ظهر الفساد في البر والبحر.. والجزيرة!

إن صح الإعلان المتداول في مختلف الوسائط.. منسوباً لإدارة مشروع الجزيرة.. فسيكون الأمر غريباً حقاً ومريباً.. وسنضع الحقائق فقط أمام القارئ.. ليحدد بنفسه تقييمه لهذه الحقائق.. ما إذا كانت بالفعل مظهراً من مظاهر الفساد.. أم هو تجنٍ من جانبنا على إدارة مشروع الجزيرة .. التي قيل أنه قد جيء بها من وراء البحار .. لإنتشال المشروع من وهدته ..؟ فوفقاً للإعلان فإن إدارة مشروع الجزيرة ترغب في شغل أربع وظائف ترتيبها .. مدير مصلحة البساتين .. مدير وحدة الإنتاج الحيواني .. مدير مصلحة الهندسة الزراعية .. مدير إدارة الشؤون الإدارية .. ثم وضعت إدارة المشروع .. الشروط التالية لكل الوظائف .. أن يكون المتقدم سوداني الجنسية بالميلاد..أن لا يقل العمر عن 55 سنة.. أن يكون المتقدم حاصلاً على درجة البكالوريوس في الزراعة في التخصص الذي يناسب الوظيفة كحد أدنى .. وأن تكون لديه خبرة عملية لا تقل عن (10) سنوات.. فقط .. !!
وأن يكون على علم بالتعامل وتشغيل الحاسوب .. ! نعم على علم فقط .. وليس بالضرورة وجود شهادات دراسية أو تدريبية تؤكد هذا العلم بالتشغيل ..! ثم أكد الإعلان أن آخر يوم للتقديم 23/5/2021م على الإيميل المذكور ..!
كان هذا نص .. أو للدقة محتوى الإعلان .. وهذه هي الشروط التي تعتقد إدارة مشروع الجزيرة .. أنها كافية لاختيار الفريق الذي سيتولى الانطلاق بالمشروع إلى آفاق الإنتاج .. وإلى رحاب القرن الواحد والعشرين .. ليثير هذا الإعلان جملة أسئلة .. شكلاً ومضموناً .. فابتداءً فالمعروف أن مشروع الجزيرة تديره إدارة حكومية .. بالتالي ينبغي أن تلتزم هذه الإدارة قوانين العمل و ضوابط التوظيف في الوظائف العامة .. أي عبر اللجنة القومية للاختيار .. فلماذا نحت إدارة مشروع الجزيرة هذا المنحى المغاير .. أما موضوعاً .. ومع ملاحظة ضعف الشروط المطلوبة .. لشغل كل الوظائف على أهميتها وخطورتها وتأثيرها على العمل .. فاللافت أن الإعلان قد حدد سن الخمسة والخمسين كشرط لقبول الطلبات .. علماً بأنها قد حددت البكالوريوس كحد أدنى لقبول ذات الطلب .. مع خبرة لا تتجاوز العشر سنوات فقط .. وبافتراض أن أحدهم قد التحق بالمدرسة فى سن ست سنوات .. وهو أمر طبيعي في ذلك الزمان .. ثم أكمل سنوات الدراسة .. دون تعثر .. ليصبح عمره خمسة وعشرين عاماً .. ثم استوفى سنوات الخبرة العشر .. حسب طلب الإعلان .. ليصبح عمره خمسة وثلاثين عاماً .. بل قل قد بلغ الأربعين من عمره .. فما الذي يمنعه من التقدم لهذه الوظائف .. ؟ و هنا تترى الأسئلة .. ما هي الحكمة التي استندت إليها الإدارة في تحديد سن الخمسة والخمسين .. بل بأي حق أهدرت إدارة مشروع الجزيرة .. الحق الدستوري لمواطنين مؤهلين لشغل تلك الوظائف ..؟ ويمكن أن يكون هؤلاء بالآلاف .. قد أنهوا دراساتهم .. وربما أضافوا إليها شهادات عليا .. ثم حققوا السقف المحدد للخبرة بعشر سنوات .. فما ذنب أحدهم إن كان قد حقق كل هذه الإنجازات في سن الأربعين .. تنقص أو تزيد قليلاً .. علماً بأن لأهل هذه البلاد تقدير كبير لسن الأربعين .. فيسمونه .. عمر النبوة .. وهو كذلك .. حيث النضج والحكمة والقدرة على مواجهة التحديات .. ولكن يبدو أن لإدارة مشروع الجزيرة .. رأي آخر .. ففي ظنها أن الحكمة والقدرات الإدارية الفذة .. لا تأتي إلا في الخامسة والخمسين .. ترى كم يبلغ عمر محافظ مشروع الجزيرة ..؟ والذي جاءت به ثورة الشباب في عصر العلم إلى قيادة مشروع حلم السودان .. فأدار للشباب ظهره باحثاً عن الخمسينيين .. ثم اكتفى من العلم بمجرد تشغيل الكمبيوتر .. هل قلت باحثاً عن الخمسينيين ..؟ ربما يرابطون أمام مكتبه الآن .. في انتظار الثالث والعشرين من مايو ..!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.