قبل مليونية 16 أكتوبر تفاصيل مؤتمر صحفي في طريق العودة إلى منصة التأسيس

الخرطوم ” الزين عثمان
منتصف نهار أمس يتابع السودانيون عدداً من الأخبار العاجلة مصدرها رئيس مجلس السيادة حيث نقلت قناة الشرق عن الفريق البرهان قوله لا حل للوضع الراهن إلا بحل الحكومة الحالية وطالب أيضاً بتوسيع قاعدة الأحزاب السياسية في الحكومة الانتقالية والإسراع في تشكيل مجلس تشريعي يضم كل الطيف السياسي السوداني باستثناء حزب المؤتمر الوطني المحلول. في ذات يوم أمس من فاتته عواجل رئيس مجلس السيادة عليه ملاحقة الأحداث داخل قاعة الصداقة حيث أقيم مؤتمر صحفي من أجل تقديم مسودة مشروع التوافق الوطني لوحدة قوى إعلان الحرية والتغيير حيث لم يكن خطاب وزير المالية جبريل إبراهيم ومن بعده قيادات الجبهة الثورية التوم هجو ومحمد سيد أحمد لتختلف عن خطاب البرهان وكذلك الأمر مع يحيى الحسين وممثل الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد.
العودة لمنصة التأسيس
الطريق إلى قاعة الصداقة لم يكن سالكاً الزحمة في قمتها القاعة والشوارع من حولها تحولت إلى شبه ثكنة عسكرية درجة الحماية كانت فوق المعتاد وقام بها بشكل رئيسي جنود يتبعون لحركات الكفاح المسلح وبالطبع حضرت طواقم الحراسة الشخصية لقيادات حركات الكفاح المسلح. المؤتمر الذي كان مقرراً له الواحدة تغير للساعة الثانية وانطلق حقيقة عند الثالثة إلا بضع دقائق والسبب بحسب ما تم تداوله انشغال من كان يجب جلوسهم في المنصة باجتماعات القطاع الاقتصادي وعلى رأسهم وزير المالية جبريل إبراهيم بينما غاب عن الحضور أمس مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية وأحد المهمومين بموضوع العودة لمنصة التأسيس مبارك أردول بينما اتخذ خميس جلاب موقعه منذ وقت باكر في منصة المؤتمر الصحفي قبل أن يلتحق به محمد سيد أحمد والتوم هجو الذي قال إنه جاء من سنار خصيصاً لهذا المؤتمر الذي يتخذ أهميته من كونه سيعيد معادلة الواقع السياسي وإعادة رسمه بشكل جديد.
قيادة الثورة
كان رئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية عضو مجلس الشركاء جبريل إبراهيم أول المتحدثين في المؤتمر الصحفي حيث ابتدر كلمته بضرورة قيادة الثورة من أجل تحقيق أهدافها وهو أمر من أجل حدوثه يجب إعادة النظر فيمن يسيطرون على تحديد القرار السياسي الآن وعدم تركه تحت سيطرة مجموعة بعينها. جبريل إبراهيم هاجم ما اسماها بمجموعة الاختطاف وسياساتها التي قال إنها ستورد البلاد مورد الهلاك وأن الطريق الوحيد لمواجهتها هو الاصطفاف السوداني على هدى الوفاق الوطني الذي لا يستثني إلا منسوبي حزب المؤتمر الوطني وطالب جبريل بتوسيع قاعدة الشراكة في الفترة الانتقالية وبضرورة تكوين مجلس تشريعي قال إنه يجب ألا يكون نسخة طبق الأصل من الحكومة وحذر جبريل من زعزعة العلاقة مع المكون العسكري لجهة أنها ستؤدي لزعزعة الاستقرار في البلاد وأضاف لا نريد حكومة تختطف الصحفيين لأن الإنقاذ كانت قبيحة لكن الأقبح منها هو الاستمرار في ذات سلوكياتها بعد الثورة وقال ‘ن عدم الاستقرار السياسي وتنامي الاتهامات بالانقلاب أمور ستؤثر على الواقع الاقتصادي مثلها وعملية إغلاق الطريق نحو الميناء في بورتسودان.
