د. عمار حسن خميس
أحبتي من لم يستطع أن ينقذ ما سلبه الذباب منه بضعفه وعدم حيلته، أرجو أن يؤمن أن من خلق الذبابة هو صاحب اليد العليا.
هذا الكامل قدم كتابه بيمينه، وقال ما قال سواء من بنات أفكاره أو مما تعلمه من الذين هم أكبر وأشد منه خبرة، فطبيعة الإنسان أن يكون خليفة يخلف الذين سبقوه قولاً وفعلاً وتجربة لا غبار أن نتعلم من الذين سبقونا وأن نحاول أن نضع شيئاً بين أيادي الذين لم يقدموا شيئاً إلا الاستنكار، الذي يسعى ويخطئ خير من الذي ينوح ويسلخ عمل الآخرين دون أفق له ودور فيما يدور إلا العويل وصدى القول.
إن كنا فعلاً حادبين أن ينصلح حال السودان فلندعوا له الله بالتوفيق، أما التسبيط والخوار فهو صوت العجل الذي أخرجه لهم السامري عند ما قال هذا إلهكم وإله موسى فنسي.
لا نحتاج للنقد ولكن لنؤمن بما تم لنا اختياره ونتضرع لله أن يعينه لأن الملك بالذات هبة بمشيئة الله وليس بهوى الآخرين، هذا حكم الله فأروني ما هو حكمكم. الله يحسن إليكم وأنتم انقضوا كما تحبون، لكن الإيجابية في المتاح لكم الآن مهم، الرجل حتى الآن لم يقل إلا خيراً. فلينصرف كل إنسان ما يجيد ويجب ألا نفعل كما قال الفيلسوف الهندي “صانع الشاي في بمباي يبيع يومياً ٥٠٠ كوب من الشاي وهو على استعداد أن ينصح كيف يدير رئيس الوزراء البلد ليس ذلك فحسب، بل عنده رأي كيف يجب أن يضرب لاعب الكركيت الكرة يتكلم ويعرف كل شئ، والشئ الوحيد الذي لا يجيده بصورة متقنة كيف يعمل الشاي الذي يبيعه يومياً.
أرجو ألا يكون حالنا كبائع الشاي هذا. انصرفوا إلى أعمالكم واتركوا الرجل يعمل. ما يجري الآن فهو اختيار رباني قبل أن يكون تعييناً نطق به الرئيس وهكذا الملك يؤتيه الله من يشاء. اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد.