(السوداني) تستنطق السفير سامح فاروق قنصل جمهورية مصر في حوار قضايا السَّاعة والتساؤلات السَّاخنة:
* أسباب التشدُّد في منح التأشيرات.. قصة تلاعب السماسرة.. ومصير الطلاب الباحثين عن الدراسة بمصر؟
* مطلوبات منح الإقامة.. التخوُّف من دخول الإرهابييـن للأراضي المصرية.. وكيف تسرّبت المُساعدات الطبية للأسواق؟
* القنصل: لا يُمكن أن نتعنّت مع الأندية الرياضية خَاصّةً فريقي القمة السودانية
* القنصل: التأشيرة تُمنح مجاناً وحتى “الاستيكر” المُؤمّن بعلامة مائية الذي نضعه على جواز السفر، تتحمّل الحكومة المصرية تكلفته والمواطن السوداني لا يدفع مقابله أبداً
* هناك جهات تخدع المواطنين من وكالات وغيرها، وتقنعهم بأن هناك رسوماً، وهذا يُسيئ لمصداقية القنصلية وما تقدمه من خدمات
حاوره في بورتسودان: هيثم كابو
* حزمة من التساؤلات المُـلِحّة في ملف العلاقات السودانية المصرية تطل برأسها هذه الأيام، والحرب اللعينة تدخل شهرها الخامس، بينما أفواج المسافرين للقاهرة تزداد مع إشراقة كل صباح جديد، والأعداد التي تنتظر الحصول على تأشيرة دخول لمصر يصعب حصرها، في وقتٍ نشطت فيه حركة السماسرة ووكالات المغالاة والوعود الزائفة وتجار الأزمات.. تساؤلات مشروعة تبحث عن إجابات شافية تضمد جراح استفهامها يأتي في صدر قائمتها:
يا ترى ما هي أسباب التشدُّد المصري في منح التأشيرات للسودانيين في هذه الظروف الصعبة.. وكيف وجد السماسرة ضالتهم فلعبوا بالناس كيفما أرادوا.. وما هي أسرار الشكاوى المَُتـواصلة والتكدُّس المُستمر في المعابر..؟؟
* مصير الطلاب السودانيين الباحثين عن الدراسة بمصر.. كيفية التعامل مع الحالات الإنسانية ومتى يعود إعفاء النساء والأطفال وكبار السن من التأشيرة إلى حيِّـز التنفيذ.. تفاصيل التخوف من دخول المساجين والمُدانين والإرهابييـن للأراضي المصرية.. وإفرازات الحرب وتبعات تكثيف الإجراءات الأمنية؟؟
* هل هناك ثمة تطورات طرأت على تفاصيل المطلوبات الرسمية للمُتواجدين بمصر لفترة طويلة وتزايد الطلب على منح الإقامات.. ولماذا لم يتم منح أندية القمة السودانية تأشيرات دخول.. وماذا عن تسرُّب الإمدادات الطبية المصرية للأسواق وبيعها في الصيدليات.. ودور القاهرة في إيقاف الحرب بالسودان؟؟
* (السوداني) وضعت تساؤلات الساعة على طاولة السفير سامح فاروق محمد شحاتة قنصل عام جمهورية مصر العربية في بورتسودان، المُمسك بتفاصيل الملف السوداني وتعقيداته جيداً، فالرجل ظل في موقعه الحالي زهاء السنوات الثلاث، وجاء للسودان قادماً من وزارة الخارجية المصرية التي عمل فيها بإدارات السودان والمغرب العربي وغرب أفريقيا والمراسم والشؤون القنصلية والقطاع البرلماني، كما أنه يمتلك رصيداً كبيراً من الخبرات المختلفة والتجارب النوعية بعمله في بعثات مصر الدبلوماسية في مدغشقر وليبيا وكندا ونيوزيلندا.
