كنت في .. سفارة اثيوبيا ! (2)

تحليل سياسي : محمد لطيف

شارك الخبر

تناولت بالأمس بعض جوانب ما دار في جلستي مع السفير الإثيوبي لدى السودان السيد ييبلتال ايميرو .. بمقر السفارة بالخرطوم .. ولعل أهمية إفادات السفير .. أي سفير .. تنبع من كونها تعبيرا عن موقف بلاده .. وليست وجهات نظر شخصية ..ونواصل اليوم عرض إفادات أخرى .. أو جانب آخر من ذلك الحوار .. ولعل واحدة من اكثر النقاط التى شغلت حيزا من ذلك الحديث .. موضوع توسيع قاعدة الوسطاء .. فقد قلت للسفير الإثيوبي .. كما تقول وزيرة خارجيتنا .. إن وساطة الاتحاد الأفريقي .. الذي مقره بأديس ابابا .. لم تحقق أي نتيجة ملموسة .. وأن المفاوضات اصبحت تدور فى حلقة مفرغة .. وأن هذا السبب هو الذي دفع بالمناسبة لتوسيع قاعدة الوسطاء .. إن جاز التعبير .. ولهذا طلب السودان إضافة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة .. بجانب الاتحاد الإفريقي بالطبع .. ولكن اثيوبيا ما تزال ترفض هذا المقترح وتتمسك بوساطة الاتحاد الإفريقي غير المجدية .. في رأي السودان ..!
حين بدأ السفير مناقشة هذه المسألة ..أصابني بالإرباك .. فقد بدأ حديثه بأنهم لا يرفضون أية مساعدات تعين على الوصول لحلول ودية .. قلت له ولكنكم ترفضون المقترح السوداني .. ؟ إنتابني إحساس .. أن اثيوبيا لسبب ما .. تعاني ما يشبه الفوبيا من التدخلات الخارجية .. فقد كان رده المباشر .. إن بلاده تفضل استمرار الوساطة الإفريقية وترفض أي تدخل خارجي .. قلت له إن العالم اصبح قرية ولم يعد جزرا معزولة وأن هذه الجهات التى اقترحها السودان هي الفاعلة في عالم اليوم .. ثم أشرح لي سيدي السفير .. كيف ترحبون بأية مساعدات وفي ذات الوقت ترفضون أية وساطة خارجية؟ .. قال لي السفير .. نحن نرحب بهذه الجهات إن جاءت للمساعدة .. أي جهات ميسرة .. أما إن تأتي كوسطاء لهم حق التدخل فهذا ما لا نقبله .. ثم مضى شارحا .. لقد جربنا الدور الأمريكى من قبل .. كان كارثيا .. على حد قوله .. ثم يضحك السفير ..وهو يقول لي .. واحدة من اغرب نتائج قبولنا بدور امريكي .. أن رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب هددنا بالقصف …. لن نسمح لأحد أن يفعل ذلك مرة أخرى .. ورغم أنني قلت له إن ترامب حالة إستثنائية لا يقاس عليه .. إلا أن السفير ظل متمسكا بالموقف الرافض لأية وساطة تأتي من خارج القارة .. رغم قبوله بأية مساعدات تأتي من خارج القارة .. دعما للمفاوضات..!
قلت للسفير رغم أنني من المؤمنين بفوائد سد النهضة على السودان .. إلا أنني اختلف بشدة مع طريقة اثيوبيا في إدارة الأزمة الحالية .. كان موقف السودان مرنا جدا .. ولكنكم دفعتموه الى التشدد .. لأنه يدافع عن مصالحه فقط .. تحدث السفير حديثا دبلوماسيا مطولا عن علاقات البلدين .. وعن إمكانية حل كافة الخلافات .. إذا ترك الأمر للبلدين .. الإشارة واضحة بالطبع .. وقد سألت نفسي سؤالا .. هل يمكن فصل قضية السودان وتحفظاته على السلوك الإثيوبي .. عن مواقف أخرى موجهة ضد السد نفسه .. لا طريقة إدارة الأزمة فحسب ..؟!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.