هجوم جلاب
بعد جبريل استلم مايكرفون الحديث القيادي في الحركة الشعبية شمال خميس جلاب والذي بدأ حديثه بمهاجمة الحكومة الانتقالية وسياساتها وقال إن من يديرونها في الخرطوم يعيشون حالة من العزلة التامة بينهم والآخرين من مكونات السودان حيث لا يرون في السودان أكثر من امتدادات الخرطوم ورهن جلاب حلحلة القضايا العالقة الآن والوصول بالفترة الانتقالية لبر الأمان يتم بتفكيك لجنة التفكيك وإعادة النظر في تكوينها وفي أدوارها وأيضاً ضرورة تفكيك سيطرة مجموعة الأربعة على القرار وقال إن عدم وعي هذه المجموعة بضرورات الحكم زاد من عزلتها وكذلك معاركها ففي الوقت الذي تخوض فيه معركة من أجل تحويل السلطة في السيادي للمدنيين هناك سودانيون لا يعلمون أساساً بأن هناك مجلس سيادة أو وثيقة دستورية كل ما يرغبون فيه الحياة بسلام وتوفير مطلوبات العيش الكريم التي لا يبدو أنها جزء من حسابات السلطة الخرطومية بالنسبة لخميس جلاب فإن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لا يصلح ليكون وسيطاً بين فرقاء الحرية والتغيير ففي اجتماعهم به بدا يميل نحو مجموعة الاختطاف كما اسماها وختم أن أهل الشرق يعانون من أمراض القرون الوسطى ولهم قضية حقيقية وأنه يجب تكوين برلمان من الشفاتة والكنداكات.
أحقية الدعوة لاعودة
في مداخلته ممثلاً لمسار الشمال قدم محمد سيد أحمد ما قال إنها فذلكة تاريخية تؤكد أحقيتهم بالدعوة من أجل العودة إلى منصة التأسيس وأنهم في نداء السودان أول من طرح مشروع إسقاط نظام البشير حين قاموا بتحويل الجماهير من الذهاب للبرلمان بحسبما يرغب تجمع المهنيين إلى القصر الجمهوري في أولى المواكب بينما حسم القيادي في الحزب الاتحادي الجبهة الثورية التوم هجو الأمر بقوله إن تجمعهم في قاعة الصداقة هو تجمع الحرية والتغيير الأصل بينما الفرع هم أولئك الذين يرغبون في سلب الثورة من صناعها الحقيقيين وتحويلها لمجرد محاصصات لأحزاب لا تملك رصيداً في الشارع. هجو حمل ياسر عرمان كل ما يجري الآن ووصفه بأنه عراب الانشقاق في الفترة الراهنة وأضاف ساخراً (ياسر عرمان لو ما لقى زول يفرتقه بفرتق روحه) وعضد حديثه بالقول إن معظم المشكلات التي ظهرت علي الساحة ظهرت بعد صعوده إلى كرسي المستشار في مجلس الوزراء وهو ما يؤكد على كونه خميرة لعكننة الانتقال وأن الطريق إلى الأمام يتطلب بالضرورة إعادة النظر في المشهد بكلياته وإعادة الأمور لنصابها الصحيح. وتحدث التوم هجو الذي قال إنه لحق بالمؤتمر قادماً من سنار عن أزمات الناس هناك وأرجعها بشكل رئيسي لحزب المؤتمر السوداني وقال إن مصيبة الناس في سنار أن مسؤولية حكمهم كانت من ضمن كرتلة المؤتمر السوداني ونطق اسمه المؤتمر الوطني قبل أن يعود مستدركاً لا فرق فهؤلاء يشبهون السابقون في تمسكهم بالسلطة بغض النظر عن مآلات هذا التمسك ونتائجه.
