الحكومة حكومة البرهان، والمسؤولية مسؤولية البرهان

كلام صريح….سمية سيد

شارك الخبر

 

 

 

 

أكثر من عشرة أيام تعيش قرى الجزيرة مأساة إنسانية جراء السيول والفيضانات دون أن يظهر أي رد فعل حكومي ولو بإصدار بيان تضامني مع المتضررين.

 

بعيدًا عن الخوض في تفسيرات تفقد رئيس مجلس السيادة البرهان ونائبه حميدتي ومدير شركة الموارد المعدنية أردول  للمناطق المتأثرة بالسيول في ولاية نهر النيل وإظهار التضامن مع أهلها،  فإن غياب الفعل الحكومي تجاه منطقة المناقل وما حولها من قرى في ولاية الجزيرة يفتح الباب أمام أسئلة عديدة، وتأويلات تتجه نحو تمييز غير إيجابي بين مناطق السودان المختلفة.

 

الفريق البرهان هو المسؤول الأول وليس الأخير عن التباطؤ في درء الكوارث التي حدثت، طالما أنه المسؤول الأول والأخير في حكومة السودان التي تفتقر للجهاز التنفيذي والتشريعي  والتي أصبحت تحت إدارته المباشرة

 

كان على رئيس الدولة أن يشرع فورًا في تحريك كل الأجهزة الرسمية والشعبية في نفرة قومية لنجدة المتضررين في كل ولايات السودان .بدءًا من القوات المسلحة، والشرطة والدفاع المدني، ورجال الأعمال والبنوك ومنظمات المجتمع المدني، وأجهزة الصحافة والإعلام، والأحزاب السياسية .

 

لكن الحكومة والمعارضة مشغولتان بأمور السياسة والتشاكس حول المناصب بعيدًا عن هموم الجماهير ..لكن لو كانتا تعيان لكانتا قد أدركتا أن هذه القضايا المصيرية هي التي تقربهما من السلطة .

 

ما نراه عبر الفضائيات العالمية أمر مخجل لنا كدولة ..حكومة ..ومجتمع ..وإعلام..

 

في إحدى قرى المناقل ماتت إحدى السيدات هي وجنينها من النزيف لعدم وجود إمكانية للوصول بها إلى مستشفى .وبعد موتها لم يجدوا لها شبرًا من أرض جافة لدفن الجثمان الذي ظل فترة طويلة بتراكتور .

 

في قرية الطقيع شمال المناقل تظهر فديوهات صادمة لعربات يجرفها السيل وبداخلها أطفال ونساء ..ومثل هذه الحوادث الكثير مَّما يملأ مواقع التواصل الاجتماعي . من موت للمواطنين وهدم للمنازل وضرر لمساحات زراعية شاسعة ،ونفوق للحيوانات ومن صور صادمة تبثها الفضائيات العالمية عن خيبتنا.

 

مؤسف أن نقرأ ما يسطره قادة الأحزاب من تعاطف سلبي مع مأساة المتضررين من الكوارث الطبيعية ..لا يقومون بأي فعل حقيقي باستنفار عضويتهم من شباب ورجال أعمال للمساهمة في رفع الضرر ..ومؤسف أكثر ضعف الدور الحكومي في التعامل مع القضية ..كل تصريحات المسؤولين تناشد المواطنين بعدم تشييد المنازل على مجرى السيول، في حين أن قرى الجزيرة المتأثرة الآن موجودة في نفس مواقعها من عشرات السنوات.

 

هذه المأساة المستمرة منذ أيام لن تنتهي مع نهاية السيول والفيضانات بتدمير المنازل والمدارس والمراكز الصحية، وفقد الأرواح، ولا بتشريد آلاف الأسر وانعدام الغذاء، بل ستبدأ كوارث جديدة، هي كوارث بيئية بانتشار الأوبئة والأمراض ..وطبعًا لا الحكومة ولا المنظمات الأهلية مستعدة..

 

المطلوب الآن وبأسرع ما يمكن عمل نفير شعبي من كل أهل السودان من مغتربين ورجال أعمال وشباب لدرء آثار الأمطار والفيضانات في كل ولايات السودان.

 

رشحت بعض المعلومات تشير إلى أن ما حدث بولاية الجزيرة ليس بالأمر الطبيعي لمعدلات الفيضانات المعهودة سنويًا، وأن كمية الأمطار ليست بقدر حجم السيول التي خلفت مثل هذه الأضرار، إذ أرجع السبب لتمنع إثيوبيا منح السودان المعلومات اليومية من سد النهضة  الخاصة بعد الملء الثالث لمعرفة كميات المياه التي تصل خزان سنار. ويقال أيضًا أن إثيوبيا فتحت بوابات سد النهضة الأمر الذي أدخل كميات ضخمة تفوق المعدلات الطبيعية لخزان سنار  مما يؤدي إلى تدميره فاضطرت وزارة الري السودانية فتح أبواب خزان سنار لعبور المياه حتى لا ينهار، الأمر الذي أدى إلى فيضان ترع المناقل بهذه الصورة ..لكن حتى الآن لا وزارة الري ولا إدارة مشروع الجزيرة ولا أي جهة رسمية أكدت ولا نفت ذلك.

 

 

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.