(السوداني) تنشر أخطر تقرير حول جرائم الحرب والانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والميليشيات العربية في الهجوم على مستيري ومناطق اخرى في دارفور

* قال رجل عمره 40 عاما: “توقفت مركبتان تابعان لقوات الدعم السريع قرب منزلي وأطلقتا النار على الفارين. صرخ به أحدهم (اقتل العبد! اقتل العبد!)”
* سمع رجلان كانا يختبئان بالقرب من المدارس المهاجمين وهم يهتفون ويتفوهون بشتائم عنصرية. قال أحدهم: “كان بعض العرب يهتفون ويطلقون النار في الهواء قائلين،” أحرقنا المساليت، وأحرقنا الزورغا [السود]”.
* ينبغي لمكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية: التحقيق في الأحداث الأخيرة في غرب دارفور كجزء من تحقيقه الشامل في الجرائم المرتكبة في دارفور
* قال غالوبان: “تعكس روايات الناجين من الهجمات الأخيرة في غرب دارفور الرعب، والدمار، واليأس في دارفور قبل 20 عاما. على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التحقيق في هذه الانتهاكات الشنيعة، وعلى شركاء السودان الدوليين والإقليميين معاقبة قوات الدعم السريع وقادة الميليشيات العربية المسؤولين عن هذه الهجمات”.
* وفقا للأمم المتحدة، منذ اندلاع النزاع في أبريل، نزح أكثر من 300 ألف شخص داخل غرب دارفور وحدها، وفرّ 180 ألفا آخرون إلى تشاد. حوالي 98% من الواصلين إلى تشاد المسجلين هم من المساليت. ما يزال حوالي 17 ألف لاجئ من مستري في قونغور في تشاد قرب الحدود. ما تزال الاستجابة الإنسانية في تشاد تشهد نقصا كبيرا في التمويل.

شارك الخبر

(نيروبي): hrw

قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن “قوات الدعم السريع” والميليشيات العربية المتحالفة معها أعدمت بشكل بغير قانوني في 28 مايو 2023 في ولاية غرب دارفور بالسودان قرابة 28 فردا من إثنية المساليت وقتلت وجرحت عشرات المدنيين. ترقى العديد من هذه الانتهاكات المرتكبة في سياق النزاع المسلح في السودان إلى جرائم حرب.

هاجم عدة آلاف من مقاتلي الدعم السريع، وهي القوة العسكرية المستقلة التي تخوض نزاعا مسلحا مع الجيش السوداني، وميليشيات عربية، بلدة مستري، التي يقطنها عشرات الآلاف من إثنية المساليت. قتل المهاجمون الرجال في منازلهم وفي الشوارع وفي أثناء محاولتهم التواري، وأطلقوا النار على السكان الفارين، فقتلوا وجرحوا النساء وجرحوا الأطفال. نهبت هذه القوات لاحقا معظم أنحاء المدينة وأحرقتها، مجبرةً الآلاف من سكانها على الفرار عبر الحدود إلى تشاد.

قال جان-باتيست غالوبان، باحث أول في الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش: “منذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل، وقعت بعض أسوأ الفظائع في غرب دارفور. يُظهر القتل الجماعي بحق المدنيين والتدمير الكامل لبلدة مستري ضرورة اعتماد رد دولي أقوى على النزاع الآخذ في الاتساع”.

ينبغي للأطراف المتحاربة في السودان وقف مهاجمة المدنيين والسماح بوصول آمن للمساعدات. على مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التحقيق في هذه الهجمات كجزء من تحقيقه في دارفور.

خلال رحلة بحثية في يونيو، قابلت هيومن رايتس ووتش 29 ناجيا من الهجوم على مستري فروا إلى تشاد المجاورة. يُظهر تحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات الكشف عن الحرائق احتراق ست بلدات وقرى أخرى في غرب دارفور، منها مولي، ومورني، وجوكور. حُجبت أسماء الأشخاص الذين تمت مقابلتهم خوفا من تعرضهم للانتقام.

قابلت هيومن رايتس ووتش أيضا 37 لاجئا من أجزاء أخرى من غرب دارفور، بما فيها الجنينة وقرى تندلتي، وأديكونغ، ومولي، وصفوا انتهاكات مماثلة. ظهرت أضرار حرائق واسعة النطاق ومتعمدة على ما يبدو في الجنينة، طالت بشكل رئيسي على الأماكن التي كان يعيش فيها آلاف النازحين خلال الهجمات السابقة. شاركت هيومن رايتس ووتش نتائجها الأولية مع مستشار لقائد قوات الدعم السريع، وطرحت أسئلة حول انتشار قوات الدعم السريع والخطوات المتخذة لمحاسبة الجناة، لكنها لم تتلقَّ أي رد حتى كتابة هذا التقرير.