…………
* كان استهلال الحوار مباشراً جداً، وبعيداً تماماً عن تغليف الأسئلة بأوراق السلوفان، فالأعداد الكبيرة التي تتقدم لطلب تأشيرة دخول الأراضي المصرية لا تتوازى مع العدد الذي يتم منحه (الفيزا) يومياً غير صفوف الانتظار التي تدوم أسابيع وشهوراً، فهل باتت مصر غير راغبة في دخول هذا العدد الكبير من السودانيين لأراضيها؟
_ اعتدل القنصل في جلسته قليلاً مُبتعداً بظهره عن خلفية المقعد الذي كان يستند عليه، ليرد بتركيز شديد:
(بالطبع هذا الحديث غير صحيح.. مصر بلد كل السودانيين ومُرحّبٌ بهم في كل وقت هذه حقيقة ولا أقول هذا الكلام من باب المُجاملة، نحن نرغب في منح كل متقدم التأشيرة، ولكن كما تعلم ضيق الزمن مع التزايد المُستمر في طلبات الحصول على “الفيزا”، عطفاً على ساعات عمل طاقم القنصلية وطاقتهم تجعل حصول الجميع على التأشيرة في وقت واحد أمراً مُستحيلاً تماماً، لذا فإنّنا قمنا في القنصلية ببورتسودان بتقسيم العمل وفق نظام معين، ففي بداية اليوم يتم استلام جوازات سفر المرضى، فهناك من يحتاج لإجراء عملية عاجلة أو بعض الحالات الحرجة وأصحاب الأمراض الخبيثة والمُستعصية شفاهم الله، ومن أُصيبوا في أحداث الحرب، فهؤلاء يتم أخذ الاستمارات منهم لمنحهم التأشيرة فوراً، يأتي من بعدهم المرضى من ذوي الحالات المستقرة نسبياً، وهؤلاء يُمنحون التأشيرة بعد عدة أيام، ثم من بعد المرضى، يتم استلام جوازات سفر الطلاب وهؤلاء قسّمناهم لمجموعتين، الأولى الطلاب الذين أزف ميقات امتحاناتهم أو بدأت دراستهم، وهؤلاء يُمنحون التأشيرة فوراً، من بعدهم يأتي الطلاب المُسجّلون بجامعات مصرية واقترب موعد دراستهم وهؤلاء يتم تحديد ميقات لهم للعودة لاستلام تأشيراتهم، من بعد ذلك نستلم جوازات السيدات لأنهن لا يستطعن الوقوف لساعات طويلة أمام مبنى القنصلية، ثُمّ كبار السن والشباب، وهكذا يتم التدرج تباعاً، وليست لدينا قائمة ثابتة للتسجيل فيها تصل للآلاف ويصبح الاختيار حصرياً منها، فهذا الأمر يتم يومياً من الذين وصلوا مبنى القنصلية طلباً للتأشيرة حتى لا يصبح الأمر مجرد ازدحام، ونجتهد في ترتيب الجميع، والسعى لمنحهم التأشيرة تباعاً).
الحالات الإنسانية!!
* قلت للقنصل إنّ المعادلة صعبة جداً ما بين الأعداد المتزايدة يومياً طلباً للتأشيرة نسبةً لظروف الحرب ومن يتم منحهم لها، فأثناء جولتي بين المتقدمين للحصول على التأشيرة، هناك من قال إنّه انتظر أكثر من شهر ولم يستلم بعد، ليرد السفير سامح فاروق بقوله:
(هناك ضغطٌ كبيرٌ نعم، ولكن انت رأيت بعينك أن الوضع ببورتسودان مقدور عليه نسبياً، لأننا ننظم المتقدمين للطلبات بشكل جيد يريحهم هم أولاً قبل أن يريحنا نحن، نحاول جاهدين ألا يجلس الناس أمام القنصلية لفترة طويلة في ظل ارتفاع درجة حرارة الجو ببورتسودان حتى لا تحدث إصابات بضربات شمس.. مُعظم من يستلمون الجوازات يأتون بعد العصر ونحن نعطيهم مواعيد مُسبقة بتقديرات زمنية مناسبة حتى لا يأتي المواطن كل يوم ويسأل.. عادةً نمنح هامشاً ما بين ثلاثة أسابيع لشهر وفي هذه الفترة نكون خلصنا كل الإجراءات.. أما المرضى والطلاب كما ذكرت لك فالوضع مُختلفٌ، يمكن أن يتم منحهم بعد حوالي أسبوع، والحالات الطارئة بعد يومين، وهناك مرضى منحناهم التأشيرة في يوم واحد وكان يوم عطلة.. فأنا يا أستاذ هيثم حتى يومي الجمعة والسبت برغم العطلة أحضر إلى المكتب كي أخفف من الضغط الموجود بالخارج، وحتى في عطلات العيد كنت موجوداً ومداوماً ولم أسافر لقضاء إجازة العيد بالقاهرة، ويوم الوقوف بعرفة كنت صائماً ومداوماً حتى ساعة مُتأخِّرة من الليل).
