(ترب البنية)… الأسطورة التي صرّعت المنطق.!

تقرير: كوكتيل

(البعاتي) مفردة سودانية قديمة يقصد بها الشخص الذي يعود للحياة بعد وفاته- بحسب المعتقدات- تلك الشخصية التى روت عنها الكثير من القصص الخيالية والروايات المختلفة، ولكن بعد العلم والاستنارة اختفى هذا المفهوم جزئياً، فيما زال مسيطراً على بعض القرى النائية، خصوصاً ما يعرف بـ (ترب البنية)، تلك الأسطورة الأخرى التي لازال الكثيرون هناك يؤمنون بها.!
(1)
الطاهر المرضي عبد الحميد، قال حول الموضوع: (في حلتنا قديماً كانت هناك أسرة كثيراً ما نسمع أن أفرادها يعودون للحياة بعد موتهم، وعندما يتوفى أحد منهم تجد الجميع فى حالة تأهب وترقب وخوف حتى أنهم ذات مرة توفى لهم شاب فأغلق جميع أهل الحي أبوابهم منذ العصر وذلك خوفاً من عودة ذلك الشاب). ويواصل إسماعيل: (بالتأكيد كل تلك القصص التي تروى مجرد خيال لا أكثر ولا أقل، فالله عز وجل هو الوحيد القادر على إحياء الموتى وذلك يوم البعث العظيم أما خلاف ذلك فهي مجرد حكايات لا تمت للواقع بصلة).
(2)
عبد الجبار حسين يحكي أنه كان دائم الترحل من قرية إلى أخرى – حسب طبيعة المرعى وطبيعة أهل البدو- وفي يوم ذهب إلى قرية ما وقالوا له إن فيها رجل عاد للحياة. ويواصل: (لم أصدق على الإطلاق ذلك الأمر لقناعاتي الراسخة بأن حدوثه مستحيلاً، وأذكر أنني حاولت أن أقنع الكثير من أهل تلك القرية لكنهم كانوا يرفضون الاستماع لي وبعد أيام شاهدت أهل بيته يقومون بذبح العديد من البهائم بحجة أن المرحوم يحبها وسيعود لأكلها، وعند تلك النقطة غادرت القرية بسرعة خوفاً من ذلك الجهل الذى يسيطر عليها).!
(3)
سكينة عبد القيوم جدة كبيرة في السن حين سألتها عن البعاتي قالت لي إنها من قامت تسمع بالبعاتي ولكنها لم تراه ولو مرة واحدة، لكنها سمعت في يوم أن هناك شيخاً في قرية مجاورة وضعت زوجته له طفلاً وبعد أيام مرضت الأم وأصبحت لا تأتي له بالحليب فجاءت امرأة من القرية المجاورة وقامت بارضاعه وبعد أيام توفى الطفل وأمه مازالت على السرير، وقام أباه بدفنه داخل البيت، وبعد أيام لاحظ الشيخ أن زوجته صارت تخاف ليلاً وعندما سألها عن الأمر قالت له إن طفلها يأتيها كل ليلة ويطلب إرضاعه.!..ذلك التفسير الذي أدهش الشيخ وجعله يقوم بتلاوة القرآن داخل المنزل لطرد الشياطين.

شارك الخبر

Comments are closed.