في 28 مايو، حاصرت البلدةَ قواتُ الدعم السريع وميليشيات عربية، على دراجات نارية وخيول وشاحنات “بيك-أب”، واشتبكت مع مقاتلي المساليت. أطلق المهاجمون النيران من البنادق الهجومية، ومدافع الصواريخ المباشرة، والرشاشات المثبتة على الآليات على سكان البلدة الذين حاولوا الفرار.

قال رجل عمره 76 عاما: “أطلقت قوات الدعم السريع والعرب النار علينا في ظهورنا. رأيت ثلاثة يركضون، ويُطلق عليهم النار، ويسقطون على الأرض قرب محل بقالة”.

لاحق المهاجمون الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان في المدارس والمسجد. فر العديد من النساء والأطفال، وكذلك أعضاء مجموعة الدفاع الذاتي الذين أصيبوا في وقت سابق، إلى مجمع مدارس يقع على الطرف الشمالي من البلدة، حيث دخل المهاجمون بشكل متكرر قاعات الدراسة بحثا عن الرجال ونفذوا إعدامات ميدانية بحق الذين وجدوهم.

قالت امرأتان كانتا قد لجأتا إلى مدرسة إن المهاجمين أعدموا ثلاثة رجال ميدانيا ورشّوا قاعة دراسة بالرصاص، فجرحوا ثلاث نساء وطفلين بجروح بالغة. قالت إحدى النساء: “كانوا يسألون عن الشباب … الذين يحمون القرية. ويقولون: “أين الرجال؟ أين الصبية؟ نريدهم كلهم! نريد قتلهم! لماذا لم تفروا وتغادروا البلاد؟ لماذا لا تزالون هنا؟ ماذا تنتظرون؟”.

نهب المهاجمون طول اليوم ممتلكات السكان، إذ سرقوا الماشية، والبذور، والأموال، والذهب، والهواتف، والأثاث.

وبعد نهب المنازل، أشعل المهاجمون النار فيها. قالت ممرضة عمرها 35 عاما: “غطّى الدخان البلدة بأكملها”. أكد تحليل صور الأقمار الصناعية احتراق البلدة بشكل شبه كامل، لا سيما المناطق السكنية.

انسحبت القوات المهاجمة في ذلك المساء وبدأ الأهالي في البحث في الشوارع وداخل المنازل والمدارس عن الناجين والجثث. دُفنت رفات 59 شخصا على الأقل في مقابر جماعية. قال مسؤولون محليون إنه تأكد في وقت لاحق مقتل 97 شخصا، بينهم أفراد في قوة الدفاع الذاتي. سجّلت هيومن رايتس ووتش مقتل قرابة 40 مدنيا، بينهم امرأة، وإصابة 14 مدنيا، بينهم خمس نساء وأربعة أطفال.

وفقا للأمم المتحدة، منذ اندلاع النزاع في أبريل، نزح أكثر من 300 ألف شخص داخل غرب دارفور وحدها، وفرّ 180 ألفا آخرون إلى تشاد. حوالي 98% من الواصلين إلى تشاد المسجلين هم من المساليت. ما يزال حوالي 17 ألف لاجئ من مستري في قونغور في تشاد قرب الحدود. ما تزال الاستجابة الإنسانية في تشاد تشهد نقصا كبيرا في التمويل.

توقفت عمليات الإغاثة إلى حد كبير في أواخر أبريل في غرب دارفور في أعقاب الهجمات على المساعدات الإنسانية والممتلكات، فضلا عن انتشار انعدام الأمن في المنطقة. قال عامل إغاثة إن دارفور “مقطوعة إلى حد كبير عن المساعدات الجديدة”.

ينبغي لـ “مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة” الدعوة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن وبدون عوائق إلى جميع أنحاء دارفور. على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، والحكومات الأخرى، و”الاتحاد الأوروبي”، و”الاتحاد الأفريقي”، على وجه السرعة، إقرار وفرض عقوبات محددة الهدف ضد المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة بغض النظر عن مناصبهم أو رتبتهم.

ينبغي لمكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الهجوم على مستري وقرى وبلدات أخرى في غرب دارفور كجزء من تحقيقه في دارفور. ينبغي للمدعي العام تسليط الضوء على خطط التحقيق خلال إحاطته المقررة أمام مجلس الأمن في 13 يوليو.

قال غالوبان: “تعكس روايات الناجين من الهجمات الأخيرة في غرب دارفور الرعب، والدمار، واليأس في دارفور قبل 20 عاما. على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التحقيق في هذه الانتهاكات الشنيعة، وعلى شركاء السودان الدوليين والإقليميين معاقبة قوات الدعم السريع وقادة الميليشيات العربية المسؤولين عن هذه الهجمات”.

الانتهاكات في غرب دارفور

كان حجم العنف منذ أبريل في دارفور هائلا حتى بالنسبة إلى إقليم شهد فظائع لا حصر لها ضد المدنيين على مدى عقدين من الزمن. كان أكثر من 400 ألف من سكان دارفور لاجئين أصلا في تشاد نتيجة أعمال العنف السابقة.

