لقاء فولكر (الإيجابي) بالمقاومة..هل سيكون له ما بعده؟

الخرطوم: هبة علي

 

على نحو غير متوقع وصف رئيس البعثة الأممية بالبلاد فولكر بيرتس تحليل نشطاء المقاومة بالواقعي ووجهات نظرهم بالواضحة عقب لقاء جمعه بنشطاء المقاومة الذين يرفضون على الدوام لقاء الرجل، وعندما وافقوا على لقائه بصورة رسمية عبر التنسيقيات اشترطوا عليه البث الحي للحوار الذي سيتم الأمر الذي اعترض عليه فولكر ليسخر جهوده لاحقًا بصورة أكبر على المبادرات الساعية لحل الأزمة..

 

 

ما قاله فولكر؟

وبتدوينة على صفحته الرسمية، أمس الأول أعرب رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس، عن إعجابه بتحليل الشباب الناشطين في لجان المقاومة.

وقال فولكر إنّه عقد نقاشًا هادئًا مع عددٍ من الشباب الناشطين في لجان المقاومة.

وأضاف”كالعادة ، فإنّني معجب بتحليلهم الواقعي، ووجهات نظرهم الواضحة، ومنظورهم طويل الأمد وأسئلتهم ومقترحاتهم للأمم المتحدة.

 

تقاطعات مع النظام العالمي

ويرى مراقبون أن حديث فولكر الإيجابي عن لجان المقاومة سيصب في اتجاه دعمها من المجتمع الدولي لتتغير بناءً عليه موازين القوى المحلية، بيد أن المحلل السياسي د. الحاج حمد لا يعول على ذلك كثيرًا بإشارته إلى أن النظام العالمي له مصالح مع العسكريين متشابكة كثيرًا كالجنود السودانيين باليمن الذين يعملون لصالح السعودية ودول الخليج العربي، والهجرة من غرب إفريقيا وهي لصالح الاتحاد الأوربي، بالإضافة إلى أنه ولأول مرة في تاريخ السودان تدخل إسرائيل كشريك أساسي في السياسة السودانية من سيطرتها على الحركات المسلحة، مشددًا على أن كل هذه التدخلات المحلية لن تغير المشهد كثيرًا، وتابع: فولكر كلما رأى رجلًا قال هذا ربي.

وأكد حمد بحديثه لـ(السوداني) أن لجان المقاومة نجحت في جعل العسكريين ييأسوا من السلطة والسياسة وبذات أنفسهم صرحوا بعدم إمكانيتهم الاستمرارية في الحكم .

وأشار إلى أن مهمة فولكر الأساسية الجلوس مع النظام العالمي وعكس ما يحدث بالبلاد من نجاح للثوار في تعطيل الانقلاب وإيقافه إلى أن اقتنع العسكريون بترك الحكم، وأيضًا مهمته أن يحث النظام العالمي على تغيير وجهة نظره تجاه العسكريين وهذه المشكلة الرئيسية التي تواجه فولكر.

وأضاف حمد: حديث فولكر بإيجابية عن لجان المقاومة ستدعه يعكس عن مدى تحرك المجتمع الدولي نحوهم، وهو كذلك بداية لاستعادة التفكير المتوازن من النظام العالمي نحو القوى الوطنية في مبادراتها للحوار الوطني.

وقطع حمد بأن الصورة أصبحت الآن واضحة للنظام العالمي وعليه أن يختار بين التسليم الكامل كما طالبت بذلك لجان المقاومة،واردف: التسليم ليس بالضرورة أن يكون لحكومة فمسبقًا تم التسليم من البشير للجنة من الحرية التغيير وكانت تمثل قوى الثورة مجتمعة ذات الشيء يمكن أن يحدث الآن للجان المقاومة لتبدأ الفترة الانتقالية الحقيقية.

واستدرك لافتًا: جميع القوى الآن من عسكريين ومدنيين تحت رحمة لجان المقاومة لأنها فرضت عليهم طريقها بلاءاتها الثلاثة حتى اقتنع العسكريون بذلك بيد أنهم مازالوا في السلطة بأمر النظام العالمي .

 

 

 

متوقف على أجندة الاجتماع

لجان مقاومة الخرطوم أعلنت باكرًا ومنذ الاتفاق السياسي بين (قائد الجيش عبد الفتاح) البرهان و(رئيس الوزراء عبد الله حمدوك) ،الذي رفضته وقالت إنه  فاقد للسند الشعبي والسياسي، اعتبرته شرعنة للانقلاب، ولا يقود للانتقال الديمقراطي المدني، مشددة على تمسكها بشعار “لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية (مع العسكريين) حتى إسقاط السلطة الانقلابية بالوسائل السلمية.

رفض اللجان لشرعنة الانقلاب لم يمنعها من رفض الجلوس مع فولكر شريطة بث اللقاء مباشرة على منصات اللجان الإعلامية، بيد أن البعثة الأممية قابلت ذلك بالرفض وليبدأ بعدها فولكر مساعيه للجلوس بالتنسيقيات منفردة الأمر الذي قوبل بالرفض أيضًا لذلك تصاعدت التساؤلات عن ماهية النشطاء الذين تحدث فولكر معهم بإيجابية.

محمد طاهر  ناشط بالمقاومة قال لـ(السوداني) إن المعلومة غير مكتملة عن الذين جلسوا مع فولكر وأنهم ويدرون  مع من جلس  وكلجان يتساءلون  عن  ذلك.

ونوه: لا أعتقد أن الدعوة أتت من تنسيقيات مقاومة الخرطوم، جازمًا بأن الجلوس مع أفراد لن يحقق أو يحدث اختراقًا بين المقاومة والبعثة الأممية.

ووصف طاهر حديث فولكر بالأمر الجيد إلا أنه يتوقف على ماذا قال له هؤلاء النشطاء ليرفع تقاريره بناءً على قولهم وماهي محاضر الاجتماع لأنه من الممكن أن يكون حديثًا مخالفًا لنهج لجان المقاومة.

 

 

مساعي فولكر للحل بالبلاد

وقد أطلق الممثل الخاص للأمين العام، رئيس بعثة يونيتامس، فولكر بيرتس،رسميًا المشاورات الأولية لعملية سياسية بين الأطراف السودانية في مطلع هذا العام بالتشاور مع الشركاء السودانيين والدوليين. وقالت البعثة وقتها إنها تتولى تيسير (المشاورات) بهدف دعم أصحاب المصلحة السودانيين للتوصل إلى اتفاق للخروج من الأزمة السياسية الحالية، والاتفاق على مسار مستدام للتقدم نحو الديمقراطية والسلام”، مُعربةً عن قلقها الشديد من أن يؤدي الانسداد السياسي الراهن في السودان إلى انزلاق البلاد نحو المزيد من عدم الاستقرار، وإهدار المكاسب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي تحققت منذ قيام الثورة في السودان. وبعد تعثر المبادرة تم إدماج الأممية مع الإفريقية وسمّيت بالآلية المشتركة في مارس، لتصبح الآلية ثلاثية بانضمام منظمة الإيقاد، وتعتبر مبادرة الآلية الثلاثية لإيجاد حل للازمة السودانية الأكثر قبولًا بين الأطراف المختلفة بالبلاد وبدأت في إدارة حوار غير مباشر بالجلوس مع بعض الأطراف.

وبعد انسحاب العسكريين من الآلية الثلاثية استمر فولكر في مساعيه للم شمل جميع الأطراف.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.