مضى ما يقارب العامين على الحرب القائمة في السودان، بين كلا من الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وميليشيا الدعم السريع المتمردة، بقيادة محمد حمدان دقلو، ومع إحتدام الصراع، تمكن الجيش السوداني فجر اليوم الجمعة، من السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم.
القصر الرئاسي
وكانت ميليشيا الدعم السريع نفت الأخبار بشأن التطورات في العاصمة الخرطوم بما في ذلك القصر الرئاسي، مؤكدة أن المعارك مستمرة في محيط القصر الجمهوري وبأنها لا تزال تسيطر على مواقعها. وأضاف الدعم السريع في بيان أن قواته لم يتم عزلها كما يقول الجيش.
وبعد أربعة أيام من المعارك المتتالية، تمكنت قوات الجيش السوداني من الوصول إلى داخل القصر الجمهوري عبر البوابة الشرقية.
وقال التلفزيون السوداني ومصادر عسكرية إن الجيش السوداني سيطر بشكل كامل على القصر الرئاسي في الخرطوم الجمعة، الواحد والعشرون من مارس هذا العام، في أحد أهم التطورات في صراع يهدد بتقسيم البلاد.
فبعد معارك عنيفة ومتواصلة استطاع خلالها الجيش السوداني تدمير ميليشيا الدعم السريع في أنحاء القصر والدخول إليه لأول مرة منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023.
وفي تصريح له لقناة “العربية”، قال قائد عمليات الخرطوم إن تحرير القصر الجمهوري “لحظة تاريخية” لافتا الى أنهم يلاحقون قوات الدعم السريع المنسحبة وهي “منهارة نفسيا ومعنويا”. وقال: “نرحب بعودة السكان إلى بحري وشرق النيل وأم درمان ” لافتا إلى أن مطار الخرطوم سيعود للعمل قريبا. وأشار الى أنهم وضعوا “مهلة محدودة أمام قوات الدعم السريع للاستسلام” مشيرا الى سيطرة الجيش على كل الوزارات السيادية.
زيارة حمدوك للقصر الرئاسي
في سياق متصل، صرح رئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” و رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، لقناة “بي بي سي”، في يوليو العام الماضي، “إن البرهان كان قد دعاني لزيارته في بورتسودان، واجبت عليه أن إدارة البلاد من بورتسودان، هذا وضع غير طبيعي، فالسودان كله في حالة حرب، ويجب علينا أن نجتمع في مكان نستطيع التحدث فيه بكل شفافية، فإذا كنت في القصر الرئاسي في الخرطوم، لحضرنا للقاءك”، وأكد على موافقة البرهان لمقترحة.
واليوم وبعد تحرير القصر الرئاسي وفرض السيطرة على الخرطوم، تداولت وسائل التواصل الإجتماعي فديوهات لذلك التصريح الذي قام به حمدوك، ويناقش المدونون ما إذا سيفي حمدوك بوعده وحضوره للقصر الرئاسي.
بينما يصرح مدونون آخرون، بأن حمدوك لن يأتي للقصر الرئاسي، طالما حكومة البرهان لاتزال تسيطر.
وبهذا الصدد، صرحت المحللة السياسية شروق حبيب أحمد، أن حمدوك لم ينوي أصلا السلم، ولم يكن ليزور البرهان إذا كان في القصر الرئاسي وقتها، بل تصريحه هذا لم يكن إلا ليتجنب زيارة البرهان ومناقشة الحل السلمي معه كما إلتقى بقائد ميليشيا السريع محمد حمدان دقلو، ف “صمود” و “تحالف السودان التأسيسي” ماهما إلا واجهة سياسية داعمة لقوات “الدعم السريع”.
وتابعت: يثير موقف تنظيم “تقدم” المُعتمد حديثًا، والذي بات يُعرف باسم “صمود” تحت قيادة الدكتور عبدالله حمدوك، العديد من التساؤلات المشروعة، فعلى الرغم من الضجة الإعلامية المحيطة بـ”ميثاق التأسيس” و”الدستور المؤسسي” وتوجهه نحو إعلان “حكومة موازية”، فإن رد الفعل من هذا التنظيم جاء غامضًا وصامتًا، وفتح هذا الصمت الأبواب أمام العديد من الاستفسارات حول ما إذا كان يعكس تقاعسًا أو تواطؤًا أو حتى مجرد “توزيع أدوار” بين أطراف التنظيم، وقد يُفسر هذا السكوت كاعتراف ضمني بواقع الأحداث، مما يثير الشكوك حول جدية الانقسام بين الجناحين داخل التنظيم.
وأكملت حبيب أحمد: كما تسود حالة من التردد واللامبالاة في موقف “تقدم” أو “صمود” في ثوبه الجديد، إزاء الدعوة لتشكيل “حكومة موازية”، فعندما كان التنظيم يُظهر وحدة صفه، كان هنالك رفض واضح لهذه الفكرة، واليوم لا يبالون كثيراً بل وقال أحد القيادات في التنظيم عن تأخر فكرة الحكومة الموازية، مشيرًا إلى أنها ظهرت بعد “فوات الأوان” حيث فقد الدعم السريع ورقة الضغط التي كانت بين يديه والمتمثلة في الخرطوم ومنطقة الجزيرة.