قلق داخلي من إيقاف الغذاء العالمي للوجبة المدرسية

 

الخرطوم: هالة حمزة

أبدى خبراء تربويون قلقهم البالغ من مآلات قرار برنامج الأغذية العالمي بإيقاف تقديم الغذاء والوجبات المدرسية لأطفال المدارس وقالوا لـ”السوداني” إن الخطوة تتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد 2022 ـ 2023 الذي التأم الأحد 2/ أكتوبر ما يؤثرسلبًا على الطلاب والتحصيل الدراسي.

وقال رب الأسرة،والد عدد من التلاميذ يقطن بجزيرة توتي بالخرطوم   مهند العبادي لـ”السوداني” إن إيقاف الوجبة المدرسية سيكون له آثار كارثية على التلاميذ في المدارس خاصة وأن السودان يعيش في هذه الفترة أوضاعًا اقتصادية غاية في الصعوبة أثرت بشكل كبير على مستوى معيشة وحياة المواطنين سيما مع الارتفاع المتصاعد في أسعارالسلع والخدمات.

وأشار إلى مضاعفة القرارمعاناة أولياء الأمور مع بدء العام الدراسي الذي يجيء في ظروف قاسية ربما تقود الكثير من الطلاب إلى ترك مقاعد الدراسة والاتجاه إلى العمل للحصول على لقمة العيش، وكان من المفترض في تقديري أن تسعى الجهات المسؤولة لطلب توسيع نطاق توزيع الوجبة المدرسية لتشمل جميع المدارس بالسودان كافة بالتنسيق مع المنظمة الدولية تخفيفًا لحدة الفقر والجوع ومعاناة الناس في توفير الغذاء والزي المدرسي.

وأعربت مسؤولة بوزارة التربية والتعليم د.إخلاص عباس عن قلقها من توقف دعم برنامج الغذاء لأطفال المدارس مع بداية العام الدراسي بالسودان واستنفرت في حديث لـ”السوداني” وزارة التنمية الاجتماعية وفاعلي الخير والجهد الشعبي وديوان الزكاة لتوفيرالتغذية المدرسية للأسرالفقيرة بولايات السودان كافة لتتمكن من تعليم أبنائهم وضمان استقرار العام الدراسي المقبل.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي بالأمم المتحدة في السودان مؤخرًا عزمه إيقاف تقديم الغذاء والوجبات المدرسية لأطفال المدارس مطلع العام المقبل 2023 لضعف التمويل وعدم وجود موارد إضافية، مؤكدًا حاجته لـ201 مليون دولار خلال  الأشهر الـ6 المقبلة لمقابلة الصرف على الأفراد الذين يحتاجون إليه، لافتًا للتأثيرات السالبة لذلك على فرص التعليم خاصة وأنها توفر دعمًا قويًا للانتظام في الدراسة

ووصف الخبيرالتربوي د.عمرالطيب لـ”السوداني” توقيت قرار برنامج الأغذية العالمي بالحرج بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها غالب الأسر بالسودان، مشيرًا لنجاح التجارب السابقة للبرنامج في التوسع في تقديم الوجبات المدرسية للأطفال ما تسبب في استقرار التعليم، مؤكدًا أن إقدامه على هذه الخطوة اضطرار لعدم وجود موارد كافية، رغم تأثيراتها السالبة المتوقعة على زيادة نسبة التسرب الدراسي وعدم الانتظام في الحضورلعجزالأسرعن توفير الوجبات المدرسية لأطفالهم والتي تكلف ما يفوق الـ 200 جنيه سوداني للطفل الواحد.

وأعلنت منظمة رعاية الطفولة “يونسيف” عن تخلف 6.9 مليون طفل سوداني عن الذهاب للمدارس، إلى جانب12مليون طفل مهددين بالانقطاع عن التعليم.

وقال الخبير التربوي، الناشط في حقوق الطفل ياسرسليم لـ”السوداني ” إن إيقاف الدعم الغذائي لأطفال المدارس يفاقم ظاهرة الفاقد التربوي والتسرب خاصة وأن المناطق التي يدعمها برنامج الغذاء تم انتقاؤها بعناية لتزايد أعداد الأسرالفقيرة بها وعدم تمكنها من توفيرالوجبات المدرسية لأبنائها.

وطالب سليم بضرورة تفعيل المسؤولية المجتمعية لشركات الاتصالات والمعادن والبترول ومنظمات المجتمع المدني لتوفير الوجبات المدرسية، فضلًا عن أهمية قيام السلطة بدورها في منح الأولوية في التمويل للتغذية المدرسية لارتباطه بحق الحياة والتعايش السلمي.

وأشار برنامج الغذاء إلى تزايد حالات التسرب من المدارس بسبب الفقر، حيث تضطرالأسرلامتهان حرف هامشية في الأسواق والمصانع، وأن السودان يواجه أزمة جوع عميقة نتيجة للمتغيرات المناخية والصراع المستمر وارتفاع أسعارالسلع الاستهلاكية.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.