مؤشرات لانضمام الحلو وعبد الواحد.. هل السلام الشامل بات قريباً

الخرطوم: هبة علي

كثير من القضايا حالت دون انضمام الحلو وعبد الواحد لاتفاق سلام جوبا كعلاقة الدين بالدولة والتطبيع مع إسرائيل، إلا أن هنالك مؤشرات تدل على قربهما من السلام تمثلت في استجابة الحكومة لبعض القضايا والسير بها قدما من أجل تحقيق تقارب، إضافة إلى وصول نائب رئيس حركة تحرير السودان التي يقودها عبد الواحد نور إلى عاصمة جنوب السودان، بدعوة من الرئيس سلفا كير ميارديت، تُعد هذه المرة الأولى التي تستجيب فيها حركة تحرير السودان إلى وساطة جنوب السودان، وأيضا أتت تأكيدات نائب رئيس جمهورية حكومة جنوب السودان بان الحلو وعبد الواحد سينضمان للسلام قريبا، تحمل في طياتها بان هنالك اختراقا جديدا في الملف.

ماذا قال نائب سلفاكير؟
أكّد نائب رئيس جمهورية جنوب السودان حسين عبد الباقي، تسليمه شيكاً بقيمة (38) مليار جنيه تبرّع به النائب الأول لرئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) لأُسر ضحايا نزاعات المسيرية والدينكا؛ كـ “ـديات”.

وقال حسين في حوار مع (الصيحة): “شكّلنا لجنة وحدّدنا الديات وحميدتي سلّمني شيكاً لأسلمه لأسر الضحايا وفعلنا”، وأشار إلى أن الأسر احتفلت بحميدتي رجلاً للسلام.

وقطع حسين بنجاح أطراف السلام والحكومة بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في تشكيل حكومة متجانسة وذلك لرغبة الأطراف في السلام وبناء الوطن، وقلّل من أهمية غياب التمويل الخارجي في إنفاذ الاتفاقية، وقال “سيُموِّلونها من الموارد الذاتية كما فعلنا”، ونوه إلى أن جائحة (كورونا) تسببت في انهيار اقتصادي للدول المانحة مما دفعها للتحجج باشتراطات واهية، وقطع بانضمام الحلو وعبد الواحد إلى ركب السلام قريباً، وقال إن نور في كينيا وسيتوجه إلى جوبا، وأكد وصول نائبه إليها.

اتصالات مع الحلو
الامين السياسي للحزب الناصري ساطع الحاج أكد انهم يقومون باتصالاتهم مع رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال عبد العزيز الحلو، لافتا الى انه لا يوجد اتصال لهم مع عبد الواحد محمد نور.
واوضح ساطع في حديثه لـ(السوداني) ان الحلو مدرك تماما اهمية احداث سلام لجهة انه لا يمكن ان يحدث اي تحول ديمقراطي في السودان بدون الوصول لاتفاق سلام، مشيرا الى ايمان الحلو وافراد حركته بمبدأ السلام كهدف من اهداف ثورة ديسمبر المجيدة.

وقال ساطع انهم يعملون كقوة سياسية للدفع في هذا الاتجاه، منوها الى ان فتح ملف السلام وتقييم رؤى الحلو وعبد الواحد به حديث سابق لاوانه.

ونفى ساطع ان تكون هناك ضغوطات مورست على الحلو وعبد الواحد من اجل الانضمام لركب السلام، لافتا إلى ان صوت العقل هو الذي يقود للانضمام.

ويرى ساطع انه وبانضمام الرجلين سيصبح السلام شاملا، مشددا على ان انضمامهما سيحل حوالي 97% من الاشكاليات، وأضاف: “ستكون هذه النسبة قادرة إلى احداث تحول ديمقراطي؛ وستكون عالجت عددا كافيا من القضايا التي ادت إلى حمل السلاح بعد المناقشة لها ووضع الحلول”.

