«السخرية والتبكيت والتنكيت» في حملة التنكيد على د. المعز بخيت!

كتب: صديق محمد عثمان

بالمناسبة، السخرية والحملة الشديدة التي واجهت تعيين الدكتور معز عمر بخيت لا علاقة لها بشخصه. فعلى المستوى الشخصي، فإن معز عمر بخيت أحد أبناء البلد النابهين، وعلى المستوى الاجتماعي فهو أصيل في مجتمع مركزي حديث تشكل تفاعلاً مع سياسات وإجراءات شديدة الوقع على مجتمع تقليدي مهزوم عسكريًا ومستعمر.

 

ويمكن لمعز، شأنه شأن إخوته الآخرين في هذا القطاع الحديث من المجتمع، أن يستمروا في ترسيخ السياسات والإجراءات التي شكلت مجتمعهم وصنعت له مصالح مرتبطة بالسلطة والحكم ومؤسساته على حساب مجتمع بلدهم الواسع التقليدي.

 

ومن حق معز تشكيل حزب أو المساهمة في تطوير ذات السياسات كما فعل مولانا الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر وزملاؤه من أهل الإنقاذ، ولا يحتاج معز أو غيره مباركتهم أو الحماسة لهم. إنما السخرية والتبكيت والتنكيت التي مارسها الناس وأصبح د. معز بخيت نموذجًا ومثالًا يشير إليه الساخرون والمبكتون، هي في الحقيقة من الاستهبال والاستغفال والاستغلال الذي تمارسه نخب القطاع الحديث في محاولتها صرف أنظار الناس عن الأسباب الحقيقية للفشل والأزمة وذهاب الريح الذي يحدث للبلد، وذلك من خلال إثارة معارك ساذجة حول أفضيلة حمدوك على معتز موسى أو الكفاءة الخارقة لكامل إدريس المرجح على حمدوك المخالف له.

 

الناس يا سادتي يضحكون منكم ويسخرون من سذاجتكم التي تفضحها معارككم خارج مدى منابركم ومواقعكم الافتراضية. فالناس يدركون أنكم في الحقيقة إخوان في النرجسية والجراءة غير الموسسة في التصدي للشأن العام، وأن الحرب الحقيقية ليست بين جنرالين نظامي ومتمرد أو تيارين وطني وخائن، بل حرب الجنرالين والتيارين على الشعب والدولة، ومثابرة مفضوحة لمصادرة الفضاء العام وإجبار الناس على الاختيار بين أمنها وحريتها، بين كفاف وشظف العيش ورفاهه وكرامته وعزته.

 

فاشهدوا لمعز عمر بخيت ما شاءت لكم نرجسيتكم أن تنصبوا أنفسكم شهداء، ووزعوا صكوك الكفاءة والبراءة والغفران كما يحلو لكم، وسيبقى الواقع كما هو على حقيقته، وستبقى منازل الخرطوم تسكنها الجثث المتحللة وكل عناصر تلوث صحة البيئة. فقد حكمتم سبعين عامًا لم تنجزوا خلالها شبكة صرف صحي أو حتى شبكة مياه شرب للعاصمة التي هربتم إليها (وليدات مطاليق) من مسؤولياتكم تجاه أهلكم ومجتمعاتكم.

 

سينظر الناس إلى نهر النيل مرجع د. معز عمر بخيت المزكي ود. أمين حسن عمر المزكي، أو إلى المزروب وباقي كردفان بما فيها الأبيض مرجع مولانا أحمد إبراهيم الطاهر، وسيروا الواقع كما هو… مدن مظلومة ومسلوبة الموارد، لأن نفطها وجلود أغنامها وذهبها وسمسمها ودخنها وعدسها وبصلها وفومها وفول سليمها كله يذهب لبناء الرياش ورفاهية الوليدات المطاليق في الخرطوم الذين يزكون بعضهم بعضًا أو يتعايرون بينهم بالانتماء الأيديولوجي.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.