فولكر والكتلة الديمقراطية

كلام صريح…سمية سيد

شارك الخبر

 

 

يقال إن مولانا جعفر الصادق نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) رفض دعوة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، فولكر بيرتس، للاجتماع به على رأس وفد الحزب ..الميرغني رفض اللقاء لأن المبعوث الأممي (مسهل الحوار السوداني -السوداني) لا يرغب في أن يكون اللقاء مع كتلة التوافق الوطني التي انضم إليها الحزب.

ولأنَّ السيد فولكر يرغب في تعقيد المشهد، وليس تسهيل الحوار، لجأ إلى السيد محمد الحسن الميرغني واجتمع معه أمس، وأيضاً بصفته نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، وذلك بعد رفض شقيقه جعفر الصادق الذي يحمل نفس الصفة في الحزب.

التكتل الجديد تحت اسم (الحرية والتغيير -الكتلة الديمقراطية) يعلن عنه يوم غدٍ الخميس، ويضم مجموعة من الأحزاب والقوى السياسية المؤثرة في الساحة على رأسها الحزب الاتحادي (الأصل)، وكتلة التوافق الوطني بكل مكوناتها، الحرية والتغيير القوى الوطنية، المبادرة الوطنية للترتيبات الدستورية، ولجان المقاومة والحرية والتغيير التوافق الوطني. وذلك بحسب ما ذكره مبارك أردول على صفحته على فيس بوك.

أهمية هذا التكتل العريض أنه يخلق حراكاً في الساحة السياسية السودانية التي اتسمت طيلة السنوات الماضية بالصراعات والتنافس، والتخوين والانقسامات والانشقاقات.. ولو كان مبعوث الأمم المتحدة يعمل بالفعل على تسهيل الحوار بين المكونات السياسية، ولم تكن لديه أجندة أخرى، لطلب بنفسه من جعفر الصادق ضم هذا التكتل للاجتماع، خاصة أن الرجل هو الذي ترأس اجتماع إعلان الكتلة الديمقراطية.

طريقة إدارة فولكر في الحوار مع بعض المكونات والأحزاب السياسية وإبعاد البعض الآخر أدت إلى تصاعد الدعوات بإنهاء تفويض البعثة الأممية واتهامها بعدم الحياد، ومحاولة فرض أجندة خارجية على العملية السياسية، بعيدة كل البعد عن التفويض بدعم عملية السلام، واتهام رئيسها بالانحراف عن التفويض إلى تحريض السودانيين ضد بعضهم البعض.

الأحزاب المكونة للكتلة الجديدة إذا أدارت العمل السياسي بصورة تخدم الأجندة الوطنية بعيداً عن المحاصصة والنظرة الذاتية الضيقة، فمن المؤكد أن ذلك سيكون له تأثير إيجابي على الممارسة السياسية والديمقراطية، وعلى شكل المنافسة القادمة للانتخابات. .

نتفق أو نختلف سياسياً مع أحزاب التكتل الجديد، لكن علينا تشجيع هذا النهج في العمل السياسي لما له من تأثير إيجابي في عملية الإصلاح السياسي، وعلى خلق كيانات كبيرة وقوية لدخول الانتخابات القادمة بصورة أكثر ديناميكية بالاتفاق على برنامج مقنع يخاطب هموم الناخبين.

مثل هذا التحالف يمكن أن يخلق بيئة سياسية ذات تأثير قوي على الشارع، وقدرة على تعبئة الرأي العام وحشد الدعم تجاه مشروع سياسي متوافق عليه.

اهم ما يميز هذا التحالف أنه لم يتشكل بدوافع قبلية ولا مناطقية ولا اثنية أو عقائدية، وهذا يظهر بوضوح من خلال تركيبته من الأحزاب والقوى السياسية ذات الأفكار والتوجهات المختلفة .

مهما كانت الخلافات والاختلافات السياسية، فمثل هذه الكيانات الموحدة تضيف بعداً جديداً في الممارسة الحزبية بعيداً عن الصراعات والانقسامات التي قادت البلاد إلى ما هي عليه الآن.

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.