الدبيبة وذهب السودان.. الاستحواذ الأمريكي الجديد!

كشف دبلوماسيون غربيون في لندن وموسكو، أن زيارتا البرهان وحميدتي، الأخيرتين إلى طرابلس، تُؤكدان التنسيق والتعاون بين الأطراف الليبية والسودانية في عمليات الاستحواذ على الذهب السوداني، بدعم أمريكي، خلال الفترة القادمة.

وأفادت تقارير أمريكية سابقة، بأن قيمة الذهب المستخرج في السودان والمهرب إلى روسيا تبلغ قيمته 13.4 مليار دولار سنوياً عبر شركات روسية تعمل في مجال تنقيب وإنتاج الذهب عبر مهابط طائرات في الصحراء من دون المرور بالإجراءات الرسمية عبر بنك السودان المركزي.

وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية -المنتهية الولاية- في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، دعا في كلمة له وزراء حكومته إلى مزيد من الشفافية “لقطع الطريق على أي اتّهام بالفساد”، وأعلن أن الحكومة ستوظف جميع إمكانياتها للكشف عما سماه خيوط المؤامرة لفرض أجندة معينة، مشيراً إلى أن الحديث عن إفلاس البلاد هدفه إبقاء ليبيا على وضعها الراهن.
حديث الدبيبة المبهم هذا؛ جاء بالتوازي مع إنتشار أنباء مفادها إتفاق الأخير مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول، عبد الفتاح البرهان، وخصمه قائد ميليشيا الدعم السريع، محمد حمدان حميدتي، بإشراف الإدارة الأمريكية، على إستمرار عمليات إستخراج الذهب السوداني ونقله إلى ليبيا لبيعه.

يقول مراقبون، إن قرار الدبيبة منذ أسابيع، بنقل تبعية مصلحة الجمارك في ليبيا إلى ديوان مجلس الوزراء، بعد أن كانت مصلحة الجمارك منذ إنشائها هيئة مستقلة، سيجعل عملية المراقبة الجمركية والأمنية في جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية لجميع السلع الصادرة والواردة إلى البلاد، بيد الدبيبة شخصياً، ما يسهل عملية نقل الذهب السوداني إلى داخل ليبيا دون تعقيدات تدخل الدبيبة تحت طائل القانون.

وسبق وأن كشف ديوان المحاسبة الليبي في تقريره السنوي تجاوزاً وتبديداً للمال العام من قبل أطراف كثيرة بالبلاد، على رأسها حكومة الدبيبة، شملت اختلاس المال العام عن طريق عقود وهمية، والتوسع في إبرام عقود للتوريد، وإنفاق الملايين على أمور غير هامة.
كما لفت التقرير الى أن خسارة مصرف ليبيا الخارجي بلغت 78 مليون دولار بسبب ضعف إدارته، وسياسة حكومة الدبيبة الفاشلة في إقتصاد البلاد، وانخفاض الودائع من 4.7 مليارات دولار عام 2018 إلى 1.9 مليار دولار عام 2021، وشراء رئاسة الوزراء 25 سيارة بقيمة تجاوزت 21 مليون دينار دون تسجيل ملكيتها للحكومة.

وتعليقاً على التقرير، أكد خبراء  أن الدبيبة وحكومته بالوضع الراهن في ليبيا يحقق غايات الإدارة الأمريكية، وأنها لن تقوم بتغييره طالما تستفيد منه في البلاد وتقوم بتوسيع نفوذها للحصول على موارد ليبيا وجيرانها من نفط وذهب. ما أثبتته مصادر كشفت فيما سبق عن أن رئيس المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ضغط على قائد الجيش الوطني الليبي شرق ليبيا خليفة حفتر للتعاون مع حكومة الدبيبة، وتمكينها من العمل بمناطق شرقي البلاد.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.