فيضان ونكبة سودان

الرواية الأولى || مجدى عبدالعريز

شارك الخبر

 

 

• نزول الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش أمس متفقداً لأحوال المواطنين المتأثرين بفيضان النيل وإن كان أمرًا طبيعياً وواجباً يقوم به المسؤول تجاه المواطنين خاصة في ساعات المحن – إلا أنه في عهد هذه ( الجبّانة الهايصة ) يعتبر أحد مؤشرات خطوات تسعى لإعادة ترتيب هذا المشهد القاتم الأفق ، والمحبط للآمال ، والناسف للتطلعات الذي نعايش ـ من جديد .
• كان الأولى و (الأول) المفترض بالنزول ـ كما قالت العديد من الأقلام ـ هو رئيس الحكومة التنفيذية الذي يعين المسؤولين والذي يمسك بالميزانيات والذي يمنح الصلاحيات، وهو واجب محتم عليه لأن داعيه سببان أولهما : بث إحساس قرب ظل السلطة من مواطنيها في أحلك ظرف يمكن أن يمر به المواطن وهو يفقد فيه المأوى والمتاع والمال وربما الأرواح ، والسبب الثاني : هو الوقوف ميدانياً لا تقاريرياً على تنفيذ الخطط العامة (إن وضعت) وخطط إدارة الأزمات (إن وجدت) وموقف صرف الميزانيات (إن رصدت) ـ وبذلك يثبت رئيس الحكومة تمتعه ببعض جوانب الكفاءة المتمثلة في الإحساس الإنساني والحس السياسي .
• ربما توقع المنكوبون ـ جراء الفيضانات والسيول ـ انه بنفس (الهمة والحماس) الذي حاصرت به مجموعة من لجان المقاومة منزل الصحفي جمال عنقرة بالحتانة في أحد أيام عطلة عيد الأضحى الماضي للتحرش بضيوف عنقرة وعلى رأسهم الفريق الكباشي ، أن تهرع هذه اللجان بتوجيهات (المنسقين) لتلجم فورة النيل على الناس وأن توقفها عند حدها … أو ربما ظن المتضررون من تسلل النيل إلى منازلهم أن يسمعوا صيحات (اصحى يا ترس) من ( تراسة) الشوارع ـ أصحاب المجد واللساتك ـ وهم يتقافزون كفرسان توتي ( القلعوا البدل والقمصان) أن (يترسوا البحر خيرصان.. من شاويش ولي برقان) ـ وأعني بالطبع هذه اللونية من أصحاب الشعارات واللايفات ، لا شباب ( الحواري ) ورجال مناطق الهشاشة الذين خبروا النيل وخبرهم في معارك فيضان سابقة ..
• الصحفيون والإعلاميون ومراسلو الفضائيات هم دوماً علي أهبة الاستعداد، ولو تسامعوا ان مجلسا مركزيا لقوى الحرية والتغيير اكتمل عقده في منزل (المناضل) إبراهيم الشيخ بنفس تداعي مجلس ـ( كتمان النفس) والتحفز ـ الذي عُقد ليلة زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماك بمبيو، لمناقشة اعتداءات النيل ورفضهم للتطبيع مع الدمار والخراب ـ لكانت قنوات مباشر ومواقع الـ (٢٤ ساعة) كفيلة بنقل هذا الحدث التاريخي للضحايا والمنكوبين والمتضررين ، ( كتصبيرة ) لا (تخديرة) بأن قوى الحاضنة السياسية : لا تتحاصص ، او تتصارع ، او تتلاوم ( ولا يحزنون ) .
• ليس بالفيضان وحده يُنْكب السودان ـ مسلسل الأزمات الذي إستطال وبالطبع الذي لا يكتفي بمشاهدته بل بمعايشته مواطن هذا البلد المغلوب علي أمره ـ فهو المنكوي بلهيبه في معاشه وأمنه وإستقراره وتعليم أبنائه وعلاج مرضاه ـ يبدو أن حلقاته الأخيرة تتمنع على القدوم رغم كثافة الرغائب ، وزخم الحوائج ، وإستنفاذ أكثر من حزمة من حزم (الوقت بدل الضائع) ويبدو أن الوضع حاليا سيبقى على حالة الانهيار المتواتر هذه حتى إشعار آخر ، رغم ما ذكرت من مؤشرات إعادة الترتيب أعلاه ،، وإلى الملتقى .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.