بت حمدوك وحيوان الجزيرة

استفهامات…أحمد المصطفى إبراهيم

شارك الخبر

 

في زمن مضى والصحف منتشرة ومتنافسة وكانت من مصادر الأخبار وبعض من تثقيف، يومها كان عدد الكُتاب يمكن حصره ومشاهيرهم على الصفحات الأخيرة هم نجوم المجتمع. الآن وقد (انبشكت) الوسائل والوسائط، وكثر الكُتاب. من يومين عثرت على مقال للدكتور علي عبد الساتر غاية المتعة وزيادة المعرفة روعة سرد رهيب، وفي نفس اليوم أو قبله عثرت على مقالات للأستاذ محمد المرتضى حامد، شيء ممتع لدرجة تنسيك هموم هذه الأيام، هذان مثالان وطبعاً يصعب حصر الكتاب مع انتشار المواقع.
بعد مقال (فصل الحيوان عن الزراعة) جاءتني الرسالة أدناه من مولانا التقي، وهو قاضٍ سابق ومحامٍ حالياً، أو الأستاذ محمد علي خير السيد . اسمان لقامة واحدة. إلى مقاله وشكواه لضو البيت وزير الري.
بت حمدوك:
على عنقريب هباب جلست ومدت رجليها وخلفها جلست (بت ولدها) تمشط لها شعرها الذي أبيض، وتدهنه بقليل من الزيت، أمامها جردل ماء وقطعة زير مكسور مدفون في الأرض ازدحمت عليه (كبسته) حمامات وجدادات وحملان وسخلان أحدثن ضجة لم ترض بها (سعاد) لأنها كنست الدار قبل قليل فصاحت لها الجدة (يا بتي النعمة رفلة) والله الحيوانات ديل شاركننا في عرضنا، فالصيف ضيع اللبن حيث جفت الترع التي تروى هذه البهائم بسبب تقليد قديم يقضي بذلك خلال الصيف، ولم تحدث صيانة أصلاً أغلقت وزارة الري الكنار في قنطرة (57)، وجف فم طابت وجفت أحواض الآبار الارتوازية في القرى والحلال بسبب قطوعات الكهرباء المستمرة فضجت السابلة واختلط صوت الناس برغاء الضأن ونهيق الحمير (وجعار البقر) كأنها تخرج في مسيرات هادرة طالبة الماء، فأنشدت بت حمدوك قائلة:
ضوء البيت/أديك الزيت/ في البيت
الجدادة والعنز تقول
يا ريت
ألق الموية
في البيت
وست البيت
تقول
يا ريت م سعيت
لا لبن ولا محويت
من عدمن
بكوزعيط ومعيط
•ضو البيت فك الموية خلي بت حمدوك تشرب، وحمامها يشرب، وجدادها يشرب، فالحيوان جزء من الدورة الزراعية…….
التقليد الذي رزحت فيه إدارة مشروع الجزيرة أفقر المزارع، وأقعد بالمشروع، فلا محاصيل نقدية جديدة ولا تطور في قنوات الري حتى تصبح الزراعة طول العام، ولا اهتمام بأعلاف الحيوان، ولا تفكير في الصناعات التحويلية، بل دمرت المحالج والمطاحن، وسلب بنك المزارع من اختصاصه وأصبح بنكاً لتمويل الركشات والتكاتك.
دعونا نتفاءل بإنشاء شركة الجزيرة والمناقل فنحلم بمطار المسيد ودعيسى لتصدير الخضر والفاكهة، ومطار ومسلخ المناقل لتصدير اللحوم بأنواعها، وميناء الحصاحيصا الجاف لتصدير الأقطان والبقوليات ومنطقة حنتوب الحرة :”انا ماشي حنتوب اشتري بوكس موديل الفين وتلاتين أنا بحلم، مالو الحلم حرام، بسم الله ضوء البيت نحنا عطشانييييييين وبهايمنا عطشانه فك الموية.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.