محمد حامد نوار يكتب: البقداوي

إن كان للصباحات أوسمة وللخيارات متاح للتقدير من مواطن سوداني، فهي للزميل نزار بقداوي، هذا الشاب الذي رفعه اجتهاده وحرصه على التطور وموهبة لم يخلطها إلا بعرق الجهد والمخاطرة.

تابعت تغطية البقداوي لمنطقة أم درمان وأقول بصدق منزوع من المجاملة إن الفتى تفوّق على نفسه والآخرين؛ حضورٌ في موقع الحدث؛ سبقٌ بالخبر والتقاطات ذكية يزاوج فيها بين التعليق المختصر للتفاصيل ليعرض قصة في ثنايا قصص؛ ليكمل بالهوامش امتدادات المشهد فيخلط واقعية الحرب بشجن الأمكنة وحكايات الناس.

كان يمكن للبقداوي وتحت مطلوبات الأمان الشخصي التي لا تجامل فيها المؤسسات الإعلامية الكبرى الاكتفاء بملخصات من على البُعد؛ عبر (لايفات) بعيدة من الميدان، لكنه فضّل أن يكون على خط النار وتحت جفن الردى؛ سبق في ذلك حتى استحقاق أن يكون هذا الواجب أولى به مراسل التلفزيون القومي (الغياب)، والذي إن حضر يحضر بعد أن يكون الحدث قد تجاوز خط التماس؛ لبداية الضربة الجديدة في شؤون التغطيات.

 

أعرف الكثير عن ظروف عمل هذا الإعلامي الشجاع والنابه والمهني الذي ما كسر بروتوكول الولاء الوطني أو شق عصا الانتماء لمؤسسته، ويعرف غيري ممن هُم أعلم وشهود البيان والتبيين في الوقائع الجارية من الحرب، عطاءه الشجاع الذي كاد أكثر من مرة أن يرشحه لإضافة شهيد لسيرته المهنية المُحترمة.

لا أرغب في نبش مسألة قرار إيقاف قناة الحدث، مع قناعتي أنه قرارَ مجحفٌ وخُضع لابتزاز السابلة وربما مضاغطات الكسالى الذين لا يعملون أو يتركون غيرهم يعمل (ولي في هذا قول سأنشره حين ميسرة)، غير أني في حالة البقداوي أظن أنّ بعض الوفاء والتقدير لمن يحسنون مسألة واجبة ومهمة.

 

موفق يا بني؛ ليس لديك ما تخسره مثلما أن للبعض ما يكسبه ومثلما أن لآخرين أعرفهم مزعة لحم على وجوه الصحيح وهم يصمتون حينما كان لزاماً عليهم أن يشهدوا ولو من باب أداء الأمانات لأهلها.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.