سجال جهور بين سفيري القطبين في الخرطوم

على الورق…إبراهيم الصافي

شارك الخبر

 

 

القطبان الأعظمان – العظمة لله عز وجل – يتصارعان ويتناطحان علناً وبجرأة شديدة داخل حدودنا الجغرافية؛ بل داخل عاصمتنا المُتسخة، أقصد (المُثلثة) تُحرِّكهما دوافع مصالح إستراتيجية اقتصادية وسياسية. تتنابذان غير معنيتين بالأعراف الديبلوماسية، وغير آبهتين بأهم جهتين تطلاَّن في شموخ صُوري ومسكنة على الأزرق الهادر الكاسح، والأشدَّ منهما بسالة واندفاعاً.

الجهتان المعنيتان هما (القصر والخارجية) اللتان تقفان متفرجتين على صراع (النمور)، وتسمعان الأخبار كما يسمعها المواطن (الأغبش) من خلال عُدَّة وسائط إعلامية؛ سيما الإلكترونية منها؛ انتقل صراع القطبين إلى السودان، أو لنقل امتدَّ من حلبة المواجهة المسلحة بين روسيا وأكرانيا وارتماء أمريكا ومقطورتها أوروبا بثقلها الداعم ماليًّا وعسكريًّا للجانب الأوكراني، فما هي ملامح التنابذ بين سفارتي روسيا وأمريكا بالسودان؟

السفير الأمريكي بالخرطوم جون جودفري يقول – وفق ما أورد موقعا (تاق برس) و (راكز برس) – نقلاً عن حوار نشرته صحيفة (التيار): “من المهم أن نقول إن العزلة الدولية على موسكو تتزايد حالياً بسبب الغزو غير المبرر لأوكرانيا”، وذلك حين أفصح عن متابعته لتقارير تتحدث عن سعي روسيا لتنفيذ اتفاق سابق لتنفيذ قاعدة عسكرية بحرية على ساحل البحر الأحمر.

السفارة الروسية – بحسب الموقعين المذكورين – ردت على تصريحات الأمريكان في أقل من 24 ساعة، ووصفت تصريحاته: “بالمتعالية والسخيفة، وبعيدة كل البعد عن الملاءمة الدبلوماسية، وبسبب قلة خبرته، قرر أن يتطرق إلى العلاقات الروسية السودانية في مقابلته تلك، وحاول أن يتكلم مع الشعب السوداني بلغة التهديدات والإنذارات النهائية في شأن سيادة الخرطوم في سياساته الخارجية.

والسؤال: هل استدعت الخارجية السفيرين واستنكرت تصريحاتهما؟ ونبهتهما إلى أن السودان دولة ذات سيادة، وتتمتع بعلاقات طيبة مع دولتيهما ومع كل دول العالم؟ أو طلبت منهما مراعاة الأعراف الديبلوماسية وعدم انتهاكها؟ أم التزمت الصمت الكامل إزاء هذه الخروقات غير الموفقة؟

وسؤال آخر: هل فطن القصر والوزارة المعنية إلى نبرة التهديد التي وردت في ثنايا حوار جودفري: “إذا قررت حكومة السودان المضي في إقامة هذه المنشأة أو إعادة التفاوض حولها سيكون ذلك ضاراً بمصالح الخرطوم، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى مزيد من عزلتها في وقت يريد معظم السودانيين أن يصبحوا أكثر قرباً من المجتمع الدولي”؟ وحتى إن فطنتا؛ فماذا كان ردِّ فعلهما في صيانة هيبة السودان؟ والمحافظة على قراره الخاص فيما يتعلق ببناء علاقاته على كل المستويات الإقليمية والعربية؟.

يتنافسان ويتصارعان على مصالحهما في دولة يعرفان ما تذخر به من موارد وثروات، علاوة على دورها المحوري في منطقة ملتهبة، وذات أهمية سياسية واقتصادية كبيرة، فعلى ماذا يتصارع أحبابنا في ساحتنا السياسية؟ على مقاعد وزارية بالطبع، ومكاتب فخمة، وسيارات فارهة، وامتيازات ومخصصات وسفريات، وحاشية من المتملقين  وضاربي الطبل، وعلى المواطن أن يلعق مرارة غُبنه، ويستعيد من جور السياسة والسياسيين.

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.