قيد تسوية عمران في السودان

نادر عثمان

العمل الإنساني ليس مجرد مساعدة، بل هو رسالة حب ورحمة وعطاء، وهو أجمل ما يقدمه السوداني لأخيه السوداني.

إيضاح 1
تذرف العين الدموع وأنا أشاهد حلقات عمْران الإنسانية، التي تكشف المآسي والتهميش الذي يعانيه أناس يعيشون في وطن مترامي الأطراف، ظلمتهم عيون المسؤولين، فلم يعايشوا معاناتهم ولم يحققوا لهم أبسط مقومات الحياة الكريمة، وهي تلك الهمزات الثلاث: دواء، ماء، وغذاء، وليس همزات “الشياطين” الذين عاثوا في الأرض فسادًا وتشريدًا لمواطنين عُـزّل.
ورغم ذلك، فإنّ ما تبقى من متطلبات الحياة، هم قانعون بما رزقهم الله، وتسمع منهم كلمات تهتز لها أركان المنطقة، فحواها: “الحمد لله والشكر لله”.
زادت هذه الحرب اللعينة من معاناتهم، فدفنت كل أمل في أن يصلهم مسؤول أو طبيب، وفقدوا أمهاتٍ ورجالًا وأطفالًا، فلم يكن علاجهم سوى الصبر على الابتلاء.

إيضاح 2
حلقات عمْران، ومن يقومون عليها، أوصلوا لنا صورةً حقيقية لهذه المدن والقرى، وكشفوا لنا خفايا لا يعلمها جميع السودانيين. فقد تضاعفت احتياجات النازحين، سواء في المسكن أو المأكل، لكنهم، على بساطتهم، وبطبع السودانيين الغلابى، جعلوا الضيف أولى بكل شيء، فاقتسموا معهم الطعام والمسكن.
كما توقّـف تعليم أبنائهم، إذ تحوّلت المدارس إلى ملاجئ للنازحين، لكنهم تعلموا من الحياة درسًا أعظم، وهو التعاون على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان. ونالوا أعلى درجات في شهادة الإنسانية، مع توقيعهم على أهم درس في الحياة: “المعاملة كيف؟”

عمْران عكس لنا أيضًا جانب الفرح البسيط، وكيف أسهم اندماج النازحين مع أهل المنطقة في إحياء الأعراس (فرح في عز الحزن)، وتنشيط الرياضة، والمشاركة في العمل، فكانوا مثالًا حيًا للتآخي والتكافل.

رصيد أرباح منقوووول
شكرًا جزيلاً لفريق برنامج “عُمران في قلب السودان” على ما قدَّمتموه من توثيقٍ لواقعٍ موجِعٍ في زمنِ الحرب. عسى أن يُحرِّكَ هذا العملُ الساكنَ ويُزيلَ جمودَ أولياءِ الأمر، فيُعيدوا ترتيبَ أجزاءِ السودانِ كافة، ليكونَ وطنًا واحدًا بلا تهميشٍ لأيٍّ من شمالِه، شرقِه، غربِه، وسطِه، أو جنوبِه.
ملحق:
يومياً على قناة قطر الساعة 6:40 pm
في رمضان.

شارك الخبر

Comments are closed.