إبراهيم عثمان يكتب: ببساطة شديدة

لأنهم يعلمون أن الجزء الرئيسي والفعال من مواقفهم مرفوض شعبياً، سيخجلون من التعبير الصريح عنها. ولأنه لا بد لهم من التعبير، فإن خطاباتهم ستتلوث بالمخاتلة، والتغبيش، والتقية، والوقوف عند أعتاب المعاني، والاشتباك الحذر أو الجريء مع المعايير، ومحاولة صناعة وجدان مضاد يناسب خطاباتهم، ومحاولة تمرير المواقف الأصلية بنسخ مخففة، تزداد وضوحاً أو خفاءً تبعاً لما يظنونه من استجابة المواطنين. وبالتالي، ستصبح خطاباتهم مادة دسمة وصيداً سهلاً للاستنطاق، والمساءلة، والتفكيك، والتعرية، والفضح.

 

لا حاجة لتسميتهم، فالمعنيون يعرفون أنفسهم، ويعلمون أن هذه المواصفات لا تجتمع إلا في خطابهم. وهي ليست تلميحاً فضفاضاً، بل سهم يسير بخط مستقيم نحو جبهتهم، ويصفر أثناء مروره بجوار ضميرهم، ثم يغرس نفسه في تلك المساحة الهشة التي أعيتهم حيل الجمع بين إظهارها وسترها!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.