السودان كله يتكلم سياسة ..لا أحد يفكر أو يهتم بالضائقة المعيشية التي تخنق الجميع ..الذين يعانون المسغبة نفسهم تشغلهم أمور السياسة.
كثيرون يعتقدون أن الأزمة السياسية هي السبب المباشر في الأزمة الاقتصادية وتعطيل مؤسسات الدولة وكل معاناة الناس..
في كل موقع لا حديث للناس غير الشؤون السياسية بيوت الأفراح والأتراح تتعالى الأصوات بالنقاش حول آخر المستجدات في تشكيل الحكومة والمبادرات، صاحب البقالة، الترزي، بائع الخضار، سائق الحافلة كل الأسئلة من الداخل ومن الخارج عن التشكيل الجديد. ..القنوات والإذاعات شغلها الشاغل ما يدور في الساحة السياسية كل برامجها مكررة وتدور في نفس الدائرة ثم تغير بالغناء (برضو مكسب) ..التركيز الأكثر تجده على السوشيال ميديا وكأنها الحرب ..أخبار، تقارير، حوارات، ترشيحات، تحليلات كثير منها مضروب أو أمنيات جهات وأفراد.
شلل تام في الدولة ..توقف عجلة الإنتاج ..انهيار لقطاعات الزراعة والصناعة والخدمات.ارتفاع في الأسعار وعدم مقدرة المواطن على شراء أبسط الاحتياجات. .هجرة غير مسبوقة خاصة وسط الشباب ..هروب عدد كبير من رجال الأمال بما تبقى لهم من رؤوس أموال إلى دول الجوار .كل ذلك وقيادات الدولة في بيات شتوي.
معظم المصانع أغلقت أبوابها وسرحت مئات العاملين بسبب الرسوم الضرائبية والجمركية. وأصبح قطاع الأعمال السوداني على قاب قوسين أو أدنى من الانهيار.
على أعتاب منتصف أكتوبر ولم نسمع من يتحدث عن تجهيزات العروة الشتوية.غياب تام للجهات المسؤولة عن الزراعة، المالية، الزراعة، الري، البنك الزراعي كلها تسجل غيابًا تامًا عن المشهد .
نفس مشهد الموسم السابق، اجتهد المنتجون وأخفقت الدولة منذ انطلاقة الموسم وحتى الحصاد وشراء المحصول ..لكم أن تصدقوا أن قمح الموسم السابق لا زال ينتظر تدخل الدولة بالشراء .ولكم أن تصدقوا أن جوال الفتريتة أعلى سعرًا من جوال القمح لأول مرة في تاريخ السودان.
من المفارقات العجيبة أن السماد في السوق الأسود أقل من سعر البنك الزراعي ..اليوريا 38 ألف جنيه عبر البنك الزراعي في الأسود أقل من 30 ألفًا .هذه المشكلة تحديدًا تواجه صغار المزارعين لعدم تمكنهم من الشراء بالكاش واضطرارهم اللجوء للبنك الزراعي . نفس المشكلات تتكرر .التمويل ..الري ..المدخلات ..الجازولين.الحصاد، والموسم الحالي بصورة أكثر مأساوية .والكل شغال سياسة.
