(آه، أي وطن رائع يمكن أن يكون هذا الوطن، لو صدق العزم وطابت النفوس وقل الكلام وزاد العمل)
الطيب صالح
إلى الإخوة الأعزاء في الوسط الثقافي والإعلامي وجمهور الجائزة في كل مكان
لكم منا عاطر التحايا والتقدير وندعو الله العلي العظيم أن يعم الأمن والأمان ربوع الوطن وأن يحفظ الله السودان وشعبه الكريم.
تمر علينا اليوم 18 فبراير 2024 الذكرى الخامسة عشرة لرحيل أديبنا العالمي الطيب صالح المتوفى بتأريخ 18 فبراير 2009، تمر علينا هذه الذكرى وبلادنا ترزح تحت وطأة الحرب والدمار والنزوح والتخريب للمرافق والمؤسسات الثقافية العامة من مكتبات ودور نشر ومناطق أثرية وغيرها.
ورغم هذه الظروف ظل الطيب صالح حاضراً بيننا في كل لحظة وحين، بإرثه الإبداعي الفريد وعطائه الأدبي المتنوع والمتجدد ومقولاته التي نستلهم منها الحكمة والجمال ومعاني الإنتماء الحقيقي للسودان والتمسك بفسحة الأمل مهما تكالبت المصائب وضاقت حلقاتها، فقد ظلت روحه الجميلة الوثابة متعلقة بالوطن وترابه حتى آخر لحظات حياته.
كما تعلمون إن شهر فبراير من كل عام ظل موعداً للفعاليات الختامية لجائزة الطيب صالح العالمية للابداع الكتابي التي أطلقتها الشركة السودانية للهاتف السيار (زين) في العام 2010 تخليداً ووفاءً لذكرى الأديب الراحل الطيب صالح، وإن كان مجلس الأمناء قرر في مايو من العام 2023 تأجيل الدورة الرابعة عشرة نسبة لظروف الحرب وعدم الاستقرار التي تمر بها البلاد فإنه أشد تصميماً على أن تعود الجائزة لأداء رسالتها ودورها المشهود ولتسهم في معالجة أثار الحرب وإظهار قيم ومورثات وثقافة السودان التي أرادت الحرب تشويهها وطمسها.
نسأل الله أن تعود ذكرى أديبنا الطيب صالح فبراير العام القادم وبلادنا يعمها الأمن والإستقرار وطناً يسع الجميع تسود فيه قيم المحبة والسلام وتعود فيه الجائزة موسماً ثقافياً رائعاً يجتمع فيه المثقفون من كل أنحاء الوطن العربي يتنسمون هواء النيل الجميل وينهلون من عوالم الطيب صالح الإبداعية.
الرحمة والمغفرة لعبقري الرواية العربية الطيب صالح ولكل من فقدنا في هذا العام من عمالقة الأدب والفن والإعلام والصحافة. وخالص أمنياتنا لبلادنا الحبيبة بالأمن والسلام.
بروفيسور علي محمد شمو
رئيس مجلس أمناء جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي
18 فبراير 2024
