كان دائما مايصفني بانني زول (بتاع لولوة)، ربما لان بعض موادي كانت (تتسحب) آنذاك من داخل ديسك الرأي العام لشقيقتها الصغرى حكايات، بالرغم من المحبة الكبيرة التي كانت تجمع الراحل مع وجدي الكردي رئيس تحرير حكايات.
ذات مرة سألته عن سبب اعتراضه على نشر بعض موادي هناك، فاخبرني ان الصحفي سلاحه الرئيسي التركيز، وعندما يتشتت تركيزه فسيفقد لامحال سلاحه وبالتالي سيكتب نهايته باسرع مما يتخيل.
قلت له ان حكايات ليست صحيفة منافسة بل هي الابنة الصغرى للراي العام فابتسم واجابني: اعتراضي ليس على حكايات، وانما اشفاقا مني عليك، فانت صحفي شاطر، واخاف ذات يوم ان تفقد تلك الميزة بسبب تشتيت مجهودك هنا وهناك.
نعم…هو استاذنا القامة كمال حسن بخيت والذي مهما تحدثت عنه فلن اوفيه القليل مما يستحق، فقد كان صحفيا من طراز فريد، نحت على الصخر حتى وصل لاعلى مرتبة في عوالم الصحافة وهي رئيس تحرير، وكان يمكن ان يصبح ناشرا محترفا لكنه كان زاهدا في ذلك، وكان يعشق رائحة الحبر والورق اكثر من اي شيء آخر.
قبيل مدة تلقيت منه مكالمة هاتفية، عاتبني خلالها على عدم السؤال فاعتذرت منه واخبرته بالظرف الملم بي آنذاك، فقبل عذري ثم طفق يسالني عن بعض الناس ويقلب معي ذكريات (زقاق الراي العام) بطريقته الساخرة اللطيفة، قبل ان يغلق الخط على امل اللقاء، لكن يبدو ان للاقدار رأي اخر، واي قساوة رأي اختارت.
شربكة اخيرة:
لك الرحمة والمغفرة استاذنا الكبير ولنا ولاسرتك ولقرائك الصبر الجميل.
Comments are closed.