الدكتور بكري الجاك في تقديري، إنّـه يمثل صوت عقل في الساحة السياسية السودانية (المجنونة) والتي تشكو من قلة العقلاء.. وهو أكاديمي متميز، إذ سبق لي أن قرأت له عدة أوراق علمية قبل أن يظهر في واجهة الأحداث السياسية.
بكري قال لقناة الشرق السعودية، إنهم سوف يتواصلون بطريقة رسمية مع قيادة الجيش السوداني.. هذا التصريح من حيث المبدأ يمكن اعتباره خطوة إلى الأمام فأي حوار “سوداني / سوداني” يجب الترحيب به، ولكن الذي يتبادر إلى الذهن أن بكري يريد إعادة أيام الوثيقة الانتقالية المهببة فصمود في مكان قحت.. بالطبع لن يفاوضك الجيش لكي يسلمك السلطة أو يترجّل لك قادته… إذن (ياها القسمة ذاتها).
ثم ثانياً: الجيش السوداني كدى النخلِّيها القوات المسلحة السودانية تعمل في إطار حكومة سمِّها ما شئت: “حكومة الأمر الواقع، حكومة بورتسودان، حكومة بورت كيزان، حكومة البرهان وحده”، فهي الحكومة التي توفر المناخ السياسي والاقتصادي الذي تتحرّك فيه هذه القوات المسلحة، ولنقل الجيش ما فارقة كتير. فها هو عز الدين الصافي عضو وفد تفاوض الدعم السريع يتخطى بكري ويقول إنّهم مستعدون للتفاوض مع الحكومة السودانية إذا توفر كذا وكذا.
ثم ثالثاً: يا بكري وبما أنّكم من دعاة الحكومة المدنية، لماذا لا تسعون لجمع الشمل المدني وتدعون لحوار سوداني شامل؟ تفاوضتم مع الدعم السريع وها أنتم تدعون للتفاوض مع القوات المسلحة.. الجيش.. فلماذا لا تفكرون في التفاوض أو قل الحوار مع المدنيين المختلفين معكم؟… لا أريد أن أقول لكم ألعبوا بولتيكا وقولوا لكامل إدريس بما أنك مدني زيّنا ولديك علاقات دولية مثلنا تعال نتفاوض معاك (كانتقدر).
رابعاً: هل لديكم تقييمٌ للأوزان السياسية الداخلية ووزنكم بالنسبة لهم؟… هذا السؤال استعلامي ليس إلا… فأي مجموعة أكاديمية متجردة يمكن أن تقوم بدراسة في هذا الشأن وتعطينا مقاربة معقولة… فإن كان صافي (الدعم) قد تجاوز بكري (صمود)، فغداً سيظهر لنا من يتجاوزهم الاثنين ويقول يا برهان دايرين نرجع للشعب كله وبطريقة مباشرة.. لا انتقالية.. لا وثيقة.. صناديق بس، ويقوم البرهان يركب رأس ويعمل انتخابات رئاسية ونقعد في معترفين وما معترفين. فأصلها الحكاية كلها جن في جن (ويا ريتني أجن وأزيد في الجن)، رحم الله الكحلاوي ورحمنا جميعاً.