د. عمار حسن خميس يكتب: يا سوداني

عارف يا سوداني، أنا أذكّرك جداً ونحن في المرحلة الابتدائية، كانت حالة البلد أيضاً بدائية جداً.

ما كان في مجلس الشعب

ما كان في قصر الشباب والأطفال

ما كان في قاعة الصداقة

ما كان في برج الفاتح

ما كان في بنك السودان

ما كان في المقرن كما هو الآن

كانت لمبات البيوت الحمر ديك وكنا بنقرأ مرات تحت لمبات عمود الشارع.

أم درمان كان الترفيه فيها الريفيرا وحديقة الموردة والمسرح القومي ودار الرياضة أم درمان والسينما.

في ذلك الوقت لم تكن هنالك سايفونات في البيوت، كنا غالباً نستحم بالطشت، وما كان في دُش الموية تجيك من فوق، وما كان في رياض الأطفال والتعليم قبل المدرسي، وأغلب البيوت لم يدخلها التلفزيون بعد، فقط التلفزيون في بيت واحد في الحي، وكانت كل البيوت تأكل نفس صينية الغداء ونفس نوع العشاء وغالباً الفطور هو نفسه،

يعني مش خراب، كان هنالك العدم، تعلمنا ودخلنا المدارس ودخلنا الجامعات وتعلمنا، وتطوّرت البلد وتم بناء كل الذي حرق ودمر الآن.

 

ما المانع يا صديقي نرجع ونبدأ من جديد، لا أرى في ذلك بد لأنّ السودانيين عاشوا مهانات ومسغبة وعوزا أفضل منه ما وجد عندهم، وزي ما قالوا أهلنا زمان بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر.

السودان يبنى الآن بالصبر وليس بغيره، أكثر بلد في العالم فيه مؤشرات النهوض لو وقف كيد الكائدين، إيماناً بذلك راسخ، وقيل في علم الغذاء

أي مضاف ليس غذاءً

وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. ظني إرادة والصبر والسودان يرجع مصطحبين هذا الدرس القاسي.

بعدين يا سوداني مساعد الكلتش لن يصير كلتش

ولا حامل الجواز ببقى صاحب بلد.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.