اتنين ما ليهم أمان…الفرامل والنسوان           أقوال “ماسوره “

حجاوى الجمعة….. هشام الخليفة *

شارك الخبر

 

إن الأمان أمان الله فتوكل على الحي الدائم ولن يصيبك الا ما كتب الله لك. تتنزل الإحن والمحن ويبقى ماهو مكتوب لك في اللوح المحفوظ.

في العام ٢٠١٧م اختارت “منظمة التعاون الاسلامي” سنار لتكون عاصمة للثقافة الاسلامية بحكم انه قد نشأت فيها اول مملكة إسلامية في السودان في العام ١٥٠٤ م وهي “السلطنة الزرقاء” . كانت “السلطنة الزرقاء” تحالفا بين الفونج وملكهم “عمارة دُنقُس” في النيل الأزرق وحاضرتهم سنار والعبدلاب بقيادة “عبدالله جمٌاع” في “قرٌي” شمال الخرطوم اما الحاضرة الدينية فقد كانت في العيلفون في شرق النيل حيث يقيم ابونا “الشيخ ادريس ابن الارباب” وقد كان بمثابة مفتي السلطنة. أقيمت احتفالات ثلاثة بهذه المناسبة واحدة في “قري” والثانية في العيلفون والاخيرة في سنار. كنت ضمن مجموعة من ابناء العيلفون تطوعنا للعمل على إنجاح هذه الفعالية وقد بذل الجميع جهدا خارقا حتى خرج ذلك اليوم بصورة مشرفة للغاية يشجعنا ويشد من أزرنا الآلاف المؤلفة من رجال ونساء العيلفون بذلوا المال والجهد من اجل إنجاح ذلك اليوم. اذكر انه في اليوم التالي كنت مرهقاُ للغاية ومع ذلك فقد صممت على ان اداوم في العمل كالمعتاد في “مدرسة هشام الخليفة الثانوية الخاصة للبنات”. انتهى اليوم وانا في تعب ورهق شديدين . فكرت في ان أنام في المدرسة بعد نهاية الدوام ولكنني بعناد على غير العادة قررت الذهاب للمنزل. قدت سيارتي وانا أرى الناس والأماكن حولي مثل الأشباح وعند الإشارة جنوب “مسجد سيدة سنهوري” يبدو انني قد غفوت قليلا فلم أشعر إلا وانا قد اصطدمت من الخلف بسيارة توقفت عند الإشارة واصطدمت السيارة بالسيارة التي أمامها وهكذا امتدت السلسلة لست سيارات كلها تضررت بصورة متفاوتة والمخطئ هو انا. كان علي ان أدفع تكاليف إصلاح كل هذه السيارات ولم يعف عني الا صاحب “ركشة” يبدو أنه قد رق لحالي واحوالي. كنت دائما اعتمد على ان السيارة في حالة ممتازة وهي كذلك بالفعل ولكن هذه المرة خذلتني “الفرامل” ولكن كما يقولون قدر أخف من قدر فلم يصب احد بأذى جسماني والحمد لله. خذلتني الفرامل ولطف بي الله الرحمن الرحيم.

قبل ذلك بكثير وفي العام ١٩٩٧م حدثت حادثة هزت العالم اجمع لما لها من نتيجة كانت كارثية بكل المقاييس. في مساء ٨/٣٠ خرجت أميرة ويلز الأميرة ديانا وبرفقتها “دودي الفايد” ابن الملياردير المصري الأصل “محمد الفايد” من فندق “ريتز كارلتون” في باريس والمملوك لوالدة في سيارة ليموزين مرسيدس سوداء يقودها السائق “هنري بول” . كان هنالك العشرات من الصحفيين الفضوليين “الباباراتزي” يطاردون السيارة لتصوير الأميرة ورفيقها مما اضطر السائق لزيادة السرعة حتى يبتعد عن هذا الموكب الصاخب ولكنه فقد السيطرة على السيارة واصطدم بالحافة الخرسانية لنفق “جسر الما”. كان الاصطدام عنيفاً لدرجة كبيرة تضررت منه السيارة والأهم تضرر منه راكبوها وفيهم أميرة الشباب “الليدي ديانا”. سرعان ما نقل الإسعاف الليدي ديانا ورفيقها محمد الفايد “دودي” إلى مستشفى “بيتى سالبترير” القريب من مكان الحادث وبرغم الجهود الخارقة التي بذلها الأطباء وعلى رأسهم أشهر جراحي القلب في فرنسا الا ان القدر كان أسرع فقد توفت الأميرة ورفيقها للأضرار الجسمانية البالغة التي اصيبا بها نتيجة للحادث الشنيع والمتسبب الاساسي خلاف المطاردين من الفضوليين هو كأس احتساها السائق قبل ان يتولى قيادة السيارة والفرامل التي خذلته في اللحظة الأخيرة .