الهجوم على لجنة التفكيك
في مؤتمر القاعة ومن أجل العودة لمنصة التأسيس تطلق المنصة هجوماً كثيفاً علي لجنة تفكيك التمكين الأمر ابتدره وزير المالية جبريل إبراهيم قبل أن يمضي في ذات النهج خميس جلاب الذي طالب بضرورة تغييرها وتغيير الشخوص بإضافة آخرين بينما حملها التوم هجو المسؤولية المباشرة فيما قال إنه بوادر فشل للموسم الزراعي في سنار ما كان له أن يحدث لولا قراراتها الخاصة باسترداد ممتلكات من معاوية البرير وأن غياب الرأسمالية الوطنية أمر سيكون له أثره السلبي في نهاية المطاف بينما هاجمه وبضراوة علي عسكوري والذي قال إن حديثه عن اللجنة يأتي عن تجربة حيث عمل فيها في فترة شغله وظيفة في وزارة المالية ويومها اكتشف أن من يقومون عليها لا علاقة لهم بالعمل من قريب أو من بعيد وأنهم لا يفقهون شيئاً. وأضاف عسكوري التفكيك لا يعني أن تحرم البسطاء والمساكين من وظائفهم بمبررات انتمائهم للحزب المحلول المؤتمر الوطني كان مؤسسات ولم يكن أشخاصاً وقال عسكوري اللجنة الآن لم تعد لجنة لتفكيك التمكين وإنما حزبا سياسيا يجب مواجهته وفي مداخلته نفى عسكوري أي شكل للارتباط بين مطالبهم وتهيئة البيئة للانقلاب العسكري مؤكداً على إيمانهم بالتحول الديمقراطي عبر صناديق الانتخابات التي لا يرد ذكرها من قبل المجموعة الأخرى.
مشروع التوافق
قررت مجموعة الحرية والتغيير العودة لمنصة التأسيس من خلال إعلانها عن أن يوم السادس عشر من أكتوبر سيكون هو الميقات المحدد لإعلان وحدة قوى إعلان الحرية والتغيير وذلك بعد أن قرأت المنصة مسودة مشروع التوافق الوطني للوحدة المنتظرة والتي تعمل من أجل الحفاظ على وحدة التراب السوداني في المؤتمر شارك الأمين داؤود رئيس الجبهة الشعبية المتحدة وتحدث عن أزمة الشرق والتي قال إنه تمت صناعتها بسياسة المركز القاصر وبدعم من إبراهيم الشيخ مؤكداً على أنه لن يدخل في مواجهة مع رئيس نظارات البجا والعموديات المستقلة واصفاً ما يحدث بأنه مؤامرة هدفها الرئيسي نقل صراع دارفور إلى شرق السودان والاستمرار في ذات منهج الفشل في إدارة التنوع السوداني بما لا يقود لتحقيق أهداف الثورة. أيضاً شارك في المؤتمر الصحفي ممثل للناظر ترك وأعلن دعمه للخيارات نحو التغيير بالإطاحة بالحكومة الراهنة ومشاركتهم في موكب السادس عشر من يناير الذي أعلنت المنصة على أنه سيكون مليونية في كل شوارع البلاد وغاب عن المؤتمر الصحفي رئيس حركة تحرير جيش السودان أركو مناوي بينما أكد ممثل الحركة على كامل دعمهم لخيار استمرار الشراكة مع المكون العسكري لأن فيها مصلحتهم ومصلحة البلاد في المؤتمر شن المشاركون هجوماً عنيفاً على المؤسسات الإعلامية الرسمية التي قالوا إنه يتم توظيفها من قبل مجموعة الأربعة رغم وجود كاميرا التلفزيون القومي في المنصة وهدد التوم هجو بتسيير موكب من أجل استعادة مؤسسات الشعب السوداني الإعلامية من مختطفيها.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.