استفهامات… كفى تهافتاً

أحمد المصطفى إبراهيم
Istifhamat1@gmail.com

شارك الخبر

لماذا السياسة في بلادنا مهنةً ثابتةً لكثيرٍ من الناس ولا يعرفون غيرها؟ 

في الغرب، يتولى المنصب السياسي أستاذ جامعي أو من في مستواه ويقضي دورة في المنصب السياسي ثم يعود إلى مهنته ولا يعود للناس إلا في كتابة مذكراته أو معلقاً على حدث ويختفي.

أما السياسي عندنا عينه على كرسي الوزارة أو الولاية ما دام حياً؛ وإذا تولى المنصب فأول ما يُفكِّر فيه المُخصّصات وما سيحققه من مصلحة خاصة.. وآخر ما يهتم به؛ ماذا قدم؟

 

إذا أردنا أن نفرِّق بين الوطني الذي يريد أن يقدم لوطنه ما عنده من خبراتٍ، وبين الذي يريد أن يتكسّب ويترفّـه من الخزينة العامة، لا بـد لنا من مراجعة قانون مخصصات وامتيازات الدستوريين.

الدستوريون حسب تعريف قانون 2001 هم: رئيس الجمهورية ونائباه ورئيس المجلس الوطني ونائبه والوزراء الاتحاديون ووزراء الدولة (والذين بلغ عددهم في يوم 79 وزيراً بسبب الترضيات والموازنات) والولاة ووزراء الولايات والمعتمدون ورؤساء لجان المجلس الوطني (وقطعاً نسيت بعضهم).
لنأخذ مُخصّصات رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس المجلس الوطني مثالاً، وبسم الله نبدأ:
امتيـازات رئـيس الجمهورية ونائبيه.
8ـ تكون لرئيس الجمهورية ونائبيه الامتيازات الآتية:
(أ) السكن المؤثث مع خدمات المياه والكهرباء والهاتف على نفقة الدولة، ويستمر هذا الامتياز لمدة عامين بعد إخلاء المنصب.
(ب) تخصيص سيارة للعمل الرسمى وسيارتين للخدمة للاستعمال الكامل على نفقة الدولة أثناء شغل المنصب، ويستمر امتياز سيارتي الخدمة لمدة عامين بعد إخلاء المنصب.
(ج) العلاج على نفقة الدولة له ولعائلته داخل السودان وخارجـه، على أن يستمر هذا الامتياز لمدة عامين بعد إخلاء المنصب.
(د) إجازة سنوية لمدة شهر، بكامل المخصصات ونفقات السفر له ولعائلته،
(هـ) تعليم الأبناء بالمؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة بداخل السودان على نفقة الدولة، ويستمر هذا الامتياز لمدة عامين بعد إخلاء المنصب.
(و) الضيافة الدائمة على نفقة الدولة أثناء الخدمة.

البدلات الإضافية لرئيس الجمهورية ونائبيه
9ـ يُمنح رئيس الجمهورية ونائباه بدلات إضافية كل سنة أو جزء منها على الوجه الآتى:
(أ) بدل لبس يعادل راتب ستة أشهر.
(ب‌) بدل مراجع يعادل راتب ستة أشهر.
(ج) تذاكر سفر على الخطوط الجوية السودانية لشخصه هو وثلاثة من أفراد عائلته لأقصى مكان تصل إليه الخُطوط الجوية السودانية وفي حال عدم السفر يمنح بديلاً نقدياً يساوي 50% من قيمة التذاكر.
امتيازات وبدلات رئيس المجلس الوطني
10ـ تكون لرئيس المجلس الوطني الامتيازات والبدلات الآتية:
(أ) السكن المؤثث مع خدمات المياه والكهرباء والهاتف على نفقة الدولة، ويستمر هذا الامتياز لمدة عامين بعد إخلاء المنصب.
(ب) تخصيص سيارة للعمل الرسمى وسيارة للخدمة للاستعمال الكامل على نفقة الدولة أثناء شغل المنصب ويستمر امتياز سيارة الخدمة لمدة ستة أشهر بعد إخلاء المنصب.
(ج) العلاج على نفقة الدولة أثناء شغل المنصب له ولعائلته في داخل السودان أو خارجه إذا تقَـرّر ذلك بوساطة القومسيون الطبى العام.
(د) الضيافة الدائمة على نفقة الدولة أثناء الخدمة.
(هـ) إجازة سنوية قدرها شهرٌ واحدٌ بكامل المخصّصات ونفقات السفر له ولعائلته.
(و) بدل لبس يعادل راتب ستة أشهر.
(ز) بدل مراجع يعادل راتب ستة أشهر.
(ح) تذاكر سفر على الخطوط الجوية السودانية لشخصه هو وثلاثة من أفراد عائلته لأقصى مكان تصل إليه الخطوط الجوية السودانية، وفي حال عدم السفر يُمنح بديلاً نقدياً يساوي 50% من قيمة التذاكر.

(أ) السكن مع خدمـات المياه والكهـرباء والهاتف علـى نفقة الدولة، ويستمر هذا الامتياز لمدة ثلاثة أشهر بعد إخلاء المنصب.
(ب) تخصيص سيّارة للعمل الرسمي وسيّارة للخدمة، ويستمر هذا الامتياز لمدة ثلاثة أشهر بعد إخلاء المنصب، على ألّا يشمل امتياز سيّارة الخدمة كلاً من الوزير الولائي والمعتمد ونائب رئيس مجلس الولاية ورئيس الهيئة النيابية ورؤساء اللجان بمجلس الولاية.
(ج) العلاج على نفقة الدولة له ولعائلته أثناء شغل المنصب داخل السودان أو خارجه إذا تقرّر ذلك بوساطة القومسيون الطبي العام.
هذه أمثلة فقط.. فبالله كم هي ميزانية هؤلاء الدستوريين؟
وسؤالٌ آخر، بالله لما قرأت بدل مراجع راتب ستة أشهر، أما سألت نفسك هذه المراجع أليس من بينها الحلال والحرام للشيخ القرضاوي؟

لذلك، كثيرون يتهافتون لتولي منصباً سياسياً ليستمتع بالمُخصّصات، وكثيرون يظنون بما أنها بقانون فهي حلال، سبحان الله أما سمعوا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، عن النّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: “الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالإِثْمُ مَا حاكَ في نَفْسِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ”؛ رواه مسلم.

إذن ليُنش كل هؤلاء المتهافتين على المناصب بعيداً، لا بد من خطوة شجاعة تقلص هذه الامتيازات، التي لا تُطيقها الدول الغنية، ناهيك عن دولة مُنهكة خارجة من حرب. أمّا بند السفر وما معه من امتيازات ونثريات بالدولار يقلّص إلى أقصى حَدٍّ لتقوم السفارات بكل صغيرة وكبيرة كما في دول العالم الٱخرى (ريحوا الشنط والبدل وثوب وزيرة الخارجية).

*ما لم نصل إلى مرحلة ألّا تكون المناصب مصدراً للرفاهية لن تتقدّم هذه البلاد خطوة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.