ننتقل من خذلان الفرامل إلى خذلان النساء. مع الموجة التي اجتاحت السودان فجأة مثل “التسونامي” في السبعينات وعلى اثرها شد آلاف الشباب الرحال ميممين شطر الريال ابو عقال والدولار ابو صلعة فكر صديقنا وقدٌر وتوصل إلى ان “الحل في البل” وعليه ان يحزم الحقائب ويلحق الركائب عله ينل من الخير نصيبا. كان صديقنا قد ارتبط بفتاة فاتنة مكملة “مما جميعو” . اسرة محترمة وأدب جم وجمال صارخ “يشيب له الولدان” . فكٌر صديقنا وقدٌر فهداه تفكيره ان يستعين بصديق ولم يجد الا فلان فهو رجل واصل ذو علاقات ممتدة يعرف جميع الذين فى أيديهم الحل والعقد ولم يخذله هذا الصديق فقد استطاع ان يؤمٌن له وللخطيبة تأشيرتين لإحدى الدول الاوروبية وكان ذلك اليوم من أسعد الأيام التي لم يتخيلها في الأحلام. شد الحبيبان الرحال إلى بلاد الفرنجة يملأهما الأمل في حياة سعيدة فقد انتهى زمن الأحزان وبدأ عهد جديد كله فرح ومرح وسعادة. بدأ الشابان يتحسسان طريقهما وبمساعدة الأصدقاء فقد بدأت الأمور تستقر شيئا فشيئا فتحصلا على عمل وسكن مناسب. غير ان دوام الحال من المحال. بدأت العاصفة تتجمع في الافق ببطء ولكن بإصدار شديد.لم يلاحظ صديقنا شيئا في البداية ولكنه سرعان ما احس بتغيير في المعاملة زاد بالتدريج وبدأ غياب الحبيبة عن المنزل في البداية متباعداً ثم “تكاثف” وما لبثت ان اختفت كأنها تبخرت في الهواء. بعد فترة قصيرة اكتشف انها قد “استقرت” مع فلان في مدينة أخرى وفلان هذا “حبيب الحبيبة” القديم بل هو حبها الاول ويبدو انه كان الأخير ايضا!!! وهكذا كما يقول” الشماشة” (فكتو عكس الهوا) وتركته يعض بنان الندم فان مهمته كما يبدو كانت هي ان يوصل الحبيبة “ديلفري” لحبيبها القديم ثم يذهب في حال سبيله مصداقأً للمثل الموجود في عنوان المقال.

القصة التالية قريبة من ما ذكرنا ولكنها اكثر غرابة فهي ايضاً حدثت في بلاد الغربة. شاب ارتبط بفتاة وعاشا قصة رومانسية حالمة يبنيان قصور الأحلام ويتناجيان بالساعات الطويلة يحلمان ويخططان لليوم الموعود حينما تحين الساعة التي تجمعهما تحت سقف واحد “فيعيشان في تبات ونبات ويخلفان بنين وبنات”. كان للشاب صديق عزيز “أقرب اليه من حبل الوريد” وكان متابعا للأحداث ساعة بساعة بل كان في بعض الأحيان “يحل محل الفاعل” في غيابه وذلك اذا طرأ طارئ فيتصل بالحبيبة ليطمئنها على حبيبها في غيابه.مرت الأيام سريعة وجاء اليوم الموعود فتم كل شيء في يسر مراسم العقد والزفاف ثم السفر إلى “ارض الميعاد”. هنالك كان العريس وصديقه قد هيآ “عش الزوجية” وزوداه بالمطلوبات من مفروشات والكترونيات وغذاءات وخلافه. بدأ زورق الأحلام يعبر هادئاً بالزوجين بينما الصديق قريباً منهما دائما في وقت الحاجة. وشيئا فشيئا بدأت زوجة الصديق تميل لصديق زوجها وتستلطفه ثم تحول الاستلطاف إلى ما هو أعمق حتى وقع المحظور وتحولت المشاعر من الزوج إلى صديق الزوج ثم ما لبث الزوج ان انتبه إلى تحول مشاعر زوجته نحو “الاتجاه الخاطئ” صديق العمر ولكن ذلك كان متأخراً للغاية وانتهت قصة الحب نهاية غير سعيدة وصدق المثل الموجود في العنوان أعلى المقال !!!.

من الأغاني الخالدة في وجدان الشعب السوداني اغنية بسيطة الكلمات بسيطة اللحن وربما هذا ما جعلها تدخل المشاعر وتستقر فيها زمانا طويلا وهي اغنية “طيبة الأخلاق”. شاعرة الأغنية هي “سيده الحاج” والدة الفنانة “حنان ابراهيم” الشهيرة بـ”حنان السجانة”. تقول الشاعرة في لقاء إذاعي انها كتبت الأغنية عند زواج أعز صديقاتها والتي انتقلت للعيش مع زوجها في مكان آخر وفي ليلة الزواج سمعها الفنان “عثمان حسين” وهي تترنم بالأغنية فطلب منها ان يغنيها فوافقت في الحال. تضيف قائلة انها لم تصرح أبدا بملكيتها للأغنية الا بعد وفاة والدها الذي كان رجلا تقليديا محافظا لم يكن ليقبل لها ان تكتب الشعر وتقول انها لم تكتب غير هذه الأغنية أبدا. تقول بعض كلمات الأغنية:

فراق حبيبتي الما بنطاق

الريد يا طيبة الأخلاق

******

ليه يا دنيا تختاري

تشيلي حبيبي من جواري

انا القدمت تذكاري

وليه حطمتي آمالي

*****

قادر ربنا الخلٌاق

اداكي الخلقه والأخلاق

هايم وليك حبيب مشتاق

ويا تومتي الزمن فرٌاق

*****،

ليه يا حبيبه بت امي

أموت نشفانه من دمي

أموت سهرانه من همي

أموت ويعزو ناس أمي

أموت ريدي المعاك تمي

معاك يا طيبة الأخلاق

****

كلنا يتمنى ان يكمل علاقاته ليست العاطفية فحسب وإنما كلها الحلو منها بالأخص ولكن “ليس كل ما يتمنى المرء يدركه “.

 

 

شارك الخبر

Comments are closed.