محاور السودان – مراجعة

الرواية الأولي || مجدي عبدالعزيز

شارك الخبر

• قبل عام بالضبط – وبعد تولي د. عبدالله حمدوك لمهامه رئيسا للوزراء قدمت في هذه الزاوية ما أرى من ملامح لتعامل السودان مع المحاور اﻹقليمية والدولية من باب المصلحة في هذه الفترة الحساسة من تاريخ امتنا ، واعترف بما كان يحدوني ايضا من بعض أمل في قيادة حمدوك (الدولي) آنذاك لسفينة بلادنا والابحار بها في بحر متلاطم ورياح هوجاء – جاءت المادة تحت عنوان (محاور السودان) رأيت أن اعيد نشرها وقراءتها معكم للمراجعة والمقارنة مع ما جرى فإلى المقال :
• بمجهود بحثي وتحليلي بسيط لو ذهبنا للإطلاع أو إعادة النظر في الاتفاقيات العالمية أو المعاهدات الدولية التي تأسست عليها الامم المتحدة أو القوانين الدولية المتعارف عليها في كافة المجالات وعقدنا مقارنة بين ماهو مكتوب ومعتمد مع الواقع الدولي الراهن والمُعاش حاليآٓ والممارسات التي تقوم بها الدول صاحبة السطوة والنفوذ في عالم اليوم لتوصلنا الى نتيجة سريعة بأن ما يعرف بمصطلح (المجتمع الدولي) هو عالم ظالم ومختل المعايير ومطفف يكيل بعدة ميكاييل .
• لم تعد الأهداف النبيلة التي تواثق على تحقيقها عدد من الزعماء التاريخيين في عدم الانحياز مثلآٓ أو القارة الافريقية أو العالم العربي في منتصف القرن الماضي تحظى بنفس القوة والألق الذي حظيت به في سنوات الأحلام الوردية والآمال العراض ذلك بسبب تحول ما كان يعرف ب (تحقيق المصالح المشتركة) العادلة – الى تحقيق المصالح الذاتية فقط والعمل علي زيادة النفوذ والسيطرة بشتى الوسائل السلمية كانت او الحربية ، والتدخلات ، والتدجين ، وصنع التحالفات لإضعاف تحالفات اخري ..
• في السودان ما فتئنا نكرر ونتحدث وخاصة في هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة على لسان كل القوى والشخصيات وآخرهم رئيس الوزراء القادم د.عبدالله حمدوك وظللنا نؤكد على واقع بلدنا الجيوبلوتيكي المتقدم ، وثرواته الطبيعية الكثيفة في الزراعة والثروة الحيوانية والمعادن والنفط وغيرها ندرك تمامآٓ بأننا نتحدث عن جوانب مهمة من جوانب عناصر القوة المستقبلية لهذا البلد التي ستضعه هدفآٓ إما لرجاءات الدول الجارة والشقيقة، أو لآمال الشراكة والتعاون مع البلدان الصديقة ، أو طمعآٓ للقوى العظمي . وهو ما يحتم على المكونات الوطنية من استبيان رؤيتها الاستراتيجية – ولن تبقى استراتيجية إلا بتحقيق التوافق عليها – ثم انتقاء نهج التعاطي الذكي مع الواقع الاقليمي والدولي الذي نحقق به مصالحنا وإكمال عناصر قوتنا لمستقبل أفضل.
• كذلك دار لغط كثيف في الآونة الأخيرة من بعض المكونات حول ضرورة ابتعاد السودان عن سياسة المحاور في إشارة مباشرة لوجود السودان في التحالف العربي ، وفي اعتقادي ان هذا اللغط جاء فقط كرد فعل للسياسات السابقة دون ايضاح للمنهج الجديد المفترض فيه اﻻستيعاب الشامل للواقع المحلي والاقليمي والدولي وانعكاسه علي مصالحنا .
• في اعتقادي أن للسودان محاور خارجية مهمة يجب التعاطي معها بكامل استحقاقاتها لكن وفق الاستناد الى استراتيجية حاكمة ثم بنفس براغماتية حمدوك التي ينوي ادارة الشأن اﻻقتصادي بها ، وهذه البراغماتية نفسها هي التي ستصنف المهم فالأهم وبالطبع لن تكون ثابتة فالعلاقات الخارجية في حالة حركة و تقلب مستمر حسب وتيرة اقتربنا واﻵخرين وبعدنا عن المصالح .
• معلوم ان مدار السودان القريب يتمثل في محاور : السودان وجنوب السودان / السودان ومصر / السودان والتحالف العربي / السودان وجيرانه بالحدود .. ثم تأتي ملفات التعامل مع مصالح امريكا والغرب – والتعاون مع الاصدقاء والاشقاء من دول العالم .. فهل الحكومة الانتقالية ستعتمد الرؤية والمنهج ؟ ام تعتمد علي من يتولي الحقيبة ؟ ، ام ستضربنا (اللخمة) ويسكننا الإضطراب حتى نرى ، الى الملتقى ..

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.