لست مشهوراً حتى أعنون الرسالة (من فلان إلى د. كامل إدريس).
سيدي رئيس الوزراء، أعلم أنّ سيلاً من الرسائل الناصحة انهمرت عليك كالمطر كلٌّ يسدي نصحاً أو يضع خارطة طريق يتمنى أن تسمعها وتأخذ المُفيد منها، ومن المستحيل أن تقرأ كل ما كُتب، لكن سكرتارية ذكية يمكن أن تلخص لك زبدة كل رسالة.. لذا سأكون مباشراً فيما أريد طرحه.
أنت أمام تحدٍّ كبير، وورثت تخلُّفاً ضاعفته الحرب، فأنت تبدأ من الصفر إن لم يكن دون ذلك.
عهد الإنقاذ كانت فيه أفكارٌ جيدة أعاقت المصالح الخاصة تنفيذها. فقد سمعت يوماً من مدير المركز القومي للمعلومات أنّ لهم عشرات التطبيقات التي تسهل وتضبط العمل الإداري، عجزوا عن تنفيذها بتضاربها مع مصالح الحزب أو الأفراد.
نصيحتي أن تبذل غاية الجهد في كهرباء مستقرة لا تعرف البرمجة والانقطاع. وشبكات اتصالات مواكبة وشاملة التغطية لكل السودان، والضغط على شركات الاتصالات لتكون شاملة وسريعة ولو أدى ذلك إلى مراجعة العقود معها. وأن تكون الهيئة القومية للاتصالات حازمة مع شركات الاتصالات حتى تنعكس خدماتها في تسهيل إدارة الدولة.
الإمكانات البشرية للدولة الرقمية متوفرة بشدة، فآلاف من خريجي تقنية المعلومات وعلوم الكمبيوتر بلا عمل والوظائف يشغلها ديناصورات، الكريم منهم من يُردِّد: تعال بكرة وبعضهم يُردِّد كالببغاء: الشبكة طَشّـت.
لا داعي أن نُعدِّد فوائد الحكومة الإلكترونية.
الذين هجرتهم الحرب خارج السودان وخاصةً الذين خرجوا لدول الخليج، عاشوا التقدُّم الكبير في جميع المعاملات سهولةً ودقةً.
المستفيدون من التخلف هم العقبة الآن. يجب تجاوزهم بسرعة ولو أدى الأمر لاستبدالهم. أعانك الله.
ما شجّعني لكتابة هذا، إني رأيتك في مقابلة تلفزيونية قبل عدة سنوات ومكتبك لا ورقة عليه وسمعت حديثك عن إدارة بلا ورق.
التقدُّم يقود إلى التقدُّم وبسرعة وكذلك التخلف.
Istifhamat1@gmail.com
Comments are closed.