السفير عبد المحمود عبد الحليم يكتب: باكستان والهند.. البنيان المرصوص وسندور

أسلحة الحروب لا تحمل في جوفها الحمم والمقذوفات النارية فحسب؛ لكنها تحمل معها حمولات قيمية وأسطورية ودينية وتراثية

فجر السبت الماضي، أطلقت باكستان رداً على الحملة الهندية عملية أسمتها “البنيان المرصوص” ومعانيها مركوزة في سورة الصف “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ”.. أما الهند فقد أطلقت “عملية سندور-sindoor operation” والكلمة مأخوذة من اللغة السنسكريتية والثقافة الهندوسية، وسندور مسحوق أحمر اللون يوضع في مفرق شعر النساء المتزوجات ويرمز للحب والإخلاص والخصوبة والازدهار، وكانت قد استخدمته في الأساطير الهندوسية الألهة “بارفتى” زوجة لورد “شيفا” تعبيرا عن إخلاصها له، ولعل تسمية الحملة بالسندور ترمز إلى دماء تسيل ضماناً لازدهار الوطن وإخلاصاً له وتذكرة بالنساء ضحايا حادث منتجع بهالقام في الشطر الهندي من كشمير الذي اشعل حرب الأيام الماضية بين الهند وباكستان… تستقر المقذوفات النارية وتنتهي في صدور الخصوم، أما الحمولات القيمية والتراثية والدينية فتبقى في صدور الأحياء انتظاراً لما هو قادم.

شارك الخبر

Comments are closed.