عودة الميرغني.. هل تُنهي الشكوك حول مواقف الاتحادي؟

يصل البلاد اليوم الإثنين رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مولانا محمد عثمان الميرغني، وأكملت قطاعات الحزب استعداداتها لاستقبال مرشد الختمية الميرغني، الذي كان قد غادر السودان في العام 2013م للاستقرار في القاهرة..
الخرطوم: مهند عبادي

الحسن وجعفر
وتجيء عودة الميرغني بالتزامن مع خلافات حادة نشبت بين أبنائه حيال وثيقة الدستور الانتقالي لنقابة المحامين حيث يؤيد نجله الحسن الدستور المقترح ووقع على الإعلان السياسي المكمل له بينما يتحالف جعفر الميرغني مع مجموعة التوافق الوطني التي دعمت انقلاب البرهان ووقع معها على إعلان سياسي لتاسيس الكتلة الديمقراطية، تبنى تعديلات جوهرية على الوثيقة الدستورية التي انقلاب عليها الجيش، وينظر مراقبون إلى العودة من زاوية ضرورتها لترتيب الاوضاع داخل أروقة الحزب الاتحادي سيما مع تصاعد حدة الخلافات مؤخرًا.

ماذا تقول المؤسسات؟
وفي السياق يقول مقرر قطاع التنظيم بالاتحادي الاصل حافظ سيد أحمد لـ” السوداني” إن عودة الميرغني اليوم تعد عودة وطن، وأضاف أن السيد محمد عثمان الميرغني اصبح الان في مرتبة حكيم البلاد ، وأن هذه العودة لها مابعدها بالنسبة للوطن والحزب، وتابع : تجيء العودة في وقت مناسب وستحسم كثيرا من الملفات، سيما وأن السيد محمد عثمان عرف عنه الحكمة والمقدرة على ادارة الملفات بصورة تصب في صالح الوطن والمواطن ولا ينظر لاي امر من ناحية حزبية ضيقة، لافتا إلى أن رئاسة الميرغني للتجمع الوطني الديمقراطي قد كانت خير شاهد على ذلك حيث أجمعت كل المكونات السياسية في تلك الفترة على قيادته وقد نجح بحنكه واتقدارفي الأمر، لذلك فان المشهد سوف يتغير تماما لصالح الوطن والمواطن بعد وصول الميرغني للبلاد، كما ندعو كل الشرفاء للارتقاء إلى قدر المسؤولية خاصة وان البلاد تمر بظروف غاية الخطورة.

القيادة التاريخية
إلى ذلك اعتبرت القيادة التأريخية للاتحادي الأصل عودة الميرغني حدثا تاريخيا مهمًا لزعيم سوداني فذ يمثل ثقلا سياسيا وجماهيريا كبيرا وأكدت أن ملايين البشر ستكون في استقباله للتعبير عن فرحتها وسعادتها لهذا الحدث العظيم، وأضافت في بيان أمس الأحد، نحن كقيادة تاريخية في الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل نناشد كل جماهير الحزب أن تكون على قدر حجم المسؤولية لهذه المناسبة العظيمة بالمحافظة على النظام سواء كان بالمطار او مسجد السيد علي الميرغني بالخرطوم بحري.

تحذيرات مهمة
وحذرت القيادة التاريخية بشدة من استغلال هذه العودة في الفتنة والوقيعة داخل بيت الميرغني وتأجيج الصراع بين الاشقاء خاصة وان هنالك جهات مستفيدة من هذا الصراع لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية وتعمل جاهدة لخلق تحالف بينها وبين السلطة العسكرية والمليشيات المتوالية من مجموعة الموز بعيدا عن القوى الثورية واحزابها الوطنية، وتاتي هذه التحذيرات مع تنامي السخط على مواقف الاتحادي الأصل في الاوساط السياسية بالبلاد سيما عقب توقيع جعفر الصادق على الاعلان السياسي للحرية والتغيير الكتلة الديمقراطي، حيث يفسر مراقبون التحركات والمواقف على أنها تناصر وتدعم مواقف العسكريين ومواليهم من حركات مسلحة وسياسيين، هذا إلى جانب ما ورد في تقارير صحافية تحدثت عن اجتماع عقد بين قيادات عسكرية عليا تتبع للتنظيم السري للإخوان المسلمين ومجموعة من الاتحادي الاصل تتبع لجعفر الميرغني، وكشفت أن الاجتماع تم بترتيب دقيق من الفريق صلاح قوش، وأن المجتمعين اتفقوا على ضرورة سيطرة الجيش على مقاليد الحكم إلى حين قيام انتخابات مبكرة، وكشفت عن اتفاق سري تم بين رئيس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي ـ الأصل، ورجحت أن تكون هناك صفقة سياسية جرت بينهما خلال زيارة البرهان إلى القاهرة مؤخرًا، وأوضحت التقارير، تعليقا على الصفقة الراجح توقيعها بين البرهان ومولانا، أن بلدا مثل السودان تتداخل فيه العلاقات السياسية مع الاجتماعية مع الروحية، لا يستبعد أن تكون هناك صفقة تمت ما بين القداسة والسياسة.

الانحياز للاصغر
وسبق أن أعلن مولانا محمد عثمان الميرغني عبر فيديو قبل أيام تكليف نائبه بالحزب وابنه جعفر الصادق بمواصلة عمله لحسم كافة المتفلتين داخل مؤسسات الاتحادي الأصل المختلفة، مجددا تأكيد دعمه للقوات المسلحة ورفض الإساءة لها ووصفها بالضامن لوحدة واستقرار السودان، وسارع الابن جعفر لتلقف التكليف وشرع على الفور في حسم من يسميهم هو ووالده بـ(المتفلتين) أخيه الحسن وابن عمه ابراهيم الميرغني، وتعيين معتز الفحل أمينا سياسيا للحزب بدلا عن ابراهيم الميرغني.
وكان رئيس مبادرة نداء أهل السودان للوفاق الوطني الطيب الجد الشيخ العباس ود بدر، قد دعا جماهير السودان عامة ومناصري المبادرة والتيار الوطني العريض خاصة للخروج المشرف لاستقبال زعيم طائقة الختمية، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني، ووصف في بيان، الميرغني بالرجل الغيور على دينه ووطنه، وحمد الله أن هيأ للسودان عودة الميرغني، وقال إنه بعودته ترفع راية الوطنية وتسود الروح الإسلامية السمحاء. وأضاف “إن العلاقة بين السادة الميرغنية وأسرة ود بدر علاقة تاريخية قديمة ومتجذرة يسودها الاحترام والتقدير والمحبة”. وتابع “إن المبادئ التي نادى بها السيد محمد عثمان بين يدي عودته من رفض للتدخل الأجنبي في شؤون السودان، البلد المستقل الحر، ورفضه للحل الثنائي مع دعمه الكامل للقوات المسلحة يجد منا كل الدعم والتأييد بل وتطابق الحافر على الحافر مع بنود مبادرة أهل السودان، ولهذا نقول له وفقك الله وأعانك ونحن من خلفك نشد من أزرك ليخرج السودان أكثر قوة وصلابة وتماسكًا وطنيًا.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.