استحواذ الجهات الحكومة على حصة كبيرة!!
* الكثيرون شكوا لنا خارج مبنى القنصلية أنّ الجهات الحكومية تقاسمهم عدد التأشيرات إن لم تستحوذ على نصيب الأسد فيها، فالخارجية تأتي بعدد كبير من الجوازات بصورة راتبة، وكذلك قيادة القوات المسلحة بولاية البحر الأحمر، وحكومة الولاية، والوزارات المُتعدِّدة، والموانئ البحرية و.. و.. مما يساهم في تأخيرهم ومضاعفة معاناتهم، ولأن العمل الصَّحفي يتطلب منك نقل صوت الناس كما هو، طرحت السؤال على القنصل المصري وانتظرت إجابته حتى يقطع قول كل خطيب، ليجيب سامح فاروق سريعاً بقوله:
(خلي بال حضرتك، التأشيرات كذا جزء، جزء يتم منحه بخطابات رسمية من الجهات الرسمية في الدولة مثل الوزارات وهيئة الموانئ وولاية البحر الأحمر والولايات الأخرى، فبعد إغلاق السفارة المصرية والقنصلية العامة في الخرطوم أصبح كل العمل مُنصباً هنا في بورتسودان ومكتب وادي حلفا، نتيجة ذلك حدث تراكم وخطابات كثيرة من ولايات دارفور وحتى البحر الأحمر، فهناك خطاباتٌ رسميةٌ تطلب منح التأشيرة لمنسوبيها ونحن نحاول أن نوازن ما بين الطلبات الرسمية وطالبي الفيزا عبر القنصلية بحيث أن الأمور تسير بشكل جيد، لأنّ طبيعة الجهات الرسمية قد تكون هناك طلباتٌ للمشاركة في مؤتمرات وندوات واجتماعات، فهناك مسؤولون وممثلون يذهبون للمشاركة في تلك الفعاليات، لذلك نأخذ نسباً من هنا وهناك).
الرفض للأندية الرياضية!!
_ قبل أن نبرح محطة منح الجهات الحكومية والمؤسسات تأشيرات فورية قلت للقنصل:
لماذا تعنّتم مع فريقي القمة (المريخ والهلال) في منحهما تأشيرات، خاصّةً المريخ الذي طلب الحصول على التأشيرة من القنصلية ببورتسودان؟؟
_ سكت القنصل برهة ثم أجاب بتأنٍ:
(لا يُمكن أن نتعنّت مع الأندية الرياضية خَاصّةً فريقي القمة السودانية، ولكن المهم كيف تمت الإجراءات والمخاطبات ما بين المطلوبات المتعلقة بالمؤسسات المصرية الرسمية وغيرها عندما يكون الأمر مُرتبطاً بإقامة معسكرات أو موافقة أداء مباريات هناك، زائداً حرص مناديب الأندية على تقديم شروحات متعلقة بالسقوفات الزمنية إن لم تكن كافة التفاصيل واضحة في الخطابات، لأنّ هناك أموراً تتطلّب مُخاطبة القنصلية للجهات الرسمية بمصر والمؤسسات ذات الصلة كإجراءات تنظيمية على عكس المواطنين الذين يتم منحهم التأشيرة مُباشرةً).
سماسرة التأشيرات!!
* قلت للقنصل إنّ بعض السماسرة وتجار الأزمات وللأسف حتى وكالات السفر يبيعون التأشيرة المصرية بمقابل مادي كبير، مع أنه معلومٌ للجميع أن التأشيرة تُمنح مجاناً وليست عليها أية رسوم، ليرد بسرعة شديدة وحزم:
(هذا السؤال مهم جداً، والرد عليه ضروري، ويجب أن ننبه على هذه النقطة تحديداً، فالتأشيرة يتم منحها من القنصلية المصرية مجاناً سواء في بورتسودان أو وادي حلفا ولا نريد لأحد أن يستغل أهلنا السودانيين ويضحك عليهم بأنّ هناك رسوماً.. هذا الحديث “غير مزبوط”.. التأشيرة تُمنح مجاناً وحتى “الاستيكر” المُؤمّن بعلامة مائية الذي نضعه على جواز السفر، تتحمّل الحكومة المصرية تكلفته والمواطن السوداني لا يدفع مقابله أبداً والجميع مرحب بهم بين أهلهم في مصر.. ولا بد أن ننبه أستاذ هيثم لهذه النقطة أكثر من مرة، لأن هناك جهات تخدع المواطنين من وكالات وغيرها، وتقنعهم بأن هناك رسوماً، وهذا يُسيئ لمصداقية القنصلية وما تقدمه من خدمات.. التأشيرة للمواطن السوداني مجاناً إذا استعجلنا فيها أو تم استخراجها بعد فترة، وأي حديث عن أخذ رسوم يمثل نوعاً من الخداع).
