المُسيّرات.. حربٌ دعائيةٌ

*المعلومات جزءٌ من المعركة وينبغي أن يتم التصرُّف فيها باحترافية
*من الضروري ترك ما يتعلق بنشر المعلومات عن العمليات العسكرية والاستهدافات ونتائجها للجهات المختصة
*المليشيا المتمردة تهدف إلى صرف الأنظار عما تخطط له، وهي تبحث عن هدف كبير
*المليشيا المُتمرِّدة تعاني من الصراعات الداخلية والانقسامات، وهروب أعداد كبيرة من مقاتليها

شارك الخبر

كتب: محمد وداعة

أصدرت شعبة التوجيه والخدمات بقيادة الفرقة 19 مشاة مروي، بياناً جاء فيه: (قامت قوات العدو الساعة الرابعة صباحاً باستهداف مطار مروي بعدد ثلاث مُسيّرات انتحارية وتصدت لها المضادات الأرضية بنجاح وتم إسقاطها دون خسائر في الأرواح أو المعدات، نطمئن جميع المواطنين بمحلية مروي أن قواتكم المسلحة في كامل الاستعداد والتأهب التام للتعامل مع أي طارئ أو أي أجسام غريبة في سماء محلية مروي والولاية الشمالية عامة، نهيب بالجميع عدم الانجرار وراء الشائعات).

حسب المعلومات، فإنّ المُسيّرات التي استهدفت مطار مروي، تمّ إسقاطها قبل وصولها لمحيط المطار، ودون حدوث خسائر، وهي مُسيّرات صغيرة لا يمكن التحكم فيها بعد إطلاقها، وغير قادرة على إرسال صور للاهداف التي تصيبها، ولذلك فإن تحديد مناطق سقوطها من (الإعلام الصديق) يمثل خدمة مجانية وخطرة للمليشيا، فهو الوسيلة الوحيدة التي يحصل من خلالها العدو على المعلومات عن إصابة الأهداف أو سقوطها، أو إسقاطها، وهنا تكمن أهمية تفادي نشر هذه المعلومات لحرمان العدو من الاستفادة منها في أي إطلاقات جديدة، وعليه فمن الضروري ترك ما يتعلّق بنشر المعلومات عن الاستهداف ونتائجه للجهات المُختصة وهي مَن تُحدِّد طبيعة ما يمكن نشره، من معلومات ربما بهدف التضليل أو إحباط معنويات العدو. المعلومات جزءٌ من المعركة وينبغي أن يتم التصرف فيها باحترافية.

 

المُسيّرات التي يستخدمها العدو حتى الآن انتحارية، وهي محدودة التأثير، من الأجيال الأولى ومعروفة باسم (كاميكازي)، ودقتها مرتبطة بهامش (الخطأ) في إدخال الإحداثيات أو نسخها، وذلك يعتمد على خبرة طاقم الإطلاق، قوتها التدميرية محدودة، وهي نفس الطراز الذي استهدف عطبرة والقضارف، ولا تحتاج إلى تجهيزات فنية عالية لإطلاقها، ويمكن لأيِّ مجموعة صغيرة مُتسلِّلة إلى المناطق الآمنة، أو في نطاق مدى الطيران استخدامها.

 

ما تقوم به المليشيا محاولة لنشر الخوف والفزع وسط المواطنين، وقد فاتها أن الشعب السوداني اكتسب مناعة ضد هذه الأساليب، وإنه يعي تماماً أنّ المليشيا تستهدف معنوياته وصموده. المليشيا تريد القول إنّها تستطيع الوصول إلى عطبرة وشندي ومروي، والحقيقة المُـرّة التي تعلمها مليشيا الدعم السريع أن ما لم تستطع فعله على الأرض بعرباتها وتاتشراتها، لن تستطع فعله بالمُسيّرات، وهي تلعق جراحها وانكسارها بعد دحرها في مروي في أول المعارك التي خسرتها، بعد أن حشدت لها ما يزيد عن (130) عربة قتالية، المليشيا المتمردة تهدف إلى صرف الأنظار عما تخطط له، المليشيا تبحث عن هدف كبير، وتحاول إسقاط الفاشر. وهجمات يومياً في بابنوسة والنيل الأبيض، وربما عينها تتجه شرقاً، وتهاجم الأبيض، في محاولة لإرهاق الجيش وتوسيع نطاق المعارك واستخدام المباغتة في منطقة ما.

المليشيا المُتمرِّدة تعاني من الصراعات الداخلية والانقسامات، وهروب أعداد كبيرة من مقاتليها، وانسحاب البعض بعد ان لم يعد هناك ما يمكن نهبه أو سرقته،

متغيران مهمان سيحددان كيفية إنهاء وجود المليشيا وطرق إمدادها بالأسلحة في دارفور على وجه الخصوص.

المليشيا وحلفاؤها يريدون استباق التحالفات الجديدة في دارفور الكبرى، الفاشر مركزا لاصطفاف مهم بين الجيش وقوات الحركات المسلحة، فشلت المليشيا وحلفاؤها في التأثير عليه أو اختراقه، ولعلّ المتغير الأهم هو إعلان زعيم المحاميد موسى هلال بشكل قاطع الانحياز للجيش وللشعب السوداني في المحافظة على كيان الدولة السودانية.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.