هل عاد الفساد إلى.. قطاع الدواء..؟

تحليل سياسي : محمد لطيف

شارك الخبر

لا زلت اذكر ذلك اليوم الذي زارني فيه الدكتور ياسر ميرغني الأمين العام لجمعية حماية المستهلك.. لا بصفته هذه.. بل بوصفه رئيسا لاتحاد الطلاب السودانيين بباكستان.. حيث كان يدرس الصيدلة هناك.. كان ذلك في العام 1987.. كنت وقتها سكرتير تحرير صحيفة الأيام.. وهو اليافع فرض علينا أن نفرد له مساحة مقدرة في صحيفة الأيام الرصينة.. ليتجاوز في طرحه قضايا الطلاب الى قضايا الديمقراطية وضرورة حمايتها.. وكأن ياسر الذي أثبت رؤية ثاقبة أثبت أنه يفوق الكبار.. وهو يحذر من مخاطر تتهدد الديمقراطية.. فبعد عامين سقطت الديمقراطية.. ولكن ياسر لم يسقط.. بل ظل شامخا بطوله الفارع.. يفرض علينا في كل يوم خوض معركة ما.. في مكان ما.. ضد فساد ما.. فخضنا سويا نحو عشر معارك في قطاع الأدوية فقط.. دربات كور الملوثة.. قضية الادوية الفاسدة.. قضية الإمدادات الطبية و فساد 34 % من ادويتها..
ولن أنسى يوم الرابع من فبراير 2008.. حين أصدرنا صحيفة السوداني يتصدرها العنوان الرئيسي.. تبرئة د. ياسر ميرغني في مواجهة الإمدادات الطبية.. وغني عن القول أن ياسر كان قد كسب معركته القضائية ضد الفساد.. ثم قضية اجهزة توطين العلاج بالداخل.. و التآمر على المجلس القومي للأدوية والسموم.. ثم قضية الاغذية المحورة.. قضية السكر الفاسد.. قضية انتهاكات الاطفال فى تراحيل المدارس.. قضية المبيدات.. ولكل ما سبق اعتدت ألا أراجع خلف ياسر ميرغني..ولسبب من هذا ايضا.. فإن ما كتبه عن شبهة الفساد في مزاد الأدوية.. لا يحتاج مني لتدخل.. واتحمل معه كامل المسئولية في كل حرف كتبه.. فأقرأوا ما كتب ياسر واحكموا..!
(جولة شاملة قمت بها اليوم بين وزارة التجارة وبنك السودان ووزارة الصحة بخصوص مزاد بنك السودان رقم 10/2021.. هذا المزاد تم فيه كثير من التغيير عن المزادات السابقة .. فى السابق كانت الادوية البشرية والادوية البيطرية تتم عبر خطاب عدم ممانعة من المجلس القومى للادوية والسموم.. هذا المزاد رقم 10/2021 تم فيه تغيير الطريقة.. وذلك بتحديد الأصناف حسب كود الجمارك كما قال لنا مدير الاستيراد بوزارة التجارة الاخ عمر.. المهم المبرر له ولهم غير مقنع وبعد الاطلاع على دليل الجمارك لم نجد ما يفيد بالاسماء.. التجارية المكتوبة وده بيت القصيد.. مدير الاستيراد بوزارة التجارة اقر بانه كتب القائمة المرفقة ومن حديثه اتضح ان هنالك أيادي عبثت بالقائمة.. هنالك اصناف كتبت بأسماء تجارية لشركات معينة وليس بالاسم العلمي (وهذه معركة كنا خضناها مع الراحل الدكتور الزين الفحل حين كان أمينا عاما لمجلس الأدوية والسموم).. من المحرر..!
ويواصل دكتور ياسر روايته..(هنالك اصناف تابعة لقائمة الاكتفاء الذاتي والتي تصنعها اكثر من 12 مصنعا وطنيا سودانيا.. (ولنا سويا في توطين صناعة الدواء جولات وجولات).. من المحرر..!

ويمضي ياسر.. ( قابلت ببنك السودان اكثر من شخص.. قابلت وكيل وزارة التجارة.. قابلت مدير الاستيراد بوزارة التجارة.. قابلت وكيل وزارة الصحة.. قابلت وزير الصحة.. قابلت مستشاري وزير الصحة .. كان معي فى اجتماع وزارة الصحة رئيس غرفة المستوردين يوسف شكاك والناطق الرسمي باسم غرفة مصنعي الادوية مأمون الطاهر.. وزارة الصحة نفت علمها بالقائمة
.. بنك السودان قال إن القائمة اتت من وزارة التجارة.. وزارة التجارة لأول مرة تتدخل فى استيراد الادوية منذ العام 1990.. لكل ذلك طالبت بالتحقيق في العبث الذي تم في القائمة .. وطالبت بأن يكون خطاب عدم الممانعة لاستيراد الدواء مصحوبا بفاتورة الشراء من المجلس القومي للادوية والسموم الزاميا ومن ضمن متطلبات المزاد
.. ثم يختتم ياسر ميرغني رسالته الكاشفة والمفحمة.. سنواصل حتى نحسم الأمر ونضمن ان لا يتكرر مرة اخرى.. وزارة التجارة لا علاقة لها باستيراد الادوية والمبيدات..! ونحن معه مواصلون..!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.