المجد للصمت والعمل

للقصة بقية.. معاوية الجاك

شارك الخبر

رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لا ندري سر إصراره الشديد على إطلاق تصريحات دوماً تأتي بآثار سالبة وتخصم منه، من قبل وفي خضم الحرب الحالية انتاش شباب البراء بن مالك التي تقاتل إلى جانب الجيش بضراوة بقوله إن دولاً كثيرة أدارت ظهرها للسودان بسببها، وانتاش البرهان الإسلاميين بقوله لهم (لن تحكموا على أشلاء الشهداء). وقبل أيام قال: (مافي مجد لفِلان وعِلّان وتاني مافي مجد للساتك، تاني المجد للبندقية)، الملاحظ حتى العبارات والطريقة غير مقبولة ولا تشبه الرجل الأول في الدولة والذي يفترض فيه أن يكون (ذكياً ودقيقاً) في اختيار عباراته بدلاً من إطلاقها بهذه الطريقة، فحتى عبارة المجد للساتك قالها المهندس عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني تجسيداً وتعبيراً لحالة ثورية كانت خلاصتها (تسنُّم) البرهان رئاسة دولة السودان دون عناء جهد منه، يعني (لقاها باردة)، وهذه حقيقة يعلمها القاصي والداني، وعدد كبير ممن كانوا يشكلون أعضاء لتلك الحالة الثورية من أصحاب اللساتك، الآن هم من أكبر الداعمين للجيش وحاملون للسلاح وبعضهم ذهب إلى ربه شهيداً.

وكتائب البراء التي انتاشها البرهان وانتاش تنظيمها، تتواجد في مقدمة المقاتلين، فلماذا يؤذيهم البرهان بمثل هذه العبارات ويلحق بهم الإحباط وهم منتشرون في ميدان القتال وداخل الخنادق قابضون على الزناد؟.

 

مثل هذه التصريحات لا يتم تفسيرها في إطار سوء التقدير، وإنما في اتجاه السعي لإرضاء الكل وكأن البرهان يرتدي لأي حالة لبوسها ويتحدث (حسب الجو) والبيئة المحيطة، ولعل ذلك ما دعا البعض لإطلاق عبارة أن البرهان (شخص مراوغ)، وهذا عيب كبير لا يشبه من ينتظره الناس للخروج بالبلاد من أزمتها الأمنية.

 

المؤسف أنه لا أحد طالب البرهان بالرد على سؤال بشأن من انتاشهم، بل جاءت تصريحاته بلا مسببات مما يقدح في قدرته على قيادة الدولة والسير بها إلى بر الأمان.

ومن الملاحظات أنّ البرهان وفي كل تجمع يخاطبه أو منبر يعتليه، تجده يتحدث من منطلق سياسي وهو العسكري المطالب بالتركيز على الحديث في مساحات عسكرية وإن أراد التطرق للحديث في السياسة فليترك الأمر لأهله من المختصين، والجزئية المهمة التي يجب أن ينتبه لها البرهان أن الحرب لم تنته ولذلك لا يوجد داعٍ إطلاقاً للحديث عن كيفية إدارة السودان سياسياً مستقبلاً، ويجب أن يكون الحديث عن السياسة محرماً لأي عسكري ولغيره حالياً ما لم تُحسم الحرب.

خلاصة قولنا إنّ البرهان في حاجة عاجلة لضبط خطابه الإعلامي والكف عن المخاطبات الارتجالية، والتركيز على خطابات جاهزة بواسطة خبراء ومستشارين من أهل الشأن، لأن الواقع الماثل لا يحتمل أي تشتت، بل يحتاج إلى التأسيس للتقارب ولمّ شمل كل الداعمين للجيش لدحر التمرد، وحال لم يقوِ البرهان على لمّ شمل الجميع ممن يصطفون خلف الجيش، فالعاقبة ستكون كارثية على البلاد.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.