السفير عبد المحمود عبد الحليم يكتب حول إعلان إسرائيل أن غوتيريش “شخص غير مرغوب فيه”!

…قام نظام الاحتلال الصهيواستيطاني بإجراء غير مسبوق؛ مستهدفاً الأمين العام للأمم المتحدة بإعلانه شخصاً غير مرغوب فيه ومنعه من دخول البلاد.
ولئن أصبحت إجراءات إسرائيل وأفعالها البشعة لا تفاجئ أحداً، فإن ما قامت به من إجراء ضد السيد غوتيريش لم يسبب زلزالاً فقط في الطابق الثامن والثلاثين من المبنى الزجاجي، حيث مكتب الأمين العام، بل امتد أثر ذلك للدول الأعضاء التي قام 104 من وفودها وبعثاتها بعد مشاورات جرت بإعداد رسالة دعم للأمين العام وإدانة للإجراء الإسرائيلي الذي كان قد نقله سفيرها بنيويورك للأمين العام.

لم تخلُ قائمة الدول من مفاجآت، فلم تشمل حوالي 90 من الدول الأعضاء وهو أكثر من العدد الذي يُصوِّت لإسرائيل في القرارات الخاصة بفلسطين والشرق الأوسط.
المجموعة العربية بكاملها انضمت للقائمة ماعدا السودان وسوريا وموريتانيا وجزر القمر. أما المجموعة الأفريقية فقد شهدت انقساماً حاداً وانضم للقائمة عدد يقل قليلاً عن النصف، حيث خلت من نيجيريا (والنيجر ومالي وبوركينافاسو)، كما خلت من إثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان وتشاد والكاميرون (بلد رئيس الجمعية العامة) وموزمبيق، وشملت القائمة غالب دول أمريكا الجنوبية.
أما على النطاق الدولي، فقد تلاحظ غياب الهند التي تتطلع لعضوية دائمة بمجلس الأمن، وربما أرادت حكومتها المتطرفة بسيطرة القوميين الهندوس عليها وضع رسالة في بريد واشنطن، وغابت كندا واليابان وأستراليا وبريطانيا، أما فرنسا فقد شملتها القائمة.

كثيرٌ من الوفود انضمت لقائمة الإدانة من منطلق أنّ إجراء إسرائيل يسيئ للأمم المتحدة ودورها، والبعض الآخر انضم من منطلق إدانته للعدوان الذي يشنه النظام الاستيطاني في فلسطين المحتلة على الشعبين الفلسطيني واللبناني.

موقف السودان من القضية الفلسطينية معلومٌ ومشهودٌ، ولئن اختار السودان عدم الانضمام للقائمة، فلا بد أن وفدنا قد أعاد التأكيد لوفد فلسطين عن أن دعمنا ووقوفنا الصلب والقوي مع قضية فلسطين وشعبها مستمرٌ وثابتٌ ومتينٌ.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.