هنالك مؤشرات موضوعية
المحلل السياسي ماهر أبو الجوخ يذهب في حديثه لـ(السوداني) بالتأكيد على أن السلام أصبح قريباً على الرغم من عدم التوصل لاتفاق، مشيرا الى ان الوضع الآن مختلف عما كان عليه من قبل بحسب المؤشرات الموضوعية. وأوضح أبو الجوخ أنه برغم رفض عبد الواحد مسار سلام جوبا إلا أن لديه اتصالات مع حكومة جنوب السودان، لافتا الى ان القضية المفصلية للحلو تتمثل في علاقة الدين بالدولة، منوها الى ان التصريحات المنسوبة لعضو وفد التفاوض الحكومي الفريق اول شمس الدين الكباشي خلقت آثار وتوترات بيد ان المسار العام يثبت حدوث اختراق كبير في قضية علاقة الدين بالدولة، الامر الذي يعني ان مسار الحلو قريب.

واشار أبو الجوخ إلى ان الاتفاق على ماتم التوصل اليه باتفاق سلام دارفور بتسليم المتهمين المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، بالاضافة الى زيارة المدعية العامة للجنائية الدولية لاول مرة في تاريخ الخرطوم ومنذ اصدار التوقيف في مواجهة متهمين رسميين سودانيين، يشير بان القضية الثانية المفصلية التي يتمسك بها عبدالواحد محمد نور حدث بها اختراق.

ويرى ابو الجوخ ان اعادة العلاقات الرسمية السودانية مع الاوربيين عموما والفرنسيين على وجه الخصوص وانخراط السودان في علاقاته مع اسرائيل، تمثل ضغوط اضافية على عبد الواحد حيث ان فرنسا واسرائيل حلفاء اساسيين لعبد الواحد، وبالتالي تحسن علاقاتهما مع الحكومة سيجعل باريس وتل ابيب تلعبان دوراً اكبر في تقريب الشقة بين عبد الواحد والحكومة وستتزايد الضغوط على عبد الواحد.

دفع أكبر للسلام
وقطع أبو الجوخ بأن هنالك تحولاً كبيراً يتمثل في التيار الرافض لعملية السلام داخل الحاضنة السياسية والذي مُنيه بهزائم سياسية كبيرة دفعت بالحزب الشيوعي للخروج من التحالف الحاكم، مشددا على ان هذا سيجعل المجموعة الحاكمة الآن بما فيها الحركات التي وقعت على سلام جوبا تصبح جزءا من عملية السلام، الامر الذي سيعطي قوة دفع أكبر للسلام، أي أن المجموعة التي كانت تفاوضها الحكومة لأكثر من عام من الجولة القادمة ستكون جزءا من وفد التفاوض الحكومي.

واضاف: “بكل تاكيد بتوقيع الحلو وعبد الواحد سيكون السلام شاملا لجهة انهما يمثلان الاطراف الرئيسية في الصراع وان كانت هنالك مجموعات صغيرة رافضة للسلام”.

واردف: “يمكن ان تظهر مجموعات صغيرة رافضة للسلام ليس لديها البعد السياسي الدولي والاقليمي، ووجود الاطراف الرئيسية سيضعفها وكذلك ستضعف اذا ما سارت التطورات في الارض في اتجاه المعالجة الحقيقية لمسببات الحرب، وستفقد الحرب مسوغها السياسي والموضوعي وقد تصنف هذه المجموعات كجماعات إرهابية”.

التفاوض لأجل السلام
نجحت الوساطات في تقريب وجهات النظر بين الحكومة والجبهة الثورية، خلال المفاوضات التي استمرت لأكثر من عام، مفضية إلى اتفاق سلام وقعه الطرفان في 3 أكتوبر الماضي على امل ان ينضم الحلو وعبد الواحد قريبا لركب السلام، وقد تم تشكيل لجنة لفصل الدين من الدولة ضمت في عضويتها جانب حكومي وآخر يتبع للحلو في الوقت الذي اكد فيه عبد الواحد إجراء حوار مع الحكومة بعد أن استجابت الأخيرة لمطالبه.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.