شهد غرب دارفور انتهاكات واسعة النطاق في أوائل أعوام الـ 2000، بما في ذلك التطهير العرقي، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية.

منذ العام 2019، تحمل المساليت ومجموعات سكانية غير عربية أخرى، والتي نزح العديد منها منذ النزاع أوائل أعوام الـ 2000، العبء الأكبر للهجمات المتجددة من قبل الميليشيات العربية المدعومة من قوات الدعم السريع. لم تتمكن قوات الأمن الحكومية السودانية من حماية المجتمعات المستهدفة، وهي مسؤولة عن حماية المدنيين منذ انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي من دارفور في العام 2021 إثر إنهاء مهمتها في العام 2020. ظهرت مجموعات الدفاع الذاتي في بعض مجتمعات المساليت.

يقطن بلدة مستري حوالي 46 ألف نسمة، وهي تقع على بعد 42 كيلومتر جنوب الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، و7 كيلومتر من الحدود مع تشاد. سكانها من المجتمعات الزراعية، لا سيما إثنية المساليت، بالإضافة إلى الزغاوة والبارغو، ومجتمعات عربية بدوية. توجد في المدينة ست مدارس على الأقل، ومستشفى، ومركز شرطة، ومحكمة، وملعب، وسوق يشكّل مركزا تجاريا لقرى المنطقة.

في العام 2020، أدت التوترات بين السكان المساليت وجيرانهم العرب إلى هجوم سابق على مستري. قالت مصادر محلية إن الميليشيات العربية هاجمت ثلاث قرى مجاورة في مايو ومستري في يوليو، انتقاما لمقتل مدنيين عرب على أيدي مسلحين من المساليت. في يوليو/تموز 2020، أفاد “مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية” (أوتشا) و”لجنة أطباء ولاية غرب دارفور” أن مئات من رجال الميليشيات العربية هاجموا مستري، ما أسفر عن مقتل قرابة 60 مدنيا من المساليت. جاء الهجوم بعد أن شكّل المساليت مجموعة مسلحة للدفاع الذاتي في البلدة قبل ذلك بأشهر.

في أواخر أبريل 2023، بعد اندلاع النزاع في الخرطوم بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، انسحبت عناصر الشرطة المحلية وحامية الجيش من مستري من دون إبلاغ القادة المحليين أو السكان. قال السكان إن رحيلهم ترك المدينة عرضة للخطر. قال أحد السكان، “سابقا، لم يكن المهاجمون في كثير من الأحيان يتقدمون أكثر داخل المدينة. كان المجتمع المحلي يجد ملاذا آمنا داخل حامية الجيش في أي هجوم”.

في 26 و27 مايو، بدأت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية بالتعبئة في ضواحي المدينة. قال السكان إن المسلحين ضايقوا الأشخاص الذين غامروا بالخروج من البلدة واشتبكوا مع جماعة المساليت المسلحة المتمركزة على جبل دوروندي، على بعد 8 كيلومتر غرب مستري. حُشدت مجموعة أخرى للدفاع الذاتي في جبل شورونغ، على بعد حوالي 450 متر في الجنوب الشرقي، لحماية البلدة، وقال السكان إنهم بدأوا يخشون أن تتعرض المدينة نفسها للهجوم.

هجوم 28 مايو

بدأ الهجوم بعد شروق الشمس بقليل في 28 مايو. جاء المهاجمون في موجات عدة من الجانب الغربي من البلدة، وأحاطوا بها من الشمال والجنوب.

قال السكان إن الهجمات كانت منسَّقة على ما يبدو. دخل المشاة على الأقدام إلى المنازل، ثم تبعهم راكبو الدراجات النارية، الذين طاردوا السكان في الشوارع. وبحسب شهادات، أمّنت شاحنات بيك-أب تابعة لقوات الدعم السريع مداخل الأحياء ومخارجها وأطلقت النار على المدنيين الفارين، حتى من مسافة بعيدة.

بدأ الهجوم في جبل شورونغ حيث انتشر مقاتلو جماعة الدفاع الذاتي. قال مقاتل عمره 30 عاما كان هناك:

بدأ القتال حوالي الساعة 5:30 صباحا من موقعنا، من الجنوب الغربي. لم يكن لدينا سوى بنادق كلاشينكوف. جاء العرب وقوات الدعم السريع بأعداد كبيرة، في البداية على الأقدام ثم على الدراجات النارية: تألفت الموجة الأولى من حوالي 400 رجل على الأقدام؛ والموجة الثانية من 150 إلى 200 دراجة نارية؛ والموجة الثالثة من ست مركبات تابعة لقوات الدعم السريع والتي تعرّفتُ عليها من شعارها؛ وضمت الموجة الأخيرة الكثير من الخيول.

