، فالصفحات والمتحدثين الرسميين لم يؤكدوا هذه الأنباء حتى اللحظة، لكن ما نقله بعض القادة الميدانيين وبعض الجنود التابعين للقوات والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد انسحابات عدد كبير من القوات خلال الأيام الماضية نحو دارفور.

 

وتسعى قوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، لبسط سيطرتها على كافة ولايات السودان تنفيذًا لأجندات دولية بعد تمردها على القوات النظامية منذ عامين، وتدعم بعض الدول الإقليمية والدولية ميليشيات الدعم السريع للوصول إلى أهدافها ومصالحها في المنطقة، وكانت أخر هذه الدول التي اعترف مسؤوليها بالتدخل المباشر في العمليات العسكرية داخل البلاد هي أوكرانيا.

 

وكانت صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية، قد نشرت تسجيلات مصورة توثّق ما قالت إنه عمليات عسكرية خاصة تنفذها قوات أوكرانية في السودان بحجة التصدي ومحاربة “المرتزقة الروس” وحلفائهم المحليين، مشيرةً إلى أن هذا النشاط الأوكراني داخل الأراضي السودانية مستمر منذ أشهر.

 

وبحسب العديد من وسائل الإعلام العربية، سيطر الجيش السوداني في الأونة الأخيرة على مخازن أسلحة تابعة لقوات الدعم السريع، واحتوت هذه المستودعات على أسلحة أجنبية ومسيّرات مقدمة من أوكرانيا، وهذا ما يتوافق مع ما نشرت وسائل الإعلام الأوكرانية، التي تؤكد التواجد العسكري الأوكراني في السودان.

 

بالإضافة إلى ذلك، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لجثة مقاتل أوكراني في مدينة ود مدني بعد تحريرها من قبل القوات المسلحة، ولم تعلق السلطات المحلية للبلاد على هذه الأنباء، حيث أشارت بعض المصادر الى تواصل القيادة السودانية مع السلطات الأوكرانية لتوضيح تواجدها العسكري في البلاد ودعمها للقوات المتمردة.

وكذلك نشر المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، في السابع من يناير الجاري، عبر صفحته على فيسبوك، بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون الدعم لقوات “الدعم السريع” بدعوة شخصية من حميدتي.

 

وتعليقًا على ما سبق، يقول الباحث في الشؤون السياسية أحمد عبدالله، أن أوكرانيا أصبحت مطالبة بالتعليق بشكل واضح عن دورها العسكري في السودان، ولماذا أرسلت جنودها وما طبيعة عملهم هناك، فالصمت الذي تتبعه السلطات الرسمية في أوكرانيا، والاكتفاء ببعض التصريحات المبهمة يثبت تورطها في جرائم التطهير العرقي التي تتبعه ميليشيا الدعم السريع في إقليم دارفور، وهو ما أثبتته العديد من المؤسسات الأممية والإنسانية في تقارير صادرة عنها منذ بداية الحرب السودانية.

 

وأضاف أحمد عبدالله: “هناك العديد من الدول التي تم إثبات تورطها المباشر في دعم ميليشيا الدعم السريع المتمردة، لكن لم تجرؤ أي من هذا الدول حتى اللحظة على الاعتراف بالتدخل المباشر والدعم العسكري المقدم للميليشيات خوفًا من التورط بعقوبات واتهامات بارتكاب مجازر ضد الإنسانية، خصوصًا في ظل حظر توريد الأسلحة إلى إقليم دارفور من قبل مجلس الأمن”.

وأشار الباحث السياسي إلى أوكرانيا على أنها الدولة الوحيدة التي اعترف بعض مسؤوليها بالتورط في هذا الصراع ودعم الطرف المتهم بارتكاب الجرائم الإنسانية والتطهير العرقي، وعلى الرغم من ذلك لم يخرج حتى اللحظة أي مسؤول على مستوى القيادة السياسية أو الديبلوماسية للبلاد لتوضيح ماهية التواجد العسكري الأوكراني في السودان.

وقال أن على أوكرانيا أن تبرر التواجد عبر مسؤول على مستوى القيادة كالمبعوث الأوكراني لدى الأمم المتحدة في نيويورك أندريه ميلنيك.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.