التأشيرة المُتعدِّدة وخطر الإرهابيين!!
* قلت للسفير سامح فاروق إنّ عودة التأشيرة المُتعدِّدة (multiple visa) التي تسمح لصاحبها بالدخول المُتكرِّر خلال فترة ستة أشهر ضرورية جداً للتجار ومُلاك العقارات بمصر والطلاب وأرباب الأسر الذين يعملون بالسودان وتركوا أبناءهم بشمال الوادي وسائقي البصات السفرية، كما أنّها تُخَفِّف الضغط على القنصلية وتقلل عدد طلبات التأشيرة المتكررة، ليجيب القنصل المصري سريعاً جداً:
(يجب أن ندرك جميعاً أنّ هذه الظروف استثنائية بالنسبة للسودان ومصر، وتحتاج إجراءات تنظيمية مختلفة لمعرفة عدد الذين دخلوا والذين خرجوا، وحتى الإجراءات الأمنية الآن مُختلفة في ظل هروب المساجين والمُدانين في جرائم قتل وغيرها من السجون السودانية، وكذلك الإرهابيين الذين يمثل دخولهم لأيِّ بلد بمثابة خطر حقيقي، مِمّا يتطلب تركيزاً أكثر، خاصّةً وأنّ البعض من غير السودانيين حصلوا على جوازات سودانية، فعندما اندلعت الحرب ولفترة طويلة كان أمر الدخول لمصر أكثر من ميسّر، لأنّ وقتها معظم من وصلوا الحدود فارّون من جحيم الحرب، فتم إدخال الناس بالوثائق وكل ما يمكن أن يسهل عليهم النجاة بأرواحهم، ولكن بعدها كان لا بد من وقفة تنظيمية ذات علاقة بالإجراءات الأمنية وتطورات الأوضاع في السودان؛ أما التأشيرة المُتعدِّدة فيصعب في ظل منحها حصر الأعداد التي تدخل مصر، لأنها غير منظورة، لذلك ستظل التأشيرة (single entry) الدخول لمرة واحدة، وبعد العودة من حقك أن تقدم مرة ثانية وتسافر و…
(مُقاطعاً):
* هذا الأمر سيد القنصل قد يبدو غير منطقي ومُرهقاً جداً لسائق بص أو شاحنة بضائع يعمل بين مصر والسودان؟؟
_ هؤلاء يتم منحهم تأشيرات فورية، واليوم منحنا سائق شاحنة يحمل قطناً بغرض تصديره لمصر تأشيرة فورية، لأنّ الترتيبات المتفق عليها الآن الدخول لمرة واحدة وبإمكانه أن يأخذ في كل رحلة تأشيرة فورية.
الحُريات الأربع..!!
* “أوافقك على استثنائية الإجراءات في ظل هذه الظروف، لكن الناس بعد أكثر من أربعة أشهر يطمعون في العودة لما قبل الخامس عشر من أبريل، لا سيّما بالنسبة لدخول النساء والأطفال وكبار السن لمصر دون تأشيرة”.. كانت تلك خلاصة قولي تعقيباً على إفادة القنصل المصري حول معاناة الناس مع الحصول على التأشيرة ليعلق بقوله:
(يجب أن نتحمّل جميعاً هذه الفترة العصيبة، ونقدر إجراءاتها الاستثنائية، ولكن حتماً ستعود الأوضاع عما قريب لما كانت عليه ويعود الأمن والسلام للسودان).
الإقامَـة…!!