قال أشخاص قابلناهم إن مقاتلي المساليت انقسموا إلى مجموعات من 7 أو 15 مقاتلا في عدة مواقع في البلدة. وُضعت ثلاث سيارات على الأقل على متنها مقاتلون من “التحالف السوداني”، وهي جماعة مسلحة يغلب عليها المساليت بقيادة حاكم غرب دارفور الراحل خميس أبكر، قرب السوق.

تشير روايات الشهود إلى أن قوات الدعم السريع والميليشيات العربية اكتسحت بسرعة مقاتلي المساليت، ما أجبرهم على التراجع. قُتل الكثيرون. استمرت الهجمات حتى الصباح، مع هدوء في وقت مبكر من بعد الظهر، واستؤنفت لفترة وجيزة في منتصف بعد الظهر.

لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من التحقق من عدد المقاتلين في البلدة نفسها في ذلك اليوم وعدد القتلى أثناء القتال.

أعمال القتل والإصابات غير المشروعة

وصف السكان مشاهد الذعر والرعب، حيث انتشر المهاجمون في أنحاء المدينة بينما ملأ المدنيون الفارون الشوارع. أطلق المهاجمون النار على الناس في الشوارع، بما في ذلك النساء والأطفال، واقتحموا المنازل.

قال رجل عمره 40 عاما إنه فتح باب منزله حوالي الساعة 7 صباحا بعد سماعه طلقات نارية في حي الشاطئ حيث يسكن ورأى رجالا عربا مسلحين ببنادق هجومية، ومدافع رشاشة، وقذائف “آر بي جي” وهم يتجهون من باب إلى آخر ويطلقون النار عشوائيا. قال: “توقفت مركبتان تابعان لقوات الدعم السريع قرب منزلي وأطلقتا النار على الفارين. عندما تولى أحد مقاتلي قوات الدعم السريع موقع إطلاق النار، صرخ به أحدهم… (اقتل العبد! اقتل العبد!)”

قال إن رجال الميليشيات العربية دخلوا بعد ذلك منزله وأطلقوا النار على ابن عمه “عدة مرات في صدره” ليردوه قتيلا. قال إنه قفز بعد ذلك من فوق الحائط وركض بحثا عن الأمان.

قال رجل آخر عمره 60 عاما إنه فتح باب منزله ذلك الصباح ليرى “عربا على دراجات نارية يطلقون النار على شابين على عتبة بابه كانا يركضان للنجاة بحياتهما”. قال إن أحد الضحايا توفي فورا، وحاول مساعدة الآخر الذي أصيب ذراعه. لكن “ظهر العرب على الأقدام … كانوا يدخلون المنازل ويطلقون النار في الداخل”، فاضطر هو الآخر إلى الفرار. صرخ عليّ العرب بالتوقف لكنني لم أفعل. أطلقوا النار عليّ، واخترقت رصاصة كتفي الأيمن”.

بدأت النساء والأطفال وبعض الرجال – بمن فيهم الرجال الجرحى – بالفرار إلى مجمع المدارس الرئيسي في المدينة. غالبا ما يُنظر إلى المباني المدرسية في دارفور على أنها مكان آمن أثناء الهجمات.

قالت امرأة عمرها 20 عاما، ركضت مع أفراد أسرتها نحو مدرسة تضم “عددا كبيرا” من الأشخاص: “كان عدد المهاجمين من حولنا مرتفعا للغاية”. أطلق المهاجمون النار وقتلوا ثلاثة أشخاص كانوا يركضون حولها. قالت:

خديجة [كان] لديها حصان وكانت تمسك بلجامه لتأخذه معها إلى المدرسة. أوقفوها وقالوا لها: “اتركي هذا الحصان!” لكنها رفضت فأطلقوا عليها الرصاص. عندما نظروا إلى ذلك الرجل [وهو إمام] … أطلقوا النار عليه وأطلقوا النار على أخي.

قالت إن المهاجمين أطلقوا الرصاص على شقيقها وخديجة في رأسيهما.

قالت امرأة في الثلاثينات من عمرها واصفة ما حدث عندما فتحت باب منزلها، “رأيتُ الكثير من العرب. مجموعة منهم نظروا إليّ وأطلقوا النار في الهواء، قائلين: ’اخرجي!‘ سأل آخر: ’أين الرجال؟ أين الأسلحة؟ لا نريد أي شخص هنا!‘” بعد أن فرّت مع 10 أطفال من عائلتها، أطلق المهاجمون النار وأصابوا ابنتها وحفيدها:

كان [المهاجمون] يركضون وكنا نركض أيضا. كان يوجد المزيد منهم، بعضهم كان يركض خلفنا، وصادفنا من كانوا أمامنا. بالتالي، كانوا يحيطون بنا … كانوا يطلقون النار … عندما… وصلنا إلى حي العدوة … أطلقوا النار على ابنتي وحفيدي.

