الموعد الثاني اليوم..هل يتفق الفرقاء ويوقعون على الاتفاق؟

الخرطوم: هبة علي

مصير غامض، يكتنف ويرافق التوقيع النهائي للعملية السياسية بعد تأجيله مراراً بسبب خلافات الجيش والدعم السريع حول الدمج والإصلاح الأمني والعسكري، رغم التباشير التي تخرج بين الفينة والأخرى بجريان عمل اللجنة الفنية المشتركة، وبصورة جيدة فضلاً عن اتفاق بين قوى الإطاري على مضاعفة الجهد من أجل تجاوز العقبة المتبقية، بما يساهم في توقيع الاتفاق السياسي النهائي بأعجل ما تيسر، ولا يعتبر هذا وحده من يتحكم في مصير التوقيع؛ لجهة كثرة الرافضين له من قوى الثورة والكتلة الديمقراطية الذين يهدد بعضهم بالخروج للشارع، وبعضهم الآخر بإغلاق الخرطوم والطرق القومية بعدد من ولايات البلاد..

 

نسخة المسودة ومخاوف أخرى

القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري عقدت اجتماعاً مساء أمس الأول بمنزل السيد الطاهر حجر، لمناقشة تطورات الراهن السياسي، حيث تم استلام نسخة مسودة الاتفاق السياسي النهائي التي أعدتها لجنة الصياغة في اجتماعها بالقصر الجمهوري نهاراً ذات اليوم، وبمشاركة جميع أعضائها العسكريين والمدنيين، وقد أخضع الاجتماع المسودة للدراسة والنقاش، وعالج القضايا العالقة لتصبح الوثيقة جاهزةً فيما عدا القضايا الفنية المتبقية في ملف الإصلاح الأمني والعسكري.

واستمع الاجتماع لتقرير حول سير المناقشات في القضايا العالقة بملف الإصلاح الأمني والعسكري، التي تشهد تقدماً ملموساً داخل اللجان الفنية المعنية “على حد وصف الناطق الرسمي للعملية السياسية خالد عمر يوسف”، واتفق الاجتماع على ضرورة مضاعفة الجهد من أجل تجاوز العقبة المتبقية بما يساهم في توقيع الاتفاق السياسي النهائي بأعجل ما تيسر.

ووقف الاجتماع على النشاط المتزايد لعناصر نظام المؤتمر الوطني المحلول من أجل تخريب العملية السياسية وإشعال الفتنة داخل المؤسسة العسكرية والمكونات الاجتماعية، وأكد المجتمعون أن هذه المساعي لن تفلح، وأن النظام الذي أسقطه الشعب لن يعود مرة أخرى.

وشرع الاجتماع في الترتيب لاجتماعٍ عاجل للقوى العسكرية والمدنية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري، بهدف بحث العقبات التي أخرت توقيع الإتفاق السياسي النهائي، وسبل تجاوزها بأسرع ما تيسر.

استلام ملاحظات العسكريين والمدنيين

وكان قد انعقد قبلها بالقصر الجمهوري اجتماع للجنة صياغة الاتفاق النهائي بحضور ممثلي القوى المدنية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري والقوات المسلحة والدعم السريع.

وتم بالاجتماع استلام الملاحظات التي جاءت من المكونات العسكرية والمدنية، وقامت اللجنة بإدخالها ضمن مسودة النص النهائي للاتفاق، على أن ترفع للآلية السياسية التي شكلتها القوى الموقعة على الإتفاق السياسي الإطاري، ليصيح بذلك نص الإتفاق النهائي جاهزاً، في انتظار فراغ اللجان الفنية المكونة من القوات المسلحة والدعم السريع، التي تعمل بجد على إكمال تفاصيل جداول المراحل الأربع لعملية الإصلاح والدمج والتحديث، ليكون الاتفاق السياسي النهائي جاهزاً للتوقيع في أقرب فرصة ممكنة، بحسب ما ورد في تصريح الناطق الرسمي للعملية السياسية..

تنفيذ لتهديد الإغلاق الشامل

مخاوف قوى الإطاري من ما وصفتها بمحاولات تخريب العملية السياسية، أضحت ترى على أرض الواقع، فيوم أمس حاولت الإدارات الأهلية إغلاق العاصمة، كما هدد بذلك قياداتها قبل أيام، عندما أعلنوا اعتزامهم إغلاق العاصمة بشكل شامل، الأربعاء المقبل “أي يوم أمس”، لمدة يوم واحد، رفضاً للاتفاق السياسي النهائي بين القادة المدنيين والعسكريين.

وشدد رئيس الإدارة الأهلية بالخرطوم، المك عجيب الهادي، في مؤتمر صحفي، وقتها على أن الإغلاق يجيء مساندة للقوات المسلحة، ووفاءً لعهود قطعوها لقواعدهم بمقاومة الإقصاء بقيادة القوى الأجنبي الساعية لخراب البلاد واستهداف عقيدة أهلها.

وأكد المك عجيب، أن ضمن أهداف تحركاتهم بالأربعاء، هو رفع المهانة التي طالت الجيش جراء التوقيع على الاتفاق الإطاري.

وأزاح الستار عن تعهدات قوى سياسية – لم يسمها- بمشاركة قادة ومنسوبي الإدارة الأهلية، في عملية الإغلاق المزمعة.

آمال بالانضمام للجذري

قوى الثورة الرافضة للاتفاق مع العسكريين هيأت قواعدها وجماهيرها للخروج اليوم في مليونية السادس من أبريل للرفض القاطع لوجود قادة المجلس العسكري في السياسة، وحل قوات الدعم السريع، يأتي هذا في وقت ستخرج جماهير مؤيدة للعملية السياسية من أحزاب الحرية والتغيير، وأخرى ستخرج للضغط على المكون العسكري لأجل أن يكمل السير في العملية السياسية، ويختتمها بالتوقيع النهائي.

القيادية بالحزب الشيوعي، آمال الزين، جددت تمسكهم في قوى التغيير الجذري باللاءات الثلاث، آملة أن تنضم الحرية والتغيير لتحالفهم مع المهنيين وعدد من لجان المقاومة وأجسام أخرى لإسقاط العسكر. وشددت الزين بحديثها لـ”السوداني” على أن الاتفاق مع العسكر غير مجدٍ، ولن يقود إلى إنتاج حقيقية، وقد جرب من قبل وحدث التفاف على الثورة وأهدافها.

وأضافت: “نأمل أن تنتبه الحرية والتغيير على خطورة المضي في التسوية، لأنها غير شرعية وليس لديها سند جماهيري.

تفاؤل كبير في تجاوز الخلاف

الخبير الأمني والإستراتيجي، اللواء د.أمين المجذوب، قال إن هنالك تفاؤلاً كبيراً في تجاوز النقاط الخلافية بين القوات المسلحة والدعم السريع والخاصة بتوقيتات الدمج وشروط الخدمة وكيفية دمج القيادات العليا في القوات المسلحة.

وأوضح المجذوب بحديثه لـ”السوداني” أن اللجان الفنية عاكفة في اليومين الماضيين ومساء أمس الاربعاء في عملها، مرجحاً أن يصدر بيان بالاتفاق، ويتم تضمين الاتفاق بالاتفاق النهائي اليوم الخميس، واستدرك قائلاً: “هذا إذا لم تحدث مفاجآت فالأمور تسير نحو التوقيع”.

 

 

 

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.