* سألنا السفير سامح فاروق عن الأعداد الكبيرة من السودانيين التي دخلت مصر وظلت هناك لأشهر وربما تمتد إقامتهم لفترة أطول، خاصةً في ظل تداول أحاديث عن تطورات طرأت على مطلوبات منح الإقامة بمصر، وشارك الفنان شكر الله عز الدين، الذي كان حضوراً بمكتب القنصل بمداخلة عن ضرورة تسهيل إجراءات الإقامة بمصر للسودانيين في ظل هذه الظروف العصيبة، وبرحابة صدر رد القنصل قائلاً:
(سيكون أمام السودانيين هناك لشرعنة أوضاعهم أحد خيارين، إمّا أن يذهبوا لإدارة الجوازات والهجرة والجنسية بمصر ليقدموا على طلب إقامة مع توضيح سبب الإقامة إذا كان دراسة أو علاجاً أو الشخص لديه شركة أو عقارات أو مصالح معينة، ويثبت وضعه باعتباره مُقيماً لأكثر من ثلاثة أشهر، أو يرجعوا للسودان ويعودوا مرة ثانية بتأشيرة جديدة، لكن من يتطلّب وضعه الإقامة حتماً سيفعل ذلك ويُوفِّق أوضاعه، والسوداني مُرحّبٌ به في مصر ويتمتّع بكافة الحقوق ويتعامل كمصري في كل الخدمات إذا كانت في التعليم أو العلاج أو غيره).
بيع المُساعدات الطبية بالصيدليات!!
* ثمة تساؤلات يأسف المرء على طرحها لما يسكنها من بؤس وما تعكسه من سلوك رخيص منزوع القيمة الإنسانية، ولكن التقصي الصَّحفي لا يقبل القسمة على الصَّمت، لا سيّما إذا كنت في حضرة أحد أطراف القضية، لذا كان من الطبيعي أن نسأل القنصل المصري عن المُساعدات الطبية التي وصلت من مصر ولكنها للأسف الشديد تُـباع بالصيدليات، ليجيب السفير سامح فاروق مُعلقاً:
(المُساعدات الطبية المصرية تأتي بطريقتين إن كان عبر طائرات النقل العسكري المصري وجاءت دفعات كثيرة جداً، أو عن طريق السفن، فسفينة أبو سمبل جاءت مرتين عليها مساعدات للسودان.. وتسلم هذه المُساعدات للهلال الأحمر السوداني ووزارة الصحة الاتحادية ووزارة الشؤون الاجتماعية باعتبارها مسؤولة عن الجانب الاجتماعي والإنساني، فكل هذه الجهات تكون حضوراً عند الاستلام، وهناك اتفاقٌ مكتوبٌ أنّ هذه المُساعدات خاصّة بالجانب السوداني وهم يتولّون مسؤولية توزيعها على كل الولايات.. فنحن مُهمّتنا تسليم المُساعدات، أمّا التوزيع فخارج مسؤوليتنا).
الدور المصري!!
* بعد إسدال الستار على الجوانب الفنية المتعلقة بعمل القنصلية، ختمنا الحوار مع السفير سامح فاروق قنصل عام جمهورية مصر العربية، بالحديث عن الدور المصري في تهدئة الأوضاع بالسودان ونزع فتيل الحرب، في ظل تعدُّد المبادرات وتنوُّع المنابر، ليعلق القنصل قائلاً:
(كما تعلم، فإنّني لا أستطيع الحديث عن الدور المصري من الناحية السياسية باعتباري كقنصل عام مصر مختص أكثر من ناحية قنصلية، والحديث في هذا الجانب متروكٌ لسعادة السفير هاني صلاح، إنما مصر وفق المعلومات المتاحة لي أو بالأصح وفق المعلومات العامة المتاحة لي تقوم بدور كبير جداً من خلال مؤتمر دول جوار السودان، ولأوّل مرّة اجتمعت كل دول جوار السودان في مكان واحد، ثم يليها الاجتماع الذي التأم بتشاد ضمن المؤتمر الوزاري الذي يتابع دور دول الجوار.. ومصر أكيد يهمّها استقرار السودان كجُزءٍ من استقرار مصر، ولن تبخل القاهرة بأيِّ جهد يساهم في استقرار السودان، والمُحاولات مُستمرّة مع كل الجهات حتى يتم وقف العمليات العسكرية ويعم السلام السودان ويعود أفضل مما كان بإذن الله تعالى، ونحن نقف مع السودان بكل ما نملك حتى يزيح المولى سبحانه وتعالى هذه الغمّـة).
Comments are closed.