قالت إن رصاصة أصابت ابنتها، البالغة من العمر 18 عاما، في وركها من الخلف، بينما أصيب حفيدها، البالغ من العمر ثلاث سنوات، في فخذه.

قال رجل آخر عمره 76 عاما إنه رأى مهاجمين عرب يطلقون النار على ثلاثة رجال من الخلف وهم يجرون في الشارع في حي الامتداد. انفصل عن أسرته في التدافع الذي أعقب ذلك، واختبأ داخل “مسجد عتيق” قرب مجمع المدارس:

التقيت برجل عجوز هناك. اختبأ كلانا [على المنبر] … جاء مسلح عربي وأمرنا بالنزول. أثناء قيامنا بذلك، أطلق النار على … الرجل في صدره ليسقط على الأرض. أطلق النار عليّ أيضا. مرت رصاصته فوق أذني … ثم غادر. نزف الرجل الآخر حتى الموت هناك ثم غطيته بسجادة.

الإعدامات بإجراءات موجزة وإطلاق النار في المدارس

طاردت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية عشرات المدنيين الذين حاولوا الاختباء في المدارس. قال شهود إن المهاجمين دخلوا الفصول الدراسية ثماني مرات على الأقل في ذلك اليوم وأعدموا الرجال الذين عثروا عليهم هناك. كما أطلقوا النار على الأطفال والنساء وسرقوهم. أفاد 11 ناجيا، بينهم مقاتل من مجموعة الدفاع الذاتي المحلية اختبأ في مدرسة بعد إصابته، عن 26 عملية قتل. قال شهود عيان إنه لم يكن هناك قتال في مجمّع المدارس.

قالت امرأتان إنه أثناء اختبائهما في فصل دراسي في مدرسة ثانوية للفتيات مع حوالي 50 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، اقتحم مقاتلو قوات الدعم السريع ورجال الميليشيات العربية الغرفة وأطلقوا الرصاص على ثلاثة رجال كانوا قد حاولوا الاحتماء هناك. كما أطلق المهاجمون النار على الأطفال والنساء، فأصابوا العديد منهم بجروح خطيرة.

قالت مدرّسة عمرها 35 عاما: “عندما دخلنا حجرة الدراسة، أقفلناها من الداخل. لذلك، استمروا في طرق الباب بقوة. عندما لم نفتحه، أطلقوا النار على الباب. دفعوه [فتح] وبدأوا بإطلاق النار عشوائيا في كل مكان”.

الرجال الذين قُتلوا هم حسام عبده أحمد (20 عاما)؛ والشرطي الطاهر علي؛ ورجل مسن يُعرف بالحاج، وهو إمام في مسجد محلي. وأصيبت ثلاث نساء بجروح بالغة، بينهن معلمة في الأربعينات من عمرها أصيبت برصاصة في الصدر، وامرأة في الأربعينات من عمرها أصيبت برصاصة في الورك. أصيب ابن المدرّس البالغ من العمر خمس سنوات برصاصتين في الوجه والصدر. كما أصيب صبي عمره 15 عاما برصاصة في الفخذ وفتاة عمرها 16 عاما في الساعد. ولقد عولجوا جميعا لاحقا في مستشفى في تشاد.

قالت امرأة عمرها 19 عاما إن حوالي 50 شخصا، معظمهم من النساء، اختبؤوا في فصل دراسي آخر. خبأ بعضهن الأولاد تحت ثيابهن التقليدية الطويلة. اختبأ رجلان وسط المجموعة، أحدهما في الثلاثينيات من عمره والآخر أكبر منه سنا. وصل مقاتلون إلى المدرسة في سيارة تابعة لقوات الدعم السريع. قالت المرأة: “دخلوا الفصل الدراسي وأطلقوا النار على هذين الرجلين وصوبوا السلاح إلى رأسي و[رؤوس] نساء أخريات، وطلبوا منا نقودا وذهبا وهواتف”. قالت إن الرجلين ماتا على الفور.

قالت مدرّسة عمرها 35 عاما كانت حامل في الشهر التاسع إن ثمانية مقاتلين من قوات الدعم السريع دخلوا فصلا دراسيا في مدرسة البنين الابتدائية المجاورة، حيث حاولت أن تحتمي مع حوالي 20 شخصا. عندما دخل المهاجمون، كان أحد الرجال المختبئين يحاول تقديم الإسعافات الأولية إلى رجلين أصيبا بطلقات نارية في طريقهما إلى المدرسة. قالت المدرّسة:
قلت لحسام [أحد الرجلين]، “يمكنني وضع ديتول [مطهّر]. اذهب، سيقتلونك!” … قبل أن يحاول [حسام] الخروج… دخلوا… إلى الفصل وأطلقوا النار عليهم جميعا، المصابان والثلاثة الذين حملوهم… أُصابوا [حسام] في رأسه.

