(1)
مهما بلغت درجة الخلاف معه، ومستوى الرفض الشعبي له، فإن نظام المؤتمر الوطني المحظور،حقق بفترة حكمه عددا من الإنجازات في مجال البنى التحتية، والتعليم العالي، واستخراج البترول وغيرها من والإنجازات، لكن مؤيدي النظام لا زالوا يزايدون عليها ويعتمدون عليها فقط في قياس تجربتهم، متجاهلين جملة من الفشل الممتد، مثل فصل الجنوب، والإبادة في دارفور، وتسليح القبائل، وتكوين الميليشيات، والتقنين لها قانونيا سياسياً، وتعطيل عجلة الإنتاج في المزارع والمصانع، وسوء استخدام أموال البترول، والتفنن في ظلم الناس، واختطاف الدولة وتجييرها لمصالحهم الذاتية، وعليهم قبل كل شئ، الاعتراف بتلك الأخطاء، وعدم توهم حقائق أخرى، وإن لم يفعلوا فلن يندمجوا مطلقاً مع رياح التغيير.
(2)
يتوهم مؤيدو نظام المؤتمر الوطني، أن حراك 19 ديسمبر 2018 – 30يونيو 2019 لم يكن ثورة شعبية،ويعاندون حقيقة إكتمال أركانها ومشاركة غالبية الشعب السوداني فيها، وإن لم يتخلوا عن تلك الأوهام فلن يصلوا للنتائج الصحيحة.
(3)
يتوهم أنصار النظام القديم، أن السودان لن ينصلح بدونهم، وأن الكفاءة والتأهيل حكرا عليهم وان البقية ماهم إلا في مقام الجهلاء والرجرجة والدهماء، ويمكنهم على سبيل المثال لا حصر، الاستدلال بتلعثم وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي في مؤتمر صحافي، ليقارنوها مع وزرائهم السابقين، متناسين أن في عهدهم تأهل أحدهم لوزارة الخارجية وهو الذي دبر محاولة اغتيال فاشلة لرئيس دولة مجاورة دفع السودان ثمنها لعقود.
(4)
بعد تجربة ثلاثين سنة من الظلم والقتل والفساد باسم الدين، يظن ويتوهم أنصار الحركة الإسلامية، أنهم يمكن أن يستمروا في رفع شعارات الإسلام، والمتاجرة بها مرة اخرى، ومن أجل ذلك يمكنهم أن يستندوا على مسائل خلافية حالهم حال أهل العراق يستفتون في دم بعوضة ويستحلون دم الحسين، وتلك هى قمة اوهامهم.
(5)
يتوهمون أنه وبعد أقل من سنتين من تكوين الحكومة المدينة قدرتهم على إسقاطها، وأن الشعب سيلتف حولهم، ويقدم لهم كل غرابيل الاعتذار والأسف على الإطاحة بهم، وهاهم يعيشون وهمهم رغم وضوح حقيقتهم في الثلاثين من يونيو الماضي، حينما خرجوا في تظاهرة بائسة لم تساو ثمن (الطحنية) التي وفروها للمشاركين (المستوردين)
(6)
يتوهم بنو مؤتمر وطني، أن التحالف مع العسكر أو زعماء القبائل أو أصحاب المصلحة، يحقق لهم الحد الأدنى من أهدافهم، بوقف تفكيك دولتهم ومحاكمة المفسدين ومرتكبي الجرائم منهم ، ولو أنهم اعتبروا واتعظوا من تجربتهم لوجدوا أن ثالوث العسكر وزعماء القبائل وأصحاب المصلحة، هم الأقل وفاء للعهود، والأكثر إستجابة لاغراءات السلطة والمال والجاه، ودونهم ما حدث في أيام المفاصلة.
(7)
من اوهامهم أيضا، بحثهم وترويجهم لفكرة المصالحة الوطنية بدون أي ثمن يمكن أن يدفعوه، وغالباً ما يشيرون عن جهل للتجربة في جنوب أفريقيا ورواندا، متجاهلين أن التجربتين لم يتم فيهما تجاوز لفكرة العدالة الانتقالية، والحقيقة والمصالحة، إنهم يريدون العمل بنهج عفا الله عما سلف، بدون حتى التحلل من الأخطاء ولو على طريقتهم الخاصة.
(8)
يصغط المؤتمر الوطني المحظور ويروج لفكرة الانتخابات المبكرة، توهما منه أن العملية ستردهم إلى كراسي السلطة على طبق من ذهب، وهذا وهم لم استطع حتى الآن فهم مصلحتهم فيه، فهم خارجون للتو من هزيمة سياسية وأخلاقية، فإذا تمت الانتخابات فمن يصوت لهم؟هل ملايين النازحين والمتأثرين من حروب الإبادة الجماعية؟ ام يصوت لهم شباب وشابات الثورة الذين شهدوا بأم أعينهم ،رفقاءهم يتساقطون أمامهم؟، أم يتكرم عليهم جموع العطالة والمظلومين بأصواتهم؟
(9)
يتوهمون، أن عامل الاقتصاد وحده كفيل بإسقاط الفترة الانتقالية، ولو كان التحليل سليما لسقطت حكومتهم في عامها الأول، ولسقطت حكومة حمدوك في يومها الأول، التغيير يا سادتي يتم فعلاً بتدني الأوضاع المعيشية وتراكم المظالم وانسداد آفاق الحلول، والملل من بقاء الشخوص في السلطة وتكرار تجارب الفشل،وكلها شروط توفرت في 19 ديسمبر 2018
(10)
الأوهام والتوهمات عديدة، واحده منها يمكن أن تلاحظها عزيزي القارئ بنفسك عندما مناقشتك لأي واحد من الإسلاميين ، فمجرد اختلافك معه، يصنفك رغم انفك وأنف أجدادك بأنك شيوعي ويساري وعلماني ظنا منه أن ذلك اقرب طريقة لهزيمتك.
Prev Post
Comments are closed.