مقعد السودان في الاتحاد الإفريقي.. حراك وتفاعلات وصدود

نقلت تقارير إعلامية اتجاه مصر لتقديم طلب ينهي تعليق عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي.. وعلق الاتحاد عضوية السودان عقب انقلاب نفذه القادة العسكريون فى الخامس والعشرين من أكتوبر ٢٠٢١ أنهى حكمًا مدنيًا انتقاليًا بقيادة د. عبد الله حمدوك. وقطع قادة الاتحاد الإفريقي خلال قمتهم يومي الثامن والتاسع عشر من فبراير الجارى بالعاصمة أديس أبابا “عدم تسامح الاتحاد المطلق” في مواجهة “التغييرات غير الدستورية” في حكومات الدول الأعضاء، وأبقى تعليق عضوية السودان وثلاث دول إفريقية أخرى.
الخرطوم: سوسن محجوب
فشل حكومي
ورغم تحركات قادتها الخرطوم مؤخرًا مع قادة مجلس الأمن بالاتحاد الإفريقي وأعضاء مهمين بالمنظمة الإفريقية لكن قوى سياسية معارضة طلبت من وفد الاتحاد الإفريقي الذي زار السودان بقيادة رئيس مفوضية الشؤون السياسية موسى فكي بعدم “إنهاء تعليق العضوية” إلا بعد تكوين الحكومة المدنية.
إذن هل سيجد المقترح المصري القبول من القادة الأفارقة ويعود السودان إلى المنظمة الإفريقية قبيل إقرار التسوية السياسية الجارية الآن وعودة الحكم المدنى؟.
بلا سلطة
قلل وزير الخارجية السابق السفير طه أيوب من جدوى الخطوة المصرية، وأوضح لـ(السوداني) إن قرار تجميد عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي قرار صادر عن مجلس السلم والأمن الإفريقي التابع لمجلس قمة الرؤساء الأفارقة وهو جهاز مستقل عن مفوضية الاتحاد بمعنى ألا سلطة لكبير مفوضي الاتحاد عليه وبالتالي الحديث عن تدخل الدول أو بعضها فى قرارات المجلس غير “مجدٍ “أو حتى “مرغوبًا” فيه.
واعتبر أيوب الحديث المنسوب للحكومة المصرية حديث” للاستهلاك الإعلامي” المقصود منه “الإيعاز للحكام العسكريين في السودان أن القاهرة تسعى بجهدها لإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها في علاقات السودان بالدول الإقليمية” ويضيف وهذا “محض دعاية وفقاعة إعلامية لا أكثر.”
ويمضي وزير الخارجية أيوب لافتًا إلى زيارات بعض المسؤولين “وهرولتهم ” إلى بعض الدول الأعضاء في المجلس آملين أن يقنعوها بأن النظام القائم عندنا ليس نظامًا عسكريًا بل هو نظام ثوري يقتفي أثر الهبة الشعبية وهذا أمر لا يقنع أحدًا ولا جدوى منه .
لا عودة
في المقابل ينوه الباحث في الشؤون السياسية د. الحاج حمد إلى أن السودان لن يعود إلى مقر الاتحاد الإفريقي وبعض الدول الأخرى التي وقعت بها انقلابات ويقول لـ(السودانى)إنه للأسف لن يحدث هذا في ظل حكومة عسكرية ويشير إلى أن الاتحاد الإفريقي يسعى لتعزيز دور إفريقيا في الكيانات الدولية وخاصة الأمم المتحدة.
ويلفت إلى حادثة طرد الوفد الإسرائيلي أثناء جلسات قمة الاتحاد خلال اليومين الماضيين ويشدد حمد على أن هذا الموقف يعني أن “اللوبي الإفريقي الذي طبع مع إسرائيل بما فيه مصر لم يتمكن حتى من السماح لوفدإسرائيلي بالحضور. ويشير إلى أن جلسات القمة شهدت مداولات بشأن الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين.
نهاية دور
ويواصل الحاج حمد حديثه بقوله “للأسف انتهى دور مصر الريادي في إفريقيا كما هدمت أيضًا دورها بهدمها لجامعة الدول العربية” فحكم العسكر” ما بشكر”.
وحول ما إذا كان حديث رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية موسى فكي بان عقوبات الاتحاد حول الدول التى تجري فيها الانقلابات “ما عادت مجدية” وأن حديثه قد يلغي عقوبة تعليق العضوية، يقول الحاج إن فكي يعنيأنها ليست ” كافية “ولا أعتقد أنه يعنيأنه يريد إلغاءها. وأضاف ” بل أعتقد أنه يعني توسيع التعليق وإلزام الوكالات المتخصصة بمقاطعة أشمل.
وفي وقت سابق وعلى هامش اجتماعات لجنة التشاور السياسي بين الخرطوم وكمبالا، دعا وكيل الخارجية الأوغندي باقيري فينست الاتحاد الإفريقي لرفع تجميد عضوية السودان، “بعد توقيع الاتفاق الإطاري”.

لا تسامح مع الانقلابات
وقطع قادة الاتحاد الإفريقي خلال قمتهم يومي الثامن والتاسع عشر من فبراير الجاري بالعاصمة أديس ابابا “عدم تسامح الاتحاد المطلق” في مواجهة “التغييرات غير الدستورية” في حكومات الدول الأعضاء، وأبقى تعليق عضوية السودان وبوركينا فاسو ومالي وغينيا في المنظمة القاريّة.
علق الاتحاد عضوية مالي وغينيا والسودان عام 2021، ثم عضوية بوركينا بعد عام على خلفية استيلاء الجيش على السلطة.
وقال رئيس مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي بانكول أديوي في مؤتمر صحافي أمس الأول الأحد بالعاصمة أديس أبابا إن جمعية الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي “أكدت عدم التسامح مطلقًا مع التغييرات غير الدستورية للحكومات”.وتابع أديوي أن الاتحاد مستعد لمساعدة الدول الأربع على”“العودة إلى النظام الدستوري”
وشدد المسؤول على ضرورة “حماية” الديمقراطية و”ترسيخها” وظل الاتحاد الإفريقي حازمًا ضد أي وصول غير ديمقراطي إلى السلطة.في المقابل قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد السبت إن “هذه العقوبات لا يبدو أنها تؤتي النتائج المتوقعة”. وتابع “على العكس، فهي تثير عدم ثقة الدول المعنية ويبدو أنها تفاقم معاناة السكان”.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.