قالت إن أحد المقاتلين أطلق النار على أشخاص آخرين في الغرفة. “نظر إليّ أحد المهاجمين وأطلق النار عليّ… في [بطني].” وضعتْ جنينا ميتا بعد خمسة أيام.

قالت امرأة عمرها 20 عاما إنها كانت مختبئة حوالي الساعة 11 صباحا في المدرسة الابتدائية للبنات، الموجودة في نفس المجمّع، في فصل دراسي مليء بالنساء مع خمسة رجال في الثلاثينات والأربعينات من العمر متسترين بملابس النساء. قالت إن مجموعة من رجال الميليشيات جاءت “تسأل عن المال والهواتف. بدأ الرجال بالبحث في حاجياتنا، فوجدوا الرجال المختبئين”. اقتاد المهاجمون الرجال إلى الخارج وأطلقوا النار عليهم، فقتلوا ثلاثة وأصابوا اثنين.

كما تحدثت هيومن رايتس ووتش” إلى رجلين اختبآ في المدارس ونجيا.

قال أحدهم (35 عاما)، إنه أصيب في كتفه الأيمن أثناء فراره من منزله في حي الامتداد. وصل إلى المدرسة الثانوية للبنات بمساعدة الآخرين، واختبأ بين النساء والأطفال. قال إن رجال الميليشيات العربية دخلوا المدرسة بعد الظهر:

سمعت ورأيت مسلحِين عربا يدخلون المدرسة وهم يصرخون: أين رجالكم؟ عثروا فورا على ستة رجال وأطلقوا عليهم النار من مسافة قريبة. لا أعرف ما إذا كانوا [الضحايا] [قد أصيبوا] من قبل أو [إذا كانوا] مقاتلين. رأيت ذلك من حيث كنت مختبئا. عفا [المسلحون] عن الأطفال والنساء، ثم غادروا. عندها تحركت لأرى ما حدث [و]رأيت الرجال الستة ميتين هناك. كانت هناك الكثير من الدماء على الأرض… كانت النساء والأطفال تبكي.

قال أحد مقاتلي الدفاع الذاتي إنه بعد إصابته في كتفه أثناء القتال، اختبأ في غرفة كبيرة بالمدرسة الثانوية للبنين، حيث نجا من هجوم:

كانت المدرسة مليئة بالنساء والأطفال في الغالب… كان هناك رجل جريح بجواري… جاء العرب قائلين إنهم يبحثون عن رجال لإنهاء المهمة… اقترب منا المسلحون وأطلقوا النار علينا فورا. أطلقوا النار على رأس الرجل، ثم أطلقوا النار على رجلي، وعندما انقلبت، أطلقوا النار في أردافي. استلقيتُ بلا حراك وكنت أنزف. بدأت زوجتي تصرخ وتبكي. … ظنوا أنني ميت، فغادروا. مات الرجل الآخر على الفور.

سمع رجلان كانا يختبئان بالقرب من المدارس المهاجمين وهم يهتفون ويتفوهون بشتائم عنصرية. قال أحدهم: “كان بعض العرب يهتفون ويطلقون النار في الهواء قائلين،” أحرقنا المساليت، وأحرقنا الزورغا [السود]”.

السلب والحرق المتعمد

نهب المهاجمون طوال اليوم الحيوانات، والمركبات، والأثاث، والمال، والذهب، والطعام، والمتعلقات الشخصية تحت تهديد السلاح، كما حمّلوا الممتلكات على المركبات والدراجات النارية، بينما أضرموا النار في العديد من المباني في المدينة. وقال كادر طبي في مستري إن المهاجمين أيضا “نهبوا وسلبوا” مستشفى مستري العام، وأخذوا الأدوية الأساسية والمنقذة للحياة.

قال رجل عمره 63 عاما يعيش في حي الشاطئ إن المهاجمين اقتحموا منزله، حيث كان الجيران قد تجمعوا عندما بدأ الهجوم: “أخذ العرب… كل ما لدينا. رأيتهم يأخذون أكياسا من البذور، والفاصوليا، والخبز، والقمح، ثم ]غادروا[“. في منازل أخرى، سرق المهاجمون الألواح الشمسية، والأبواب، والنوافذ، و”مواد غذائية مثل الفول السوداني… والبطانيات، والأسرّة، والمراتب” وصفائح الماء، والكراسي، والأطباق، وأدوات الطبخ.

قال رجل عمره 25 عاما إنه كان يقود سيارته إلى حي الشاطئ عندما بدأ الهجوم، وإن رجالا يرتدون زي قوات الدعم السريع أطلقوا النار عليه، على ما يبدو لإيقاف السيارة. قال: “اخترقت رصاصة الزجاج الأمامي وأصابتني في كتفي الأيسر. وقعتُ فورا. دفعوا جثتي [عن الطريق] وقادوا السيارة”.

