والي الخرطوم قائد شجاع  

على الورق .. ابراهيم الصافي

شارك الخبر

في البلدان المتطورة والناهضة يتقدَّم المسؤول – مديرًا كان أو وزيرًا – باستقالته من موقعه أو منصبه إذا شاب إدارته أي قصور أو خلل في أدائها الإنتاجي أو الخدمي، وذلك استشعارًا لمسؤوليته تجاه الأمانة المُكلَّف بالمحافظة عليها؛ وإلا فإن التفريط فيها يعني خيانتها، والإحساس والغيرة الوطنية هما اللذان يدفعان المسؤول إلى التفاني في عمله رقابة ومتابعة مباشرة، ولا يتهاون أبدًا في التراخي والإهمال، والثواب والعقاب عنده مقترنان.

والإداري الناجح هو الذي يحمل همّ الوطن والمواطن، ويتفانى في إداء واجباته مسنودًا بالكوادر العاملة معه كافة، ويتحلَّى دائمًا بالشجاعة في إعلان تقصيره أو فشله، والإفصاح عن المعوقات أيًّا كان مصدرها، سواء كان مصدرها هو نفسه، أو رئيس الدولة، أو الموظفين والعمال.

ومن هذا المنطلق يمكن وصف والي الخرطوم المكلف   أ. أحمد عثمان حمزة بالقائد الشجاع لاعترافه بوجود قصور في توفير الأمن والخدمات، وقضايا معاش الناس بالولاية، وتدهور الطرق، ونقص إمدادات مياه الشرب، وتراكم النفايات، ومشكلات التعليم والصحة وتصريف مياه الخريف وغيرها، ولصراحته في تحديد أسباب هذا القصور المتمثلة في غياب العديد من لجان التغيير والخدمات عن المشهد التنفيذي ما أدى إلى فجوة كبيرة بين المحليات واللجان، وكشف غياب دورها كحلقة وصل بين الحكومة والمواطن.

يقول بريان تراسي: “يتعامل الناجحون مع الفشل عن طريق تقبله دون توتر، أما غير الناجحين فسيسمحون له بأن يوقفهم، وبينما يتعافى الناجحون ويواصلون المضي قدمًا إلى الأمام، فإن غير الناجحين غالبًا ما يتخلُّون عن المحاولة ويتقهقرون… وأن الاستعداد العقلي لمواجهة التقصير والنهوض من أي كبوة يُمثل إحدى تقنيات التفكير على الإطلاق”. ويقول مارك توين: “هناك آلاف الأعذار للإخفاق؛ لكن ما من سبب وجيه له مطلقًا”، بمعنى أن كل الأسباب شكلية ومصطنعة.

 لذلك فإن اعتراف والي الخرطوم بوجود قصور في كثير من الخدمات المنوط بالولاية تقديمها، وتحديد أسبابها؛ يعني توفّر الهمة والإرادة لديه لمعالجة كل المعوقات والإخفاقات في مختلف إدارات الولاية، وتنمية روح النشاط والإخلاص وتزكية الحس الوطني في نفوس الكوادر العاملة لتصحيح المسار ورفع كفاءة الأداء بهدف تقديم خدمات متميزة وعاجلة لجمهور الولاية ورفع المعاناة عن كاهله، فضلًا عن إبراز الوجه المشرق للعاصمة الوطنية.

بالطبع في إمكان الولاية استنفار طاقات الشباب والشابات وجمهور الولاية قاطبة للمشاركة في معالجة البثور التي تشوِّه الوجه الجميل لطرقات العاصمة وأحيائها وأسواقها وساحاتها، ولإسنادها بالفكرة والاقتراح والجهد البدني والدعم المالي المباشر لمواردها بُغية مساعدتها في تنفيذ برامجها الخدمية في عملية تضافر وتكامل حقيقي بين الجانبين، وهذا ممكن جدًّ حال توفُّر الثقة بينهما، فالمواطن إذا تبيَّن أن دعمه ينعكس على تحسين وتطوير الخدمات؛ فسيضاعفه حتمًا، أما إن شعر أن الأمر لا يختلف عن: (القومة للسودان)؛ فسيقبض يده ويشًدَّ (سوستة) محفظته.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.