مؤامرة معقدة وخطيرة تُحاك ضد السودان.. تفاصيل الدعم العسكري الخارجي لميليشيا الدعم السريع

تشهد الساحة السودانية تطورات مثيرة، حيث تتكشف أبعاد مؤامرة معقدة وخطيرة تُحاك ضد البلاد. يُعتبر الدعم الأجنبي المقدم لميليشيات الدعم السريع تحديًا كبيرًا لأمن السودان واستقراره، وذلك في ظل تجاهل المجتمع الدولي لمطالب الحكومة.

 

يُشير البعض إلى تورط عدة دول في هذه المؤامرة، حيث تتهم الإمارات وتشاد بتزويد حميدتي بالسلاح، بينما تشير الأدلة إلى أن قوى أخرى مثل فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا أيضًا قد انخرطت في تقديم الدعم لهذه الميليشيات. بالإضافة إلى ذلك، تكشف المعلومات أن شركة ألمانية قديمة، تنشط في جنوب أفريقيا، تلعب دورًا في تزويد هذه الميليشيات بالعتاد والذخائر، مما يزيد من تعقيد الصراع في البلاد.

 

الإمارات وفرنسا يصنعان… والسودان يحترق

وفي السياق ذاته، كشفت منظمة العفو الدولية “أمنستي”، في تحقيق حديث، بأنّ التكنولوجيا العسكرية الفرنسية المستخدمة في ناقلات الجنود المدرعة المصنعة في الإمارات تُستخدم في المعارك الدائرة في السودان، مما قد يشكل انتهاكًا لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إقليم دارفور.

وفي تقرير موجز صدر في وقت سابق من هذا العام، رصدت منظمة العفو الدولية ناقلات جنود مدرعة في مواقع مختلفة من السودان، صُنعت في الإمارات العربية المتحدة.

ويكشف بحث جديد أنّ هذه الناقلات، التي تستخدمها ميليشيا الدعم السريع، تحتوي على أنظمة دفاعية تفاعلية متقدمة تم تصميمها وتصنيعها في فرنسا. وتقوم شركة إيدج غروب (Edge Group) في الإمارات بتصنيع ناقلات الجنود المدرعة من طراز “نمر عجبان”، المزودة بنظام غاليكس (Galix) الفرنسي.

 

وفي السياق ذاته، قالت الخارجية السودانية في بيان: “لا يحتاج الإسناد المستمر من النظام التشادي للمليشيا -الدعم السريع- لمزيد من الشرح، في ضوء التفاصيل والوقائع التي وثقتها صور الأقمار الصناعية وتقارير خبراء الأمم المتحدة لتورط النظام التشادي في العدوان على السودان”.

 

أيد جديدة في اللعبة

من جانبه، قال مصدر أمني – فضل حجب اسمه – أن المؤامرة الدولية الموجهة للسودان، أكبر بكثير مما يتصوره الكثيرون، وأن الأجهزة الأمنية السودانية، أصبحت في حالة قلق شديد من الدعم الأجنبي المقدم لميليشيا “الدعم السريع” في هذه الحرب.

وأكمل قائلا: “الغريب هو ان المجتمع الدولي يتجاهل تماما ضرورة محاسبة الدول المتورطة وعلى راسها الامارات وتشاد وغيرهم من الدول التي تقوم بتوريد السلاح الى حميدتي. وفي الآونة الاخيرة تلقى الجيش السوداني المزيد من الدلائل والحقائق فيما يخص الدعم الذي تقدمه كل من فرنسا والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا لهذه الميليشيا”.

كما كشف المصدر الأمني، عن وجود لاعب جديد في ساحة الحرب السودانية، حيث اتضح مؤخرا ان شركة Rheinmetall Denel Munition المتواجدة في جنوب افريقيا تقدم الدعم والعتاد للميليشيا، وبحسب وصفه: “قامت امريكا وجنوب افريقيا بارسال العتاد لميليشيا الدعم السريع، وعلى وجه الخصوص ذخائر PHOS M8931 عيار 40 مم والتي تستخدمها ميليشيا الدعم السريع لشن حرب كيميائية على الشعب السوداني”.

 

وبخصوص الشركة، أضاف ذات المصدر: “الشركة المعنية، راينميتال دينيل، هي في الأصل شركة ألمانية، حيث تم تأسيسها في عام 1889. تقدم هذه الشركة، التي تتمتع بخبرة تمتد لأكثر من 136 عامًا، مجموعة من الحلول المرتبطة بصناعة الذخائر والمدافع. ومع انتقالها إلى جنوب أفريقيا، أصبح واضحًا أنها قد انتقلت من مجرد تصنيع السلاح إلى دعم المليشيات، وهو ما يمثل تهديدًا ليس فقط للسودان ولكن للمنطقة بأسرها”.

وأنهى المصدر الأمني تصريحه قائلا: “الحقائق هذه تجعل من جمهورية جنوب افريقيا احد الدول الداعمة للتمرد وتجعل المانيا ضمن الدول الداعمة للتمرد بتصنيعها لهذه الاسلحة وعلى المجتمع الدولي محاسبة كل من كان سببا في استمرار الحرب عن طريق دعم التمرد”.

 

تصريحات المصدر الأمني تأتي بعد اشهر من البحث والتقصي بعدما ضبطت القوات المسلحة السودانية ذخائر أمريكية بحوزة ميليشيا الدعم السريع وكشفت التقارير أن الميليشيا تستخدم أسلحة محرمة دولياً من صنع أمريكي، وهي الحقيقة التي صرح بها الناطق الرسمي بإسم الحكومة السودانية، خالد الإعيسر، ليتبين فيما بعد أن السلاح جاء عبر شركة راينميتال دينيل من جمهورية جنوب أفريقيا الى الأراضي السودانية.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.