اختبأ رجل عمره 60 عاما مصاب بعيار ناري في منزل أحد معارفه، حيث عالجت امرأتان جراحه. قال إن 10 مقاتلين من قوات الدعم السريع دخلوا المنزل معا، ورغم ذلك، لم يروه. توسلت [النساء] الجنود ألا يقتلوهن. قال الجندي: “نبحث فقط عن الرجال أو المال”. قال الرجل إن النساء أعطين بعض المال للجنود، فغادروا.

قال طالبٌ عمره 20 عاما: استمروا في النهب والذهاب والعودة… خرجوا حوالي الساعة 10 أو 11 صباحا من القرية بالقرب من الوادي، ثم عادوا الساعة 12:30 ظهرا. خرجوا مجددا الساعة 3 بعد الظهر.  وعادوا مجددا.

قال رجل عمره 36 عاما إن المهاجمين عادوا حوالي الساعة 4 بعد الظهر بعد مغادرة المدينة لفترة وجيزة. كان يشاهد وهو مختبئ من سطح منزله في منطقة الامتداد:

“العرب [كانوا] يتجولون في شوارعنا ينهبون كل شيء – شاشات التلفاز، والأثاث، وإطارات النوافذ، وأكياس البذور – [و]يحملونها على الدراجات النارية والمركبات، بما في ذلك [مركبات] قوات الدعم السريع”.

في المدارس، نهب المهاجمون المتعلقات الثمينة التي أخذها المدنيون معهم. قالت مزارعة عمرها 20 عاما تعرضت للسرقة: “أخذوا البطانيات، والمراتب، والأسرّة، والنقود، والهواتف… والحمير… وأحرقوا ما تبقى من الأشياء”. قدّر مدرس عمره 35 عاما أنه بالإضافة إلى الذهب والهواتف التي أخذها المهاجمون من أشخاص مختبئين في الفصول الدراسية، فقد سرقوا أيضا أكثر من 50 حيوانا، منها الخيول والحمير والماعز، من المدارس.

أضرم المهاجمون النار في المنازل والسوق أثناء مسيرهم في المدينة. قال ثمانية من السكان الذين تمت مقابلتهم إن منازلهم أُحرقت. قال رجل عمره 29 عاما يعيش في حي العدوة إنه رأى رجال الميليشيات يحرقون منزله باستخدام ولاعة على سطح من القش بينما كان يهرب وسط إطلاق نار كثيف من قبل المهاجمين.

قال العديد من السكان إنهم وجدوا منازلهم أنقاضا عندما خرجوا من مخابئهم وقت الغروب، بعد أن غادر المهاجمون مستري. وجدوا فقط بقايا أشياء لم ينهبها المهاجمون، مثل الملابس أو البطانيات.

أظهرت بيانات الكشف عن الحرائق التي قدمها “نظام معلومات الحرائق لإدارة الموارد” التابع لوكالة “ناسا” حرائق نشطة فوق ميستري كل يوم من 29 مايو إلى 2 يونيو. ظهرت عدة أعمدة دخان وحرائق نشطة على صور الأقمار الصناعية من 29 مايو إلى 2 يونيو. أظهرت صور يوم 3 يونيو آثار احتراق شديد في جميع أنحاء المناطق السكنية بالمدينة.

التداعيات

قال أحد السكان: “فُقد كل شيء خلال ساعات”. كانت هناك منازل، وأكواخ، ومتاجر. عندما غادرنا [أماكن] الاختباء عند غروب الشمس، لم يتبق شيء بتاتا، بحث الكثير من الناس عمّن فقدوا”.
مساء 28 مايو، بدأ الرجال بجمع جثث القتلى لدفنهم. استخدم بعض السكان أسرّة قابلة للطي وآخرون شاحنة بيك-أب لجمع الجثث. كما استخدموا رافعة لنقل الجثث وحفر مقابر جماعية.

قال زعيم محلي شارك في الدفن إن الرافعة كانت تستخدم لحفر خندقين طويلين وخندقين أصغر في باحة مجمع المدارس، وإن 59 جثة على الأقل، معظمها لرجال، دُفنت هناك في ذلك المساء. كان الخوف من تجدد الهجمات يعني أنه لا يمكن دفن الجميع في تلك الليلة. قال مسؤول محلي إن بعض الأشخاص عادوا في الأيام اللاحقة ودفنوا المزيد من الضحايا، ليرتفع العدد الإجمالي للسكان الذين تأكد مقتلهم إلى 97.

وقدر الناجون أن عدد الجرحى يتراوح بين 50 و60 من السكان. لم يتمكن الكثير منهم من الحصول على العلاج الطبي إلا بعد عبور الحدود إلى تشاد.

فر العديد من السكان طوال النهار والمساء، من مستري باتجاه الحدود مع تشاد، على بعد سبعة كيلومترات. قال اثنان من السكان إن طريق الخروج من مستري كان مغطى  بالجثث.

وصفت امرأة عمرها 36 عاما عبور مجرى النهر الموسمي الذي يفصل السودان عن تشاد: رأينا العديد من الجثث، ومن الواضح أنهم كانوا يحاولون الفرار قبلنا… ربما ثلاثة أو أربعة رجال قتلى، جميعهم مصابين بأعيرة نارية، كانت لحظات مروعة. كانت ابنتي حاملا… لم تستطع استيعاب ما رأت. أجهضت وفقدت الوعي.

قال مزارع عمره 35 عاما إن قريبه، وهو مزارع عمره 45 عاما، أصيب برصاصة في كتفه أثناء سيره باتجاه الحدود.

بحلول31 مايو، وصل تقريبا 17 ألف شخص إلى قونغور، وهي قرية تشادية عبر الحدود ونقطة وصول رئيسية للاجئين من مستري. معظم هؤلاء الأشخاص ما زالوا في قونغور.

التوصيات

ينبغي لجميع أطراف النزاع في السودان:
التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا سيما حماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات.
والإقرار بأن القادة المسؤولين عن الانتهاكات، بمن فيهم من لديه مسؤولية القيادة، يمكن أن يخضعوا للملاحقة القضائية في المستقبل أمام المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة أخرى.

ينبغي لمجلس الأمن الدولي و”مجلس السلم والأمن” التابع للاتحاد الأفريقي اتخاذ إجراءات هادفة للتصدي للانتهاكات الجسيمة في السودان، منها:

الضغط على الأطراف المتحاربة لضمان أن جميع العاملين في مجال الإغاثة والصحة، والمرافق والإمدادات الإنسانية والطبية، محميّون من الهجمات والنهب وأن العاملين في مجال الصحة، والإغاثة، والوكالات قادرون على القيام بعملهم دون مضايقة أو أي نوع آخر من التدخل؛
استخدام السلطة الحالية أو السماح بفرض عقوبات جديدة محددة الهدف ضد قادة قوات الدعم السريع، والقوات المسلّحة السودانية، والجماعات المسلحة المسؤولة عن الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين؛
دعوة جميع الدول إلى احترام حظر الأسلحة الذي يفرضه مجلس الأمن على دارفور ووقف نقل الأسلحة، والذخائر، والمواد إلى الأطراف المتحاربة؛
دعوة الأطراف المتحاربة في السودان علنا إلى التعاون مع تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك تسليم الهاربين، ودعم عمل المحكمة في السودان بما يشمل التحقيق في الانتهاكات الجارية في دارفور؛ و
دعوة لجنة العقوبات السودانية إلى الإعلان عن أي نتائج ذات صلة تتعلق بالانتهاكات في دارفور.

ينبغي لفريق الخبراء المعني بفرض عقوبات على السودان، التابع لمجلس الأمن الدولي:

التحقيق بشأن المسؤولين عن الانتهاكات في غرب دارفور، وتحديدهم، وتسميتهم، ومطالبة مجلس الأمن بمعاقبتهم.

ينبغي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة:

عقد نقاش عاجل أو جلسة خاصة عاجلة بشأن الوضع في دارفور وضمان مشاركة مجموعات المجتمع المدني الدارفوري؛ و
تعزيز وضمان الموارد الكاملة على وجه السرعة من أجل المراقبة والتحقيقات الجوهرية والمستقلة في الأزمة في السودان، بما يشمل الأحداث في دارفور، بهدف جمع الأدلة على الجرائم بموجب القانون الدولي من قبل الأطراف المتحاربة والجماعات المسلحة الأخرى هناك وحفظ هذه الأدلة.

ينبغي لمكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان والخبير المعيّن من قبل المفوض السامي:

عقد جلسة إحاطة عاجلة حول الوضع للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما يتماشى مع التفويض المستقل للمفوض السامي، لتقديم المشورة لها بشأن الخطوات العاجلة لمنع المزيد من الانتهاكات في السودان، بما يشمل دارفور؛ و
تخصيص الموارد الكافية لتكثيف المراقبة ورفع التقارير العامة المنتظمة عن حالة الحقوق في السودان، بما يشمل دارفور، واتخاذ تدابير للتصدي للإفلات من العقاب على الانتهاكات الجسيمة.

ينبغي لمكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية:

التحقيق في الأحداث الأخيرة في غرب دارفور كجزء من تحقيقه الشامل في الجرائم المرتكبة في دارفور؛ و
الإشارة إلى خطط التحقيق فيما يتعلق بالجرائم الأخيرة في دارفور في الإحاطة الإعلامية التي يقدمها المدعي العام لمجلس الأمن في دارفور في يوليو.

ينبغي للجهات المانحة الدولية والإقليمية:

زيادة الدعم الإنساني في كل من السودان وتشاد، وفي البلدان المجاورة الأخرى للمساعدة في ضمان تقديم المساعدة للمدنيين الفارين من النزاع والمجتمعات التي تستقبلهم.

شارك الخبر

Comments are closed.